التفاصيل
رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أننا "اليوم في قلب حرب على امتداد المنطقة، وليس صدفة أننا نتواجد على جبهتين، الأولى في مواجهة هذا العدو الصهيوني المتربص ببلدنا وبأرضنا وبشعبنا والثانية الجديدة على حدودنا الشرقية والشمالية في مواجهة عدو آخر، والله الذي قيّض لنا أن ننتصر هنا سيقيض لنا أن ننتصر هناك من خلال ما نمتلك من وضوح الرؤية"، مشيراً إلى أن "كل حرب وكل مواجهة تحتاج إلى مستلزمات، ومن مسلتزماتها التضحية والصبر والتحمل والوعي والحكمة وكل ذلك مع الإماكانات المادية من عدة وعتاد، وهذه الحرب الجديدة فرضت علينا ولم تكن بخيارنا"، مؤكداً أننا "لسنا هواة البحث عن حروب، وحتى المقاومة التي ولدت هنا في الجنوب وعلى امتداد وطننا كانت خياراً ضرورياً، لأنه لو كان عندنا دولة ومؤسسات وإرادة سياسية لما احتجنا إلى مقاومة شعبية تملأ الفراغ الذي أحدثه غياب الدولة يوم تخلّت عن مسؤولياتها هنا في الجنوب، ولو كان لدينا دولة بمعناها الحقيقي وسلطة تمتلك إرادة قرار الدفاع عن أمنها وسيادتها لما احتجنا إلى مقاومة شعبية تواجه هذا الخطر التكفيري على حدودنا الشرقية والشمالية، ولو وجدت هذه الدولة لكان بالإمكان أن تقوم هي بتحمّل الأعباء ولا أن تتحمل القوى الشعبية هذه الأعباء وتقدم التضحيات التي هي عن كل لبنان واللبنانيين".
وخلال احتفال تأبيني في بلدة حداثا الجنوبية، لفت النائب
فضل الله إلى أن "المقاومة في السابق كانت عرضة للتشكيك وللإستهداف من بيئات
كثيرة، ولكنها أكملت الطريق ولم تلتفت إلى كل ذلك التشكيك لتصل إلى توفير مظلة الحماية
للجنوب وللوطن بالتكامل مع الجيش اللبناني في مواجهة العدو الإسرائيلي، والأمر ذاته يتكرر في مواجهة
الخطر الجديد، وهذه الإنقسامات ليست جديدة في لبنان، وعمرها من عمر الدولة والوطن،
وهناك انقسام دائم حول القضايا الحيوية والأساسية في البلد، ولذلك نشاهد هذا
الإنقسام اليوم على مستوى الدولة من خلال السلطة الموجودة".
وأشار إلى أننا "إستقرأنا الخطر الحقيقي منذ البداية
عندما أطل على حدودنا في منطقة البقاع والشمال، وهذا الخطر لا تكون مواجهته
بتجاهله أو التغافل عنه، وكنّا دائماً نحث الدولة من خلال مؤسساتها على القيام
بمسؤولياتها، لأننا لم نكن نرغب أن نتحمل هذه التبعة، ولأننا ندرك أن هذا الخطر هو
خطر على كل لبنان، وأن مواجهته تحتاج إلى تظافر جهود كل اللبنانيين"، مشيراً
إلى أن "البعض في البدايات كان يهوّل وكان ينتظر المتغيرات في سوريا وسقوط
النظام في سوريا ليستقوي بما يحدث في سوريا على الأفرقاء الآخرين في لبنان، وكان
موقفنا منذ البداية أن مثل هذه الحرب تأخذ سوريا والمنطقة إلى الفوضى والإضطراب
والتفتيت وإلى نمو الإتجاهات التكفيرية، واليوم على قلب الظاهر الكل مسلّم أن هذا
الخطر يتهدد الجميع، وليس في لبنان، بل في المنطقة والعالم بمعزل عن جدية ما يسمى
تحالف دولي ضد الإرهابيين، وبمعزل عن كل الإجراءات التي تتخذ".
