التفاصيل
أكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش خلال رعايته حفلا تكريميا للطلاب المتفوقين في ثانوية الشهيدين الشيخ راغب حرب وبلال فحص في باحة الثانوية في بلدة جبشيت أن "ما ننشده هو ثقافة الحوار مقابل ثقافة عدم الإعتراف وتهميش الآخر والسيطرة وسلب إرادة الآخرين، لأننا ننتمي إلى رسالة تقوم على الإعتقاد الذي لا يقوم بالنسبة إلينا إلا على الدليل".
وأوضح فنيش أننا "لا نخشى من محاورة الآخرين وبحاجة لثقافة حوار لأننا في مجتمع لا يمكن لجهة ما أن تتغلب وأن تستأثر بالقرار. لقد ثبت من خلال التجربة أن كل جنوح نحو التفرد بالقرار وكل جنوح نحو تهميش الآخر ينعكس سلبا ويرتد سلبا على اللبنانيين جميعا، وعلى استقرار الوطن والحال المعيشية للناس. هذا هو السبب في كل ما نعيشه اليوم من تراكم للمشكلة نتيجة عدم الإصغاء للرأي الآخر في السياسات التي اتبعت طيلة السنوات الماضية بعد الحرب الأهلية".
وشدد فنيش على"ترحيب "حزب الله" ودعم أي تحرك إحتجاجا أو اعتراضا أو مطالبة في معالجة أي مشكلة"، موضحاً اننا "لا نقر لأي ممارسة قمعية بحق المعترضين، فهذا حق كفله القانون، وننظر إليه بإيجابية بغض النظر عن مواقف بعض الجهات التي نعرف خلفياتها، وبغض النظر عن ما يرتكبه البعض من أخطاء إن في الموقف أو في التعميم".
وأردف: "إننا ننظر إلى هذا التحرك بإيجابية لأننا نريد للناس أن تمارس حضورها ودورها ومسؤوليتها في إظهار كلمة الحق في إثبات حضورها وفي تعميم ثقافة رفض تجاوز القانون ورفض الفساد والإفساد".
وعن الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمل الوزير فنيش في أن "يكون الحوار فرصة جدية وأن يشارك الموافقون على الحوار بإرادة صادقة من أجل إيجاد الحلول والمخارج لانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة إحياء المجلس النيابي وتفعيل عمل الحكومة لتؤدي دورها".
وإذ حذر فنيش من "الوضع البالغ التعقيد الذي يمر به لبنان والمنطقة"، ودعا إلى "تحصين الإستقرار الداخلي والسلم الأهلي، وعدم إفساح المجال أمام الجماعات التكفيرية التي أبعدت المقاومة بتضحياتها ووفق معادلة الجيش والشعب والمقاومة خطرها عنا بنسبة عالية"، لافتا إلى أن "هذه الجماعات المجرمة ما كانت لتنمو وتنتشر لولا رعاية دول راهنت على دور هذه الجماعات لغاياتها السياسية، فأصاب هذا الرهان مجتمعاتنا بالشرذمة والتمزق والإقتتال، وأصاب شعوبنا بالهجرة والآلام والنزوح"، معتبرا أن "ما نشهده من حركة تهجير للسوريين يتحمل مسؤوليته بوضوح كل الذين دعموا هذه الجماعات".