الوفاء للمقاومة: إصرار البعض على تجاوز الوفاق الوطني وتهميش بقية الشركاء يفضي إلى تخريب البلاد وتوسعة الانقسام

التفاصيل


عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، بعد ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد وحضور أعضائها.


وهنأت الكتلة بحسب بيان اصدرته، "شعوب العالم قاطبة والمسلمين في كل مكان، بمناسبة الإطلالة المباركة لذكرى المبعث النبوي الشريف في السابع والعشرين من شهر رجب الأصب"، مؤكدة أن "الإسلام الحنيف الذي بعث الله به النبي محمد رحمة للعالمين وهدية إلهية للبشرية جمعاء، قد أحدث أعظم تحول حضاري في التاريخ على الصعيد العقائدي والتشريعي والسلوك الإنساني النموذجي وسيبقى ملهما للناس في كل زمان ومكان من أجل بناء الأفراد والجماعات والمجتمعات والدول على قواعد الحق والخير والعدل والاستقامة. ولن تستطيع كل محاولات الدس والتضليل وأساليب الحروب الناعمة والخشنة وجرائم عصابات التكفير أن تطفئ نوره أو أن تشوه أصوله ومضامينه وأهدافه، وسيبقى الدين الذي يهدي للتي هي أقوم، لتحقيق الكرامة والعدالة والعزة في الدنيا والآخرة".

وباركت "لشعبنا الوفي والمقاوم، مع اقتراب موعد 25 أيار يوم العيد الوطني للمقاومة والتحرير الذي توج تاريخا جهاديا مميزا لمقاومة اللبنانيين الشرفاء ضد الاحتلال الإسرائيلي الغاشم لبلدهم وكرس المعايير الوطنية الحقيقية للسيادة والتحرر والاستقلال، انتصاره المشهود على العدو الإسرائيلي، وعلى محور العدوان الدولي الذي كان يدعمه، وتوجه تحية اعتزاز بالمقاومة والتزام بخيارها، وتنحني أمام أرواح الشهداء وتضحيات المجاهدين وجراحاتهم ودمائهم، التي سطرت فصلا بطوليا ووطنيا مذهلا في تاريخ لبنان المعاصر، ورسمت معالم النهوض الوطني، الذي يعبر عن قيم وتطلعات اللبنانيين للعيش بكرامة، وللحفاظ على قوة وعزة وسيادة بلدهم في عالم تتصادم فيه المصالح والإرادات. وليست المواجهات التي تخوضها المقاومة اليوم على حدودنا الشرقية إلا تأكيدا لهذه المعالم والقيم والتطلعات".

وبعد أن عرضت الكتلة للأحداث والتطورات وناقشت جدول أعمالها المقرر، خلصت إلى ما يلي:
"
إن ذاكرة الأمة وأجيالها لا تزال تستفزها صورة النكبة التي حلت بفلسطين في 15 أيار 1948 على أيدي الصهاينة الغزاة بدعم ومؤازرة ورعاية من الغرب المستعمر الذي تتوارث دوله مهمة تصفية القضية الفلسطينية وحماية الكيان الإسرائيلي الغاصب وإسقاط حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى كامل أرضه وتقرير مصيره. إن وعد بلفور الذي أسس منذ عام 1917 للنكبة العربية في فلسطين، لا يزال يشكل محور السياسات التآمرية الغربية في منطقتنا والتي تهدف إلى شرعنة الاحتلال وإسقاط الهوية الحضارية لفلسطين وشعبها وقضيتها واستنزاف الدول العربية والإسلامية وشعوبها، وابتزازها في أمنها واستقرارها وكرامة مجتمعاتها. وإن كل مكائد تسويات الإذعان لن تنجح في صرف الشعب الفلسطيني عن التمسك بنهج المقاومة الذي يبقى هو الرهان دائما لتحرير أرضه ولإسقاط المشروع الاستعماري وكيانه الإسرائيلي العنصري المحتل".

وجددت في العيد الوطني للمقاومة والتحرير "دعوتها كل فئات شعبنا اللبناني للتمسك بخيار المقاومة ونهجها وأولوياتها لدفع المخاطر الوجودية عن لبنان وبناء مجتمع التراحم والقدرة بين أبنائه لمواجهة الأعداء وإقامة الدولة القوية والعادلة التي تحقق الحماية والرعاية لكل المواطنين دونما اي تمييز أو غبن أو استضعاف، والقيام بالدور الريادي في نصرة القضايا العادلة للشعوب وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".

واكدت ان "المواجهة التي يخوضها حزب الله دفاعا عن بلداتنا في السلسلة الشرقية التي تتهددها عصابات الإرهاب التكفيري، هي واجب وطني تتطلبه مصلحة شعبنا وحقه في الأمن والكرامة، وإن التضحيات التي تبذل في هذا السياق والانتصارات التي تتحقق بفضلها ستعود بالخير والأمن والمنعة على كل اللبنانيين بمختلف فئاتهم ومناطقهم. وإن الكتلة تتوجه بأسمى تحية للمقاومين الأبطال الذي يدافعون عن لبنان واللبنانيين ضد خطر الإرهاب التكفيري ويقوضون بناه التحتية في تلك المنطقة، وتنحني إجلالا لكل الشهداء والجرحى الأبرار".

واعتبرت ان "استمرار الفراغ الرئاسي. هو في الحقيقة مؤشر لقياس عمق الأزمة السياسية المتفاقمة في لبنان، وليس سببا لها. وكذلك هو الأمر بالنسبة لتعثر العمل الحكومي والتشريعي. وإن إصرار البعض على المسارات الخاطئة المتجاوزة للوفاق الوطني، وعلى الأداء المتفلت من كل الحسابات والتوازنات الوطنية، وتهميش بقية الشركاء في الوطن، والاستقواء عليهم بالخارج أو بالإرهاب أو ممارسة التحريض ضدهم، سيفضي في نهاية المطاف إلى تخريب البلاد وتوسعة الانقسام وتعطيل النظام العام. كما أن اصرار هذا البعض على اعتماد سياسة ازدواجية المعايير ازاء عمل القضاء المختص وممارسة التهويل والإبتزاز ضده، وعدم التمييز بين شرعة القانون وميوله السياسية المتقلبة، لن يمكنه من ترهيب القضاة ولا من وضع يده على القضاء ولا مصادرة أقواسه ولا إملاء ميوله عليه".

واكدت ان "موقع لبنان الطبيعي هو الدفاع عن قضايا الحق والعدل والحرية وليس الاصطفاف الأعمى في محاور إقليمية أو دولية لخدمة سياسات أنظمة ودول ضد قضايا الشعوب العادلة والمشروعة وضد المصالح الوطنية لبلدنا وشعبنا. إن جنوح بعض المسؤولين من الساسة اللبنانيين لتبرير العدوان السعودي - الأميركي الظالم على اليمن وشعبه المظلوم لا ينسجم مطلقا مع دور لبنان في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والحرص على التزام مضامينه".