وأكد أننا "من دعاة أن تقوم الدولة بمسؤولياتها
الكاملة في حماية لبنان، ولكننا نفتش عنها دائماً فلا نجدها إلاّ منقسمة على
نفسها، وتأخذها السجالات والإنقسامات والمواقف يميناً وشمالاً، وواحدة من المظاهر
لحال الدولة ما يتعرض له الجيش اللبناني، فهذه الرصاصات التي تطلق على جنود وضباط
ودوريات الجيش اللبناني ما كان يمكن لها أن تطلق لو لم تسبقها وتواكبها نيران
سياسية من قوى وجهات وشخصيات داخل الدولة وخارجها، وعندما تطلق النار السياسية على
الجيش يتم تسهيل الإستهداف المسلح"، متسائلاً: "هل يمكن للذي يستهدف هذا
الجيش سياسياً ومن ثم أمنياً أن يكون مساهماً في بناء دولة وفي إعطائها صلاحياتها
الكاملة في حماية البلد، فدعونا نحمي مؤسساتنا التي لا نقدر على حمايتها نتيجة هذا
الخطاب السياسي".
وأشار إلى أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية قدمت هبة
للجيش غير مشروطة، ولا يوجد فيها سمسرة بالأموال كما تجري السمسرات في الكثير من
الهبات، ولا يوجد ما فيها شروط ولا ممنوعات، وقدمت هذه الهبة للجيش وللدولة وعبر
الطرق الرسمية من خلال المؤسسات الدستورية"، متسائلاً: "لماذا البعض
يرفض هذه الهبة، فمن يريد للدولة أن تتحمل مسؤولياتها عليه أولاً أن يوقف إطلاق
النار السياسي والطائفي والتحريضي على الجيش وعلى مؤسسات الدولة اللبنانية، وأن
يسمح بتسليح هذا الجيش وأن يقبل الدعم الغير مشروط من أجل أن يتمكن هذا الجيش من
القيام بواجباته، ثانياً أن لا يقف حجر عثرة وعقدة أمام ملاحقة كل من يستهدف هذا
الجيش، ففي هذا البلد هناك أشخاص لا يعجبهم قرار قضائي، وعندها يطالبون بإلغاء
القضاء، وإذا لم يعجبهم إجراء لجهاز رسمي يطالبون بفك هذا الجهاز وتصفيته والتهجم
عليه، متسائلاً كيف سنواجه الإرهاب والخطر إذا كان هذا هو الخطاب السياسي الموجود".
وأكد أننا "سنبقى في طليعة المدافعين عن أهلنا وعن
بلدنا وعن قرانا حتى لو تخلى الآخرون عن مسؤولياتهم في الحماية والدفاع وفي
مواجهة الأخطار، وهذا المشروع التكفيري سيهزم كما هزم هذا العدو الإسرائيلي، ونحن
مطمئنون للمستقبل لأن لدينا وضوح الرؤية حيال كل ما يجري في بلدنا وفي محيطنا،
داعياً الفريق الآخر ليكون لديهم هذا الوضوح والذي يحتاج إلى الخروج من العقليات
الحزبية الضيقة ومن المزايدات والتنافس ومن رفع الصوت العالي وإطلاق الإتهامات
وإلقاء المسؤوليات هنا وهناك، فمن لا يستطيع القيام بمسؤولياته وواجباته عليه أن
لا يلقي التبعات على الآخرين، لأن الآخرين يقومون بتحمل المسؤولية الملقاة على
عاتقهم".
ودعا إلى أن "تقوم الحكومة الحالية بواجباتها
ومسوؤلياتها مع إدراكنا لحجم الضغوط وطبيعة الظروف، ووجود هذه الحكومة مصلحة
للجميع، ليست مصلحة لفريق واحد، وهذه الحكومة على الأقل تشكّل المظلة السياسية
للبلد وللتلاقي بين الأفرقاء، ونحن حريصون عليها"، آملاً أن "يكون
الجميع حريص عليها، لأن إثارة الإنقسامات والخلافات بداخلها تعود بالضرر على
الجميع وليس على فريق دون آخر، وواحدة من الواجبات على هذه الحكومة أن تحمي مؤسسات
الدولة وتعمل قدر المستطاع على حماية الأمن بالبلد، ونحن ممن يعتبر أن الأمن في
لبنان هو قرار سياسي أولاً ومن ثم إمكانات وقرارا أمني"، مشيراً إلى أن
"القرار السياسي يحتاج إلى تصرف بمسؤولية ومن موقع الحرص على الدولة
والمؤسسات"، مطالباً الجميع بـ"العمل على تعزيز الأمن والخروج من
الحسابات الضيقة عند البعض وأن يكون الجميع على مستوى قرار سياسي واحد الذي يتطلّب
بالدرجة الأولى حماية الجيش، لأن الذي يحصل هو الذي يهدد بنيان الدولة ويقوّض
الدولة".