التفاصيل
اكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أنَّ "تاريخ هذه المقاومة هو تاريخ التضحيات التي كانت ولا تزال تولد منها الإنتصارات، ومسيرتها هي مسيرة الشهادة كطريق واضح لحماية أرضها ومقدساتها والدفاع عن شعبها، ومن ميزتها أنَّ قادتها وأبناء قادتها كما هم مجاهدوها في قلب الميدان وفي المقدمة، فلم تهزها الحروب والإغتيالات والتهويل والتهديد والإستهداف العسكري والسياسي والمعنوي، بل على العكس تماما كلما ارتفع منسوب التحدي وحجم التضحية إزدادت تألقا وتوهجا، وراكمت عناصر القوة والقدرة بحيث صار العدو هو المتواري والمتخبط حتى وهو ينفذ عدوانا جبانا".
ورأى فضل الله في احتفال تأبيني في بلدة عدشيت في النبطية، أن "ما جرى في القنيطرة نموذج واضح لهذا المسار، لقد نفَّذ العدو إغتيالا جبانا لمجموعة من المجاهدين، وهذا عدوان خطير يأتي في سياق الحرب العدوانية الإسرائيلية على منطقتنا، ولكنه يؤكد بالمقابل أن المقاومة هي طليعة هذه الأمة في مواجهة العدو، وأنها في الموقع الصحيح، فللمكان والزمان دلالتهما، بعدما شعر العدو الاسرائيلي أن مشروعه الذي بنى عليه أحلامه وتوقعاته آخذ في التآكل بفضل صمود محور المقاومة في سوريا"، معتبراً أن "هذا العدوان يثبت مرة أخرى تلاقي مشروع العدو الإسرائيلي مع مشروع الجماعات التكفيرية لضرب محور المقاومة من خلال استهداف سوريا، وأن هذا التلاقي لا يعبِّر عنه فقط تقديم المساعدة العسكرية ومعالجة الجرحى، إنما يعبِّر عنه التدخل العسكري المباشر كما حدث في القنيطرة وقبله في الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا".
ولفت فضل الله الى أن "الوقائع والتطورات أثبتت أن اعتماد "حزب الله" خيار الدفاع عن مقاومته وتصديه للعدوان التكفيري وتقديمه للتضحيات، هو الخيار الصائب لأنَّه خيار الدفاع عن بلده، فهو يقاتل مشروعا واحدا، يتمظهر تارة بعدوان إسرائيلي يقصف بالطائرات وينفذ الإغتيالات وطورا بعدوان تكفيري، يرسل السيارات المفخخة ويهدد الأمن والتعايش ويستهدف حيشنا على القرى الحدودية، وهذا المشروع الواحد يشكل خطرا على بلدنا وشعبنا وسلمنا الأهلي، ولذلك فإنَّ تصدي المقاومة للمشروعين معا هو الذي منع اسرائيل من تحقيق أهدافها في سورية، بمنع سقوطها في يد التكفيريين، وهو الذي يحمي لبنان، ويحمي وحدته ودولته، ويمنع إنهيار منظومته السياسة والإقتصادية والأمنية. فالمقاومة بالتكامل مع الجيش وبدعم شعبها عنصر القوة والإطمئنان للبنانيين، وقد عودتهم دائما أن تكون القوة المدافعة عن سيادتهم وكرامتهم وارضهم. فلولا هذه المعادلة لكان لبنان اليوم بلدا مخلَّع الابواب تلعب فيه الريح من كل الاتجاهات، ويستباح من قبل العدو ومن قبل المتربصين به والساعين لإقامة إمارتهم على أرضه".
وأشار فضل الله الى ان "العدو الخائف والمربك جراء فعلته بات يدرك أن حساباته خاطئة فهو على امتداد زمن المواجهة مع المقاومة لم يستطع أن يغيِّر المعادلات لا بالحروب ولا بالمجازر ولا بالاغتيالات"، ذاكراً "تجارب العدو السابقة من اغتيالات واعتداءات من اغتيال الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية وكوادر ومجاهدين، إلى ما ارتكبه من اعتداءات على مدى زمن المواجهة، فماذا كانت النتيجة هل ضعفت المقاومة أو تراجعت؟ بل على العكس لقد تقدمت إلى الأمام ولم يحصد العدو سوى الخيبة والندم"، موضحاً أن "جريمة الإغتيال الجديدة محاولة لفرض معادلات ورسم قواعد، لكنها جريمة الحسابات الخاطئة والرهانات الفاشلة، لقد أثبتت التجربة أن المقاومة لا تفرض عليها المعادلات من قبل هذا العدو".