التفاصيل
ألقى النائب فضل الله كلمة قال فيها: "يسعدني أن أشارك مجموعة الشباب والشابات في هذا العمل الفني رسما وتصويرا تحت عنوان ملامح المقاومة في الضاحية الجنوبية، وهو عنوان يجذبنا جميعا، ونحن جزء من أهل الضاحية ومن هذه المقاومة، خصوصا في مثل هذه الايام التي ودعت فيها الضاحية شهيدا قائدا من شهداء هذه المقاومة".
أضاف:
"حينما نتحدث عن المقاومة والضاحية لا بد أن نعود إلى البدايات لان هذه
الرسومات التي قدمت إلينا بعض ملامح الشهداء وهذه الصورة التي عرضت امامنا وقدمت
إلينا بعض وجوه الحياة في الضاحية لا بد أن تعيدنا الى بدايات المقاومة التي
انطلقت في الضاحية وبدأت في خلدة في كلية العلوم وفي ساحة الغبيري، والمشترك في
هذه المقاومة كان مصطفى بدر الدين وعماد مغنية التي خبأت الضاحية وجوههما، وتسترت
على اسميهما خوفا عليهما على مدى ثلاثين عاما. كانا في الضاحية، ولم تكن الضاحية
في ملامحهما، بل في قلبهما، وبقيا في كل المحطات إلى أن قضيا شهيدين في مسيرة هذه
المقاومة. وعندما تقدم المقاومة قادتها شهداء فهذا مبعث عز وافتخار وقوة وجرأة، لم
تخبىء الضاحية مصطفى بدر الدين، الا خوفا عليه، ولم تخف اسم عماد مغنية إلا خوفا
عليه، لكنها كانت تفاخر بهما، وكانا يفاخران بها حتى وريا في الثرى في روضة
الشهيدين على أرض الضاحية".
وتابع:
"عندما يكون أمثال هؤلاء الشهداء في الصفوف الأمامية وفي المحطات الصعبة،
فهذا يعني أن المقاومة تمتلك القوة والقدرة، وان قادتها لا يقبعون في ملاجىء ولا
في غرف عمليات محصنة، إنما هم في الميدان، فلو لم يكن مصطفى بدر الدين في الميدان
لربما ما قضى شهيدا، كما قضى في هذه المعركة التي نخوضها على امتداد عالمنا العربي
والاسلامي".
وأردف:
"لا نستطيع في هذه الوقفة اليوم، وفي هذه الاحتفالية المقاومة بهذا العمل
الفني، إلا أن نستذكر هذا الشهيد القائد المجاهد، الذي أفنى عمره في المقاومة، لم
يهدأ، لم يتعب، لم يستكن في كل الجبهات وفي كل المواقع وفي كل المحطات، وكان شعاره
إما أن أعود شهيدا أو أعود حاملا راية النصر، وقد عاد مضمخا بالشهادة وبالنصر".
وقال:
"ملامح هو مشروع شبابي يقدم بالريشة، ويقدم إلينا مع الشهيد محمد أبو الحسن،
الذي انطلقت الفكرة من شهادته وإبداعاته، يقدم لنا المقاومة على صورة شهدائها،
والمقاومة هي بأشكال متنوعة بالخطابة والشعر والميدان الاجتماعي والعمل البلدي،
لكن أرقى أوجهها هو الميدان، وأعلى رتبة من رتب المقاومين هم الشهداء، فهذه الصور
قدمت إلينا لمحة عن الشهداء الذين عاشوا في الضاحية وأحبوها. ملامح الضاحية هي
ملامح المقاومة، لا يفترقان، ولا يختلفان منذ الرصاصات الأولى في 9 حزيران 1982
يوم انطلق مصطفى بدر الدين ورفاقه في المقاومة في خلدة وفي كلية العلوم وفي
الغبيري الى حرب تموز 2006 التي صمدت فيها الضاحية، وبقيت شامخة رغم تدمير الكثير
الكثير من مبانيها وسقوط العديد من أبنائها شهداء، وبقيت في مواجهة كل الحروب وكل
محاولات استهداف المقاومة".
أضاف:
"اليوم، هذه المقاومة لا تزال في عين العاصفة، ولا تزال مستهدفة، لكنها أقوى
من العاصفة. استهدفت الضاحية في عام 2006 بأطنان من المتفجرات لن تقوى عليها كل
المتفجرات، اليوم تستهدف البيئة الحاضنة للمقاومة، وفي طليعتها الضاحية الجنوبية
بأنواع مختلفة من التشويه والتضليل ومحاولات الحصار والتعاميم بإسم حاكمية مصرف
لبنان، التي تتلاقى مع تعاميم وقرارات اميركية، لكن هذا كله لن يستطيع أن يفت من
عقيدة الضاحية التي أراد العدو أن يسمي تسميات عليها بقوله لديه أصبح في الجيش شيء
إسمه عقيدة الضاحية، والضاحية هي التي كسرت عقيدة الجيش الاسرائيلي. بالتأكيد،
الضاحية وأهلها وأهل المقاومة على امتداد وطننا يستطيعون أيضا كسر العقيدة المالية
الجديدة للاميركيين، التي نرى للأسف في لبنان أن هناك أميركيين متأمركين أكثر من
الاميركيين، ويحاولون أن يفرضوا حتى ما لا يطلبه الاميركيون، هذا لن يؤثر لا على
المقاومة ولا على شعبها ولا على إرادتها، بل سيرتد هباء منثورا، فكما ارتدت الحروب
العسكرية ضد المقاومة وقد فشلوا في استهدافاتهم لقادتها على امتداد سنواتها
الطويلة سيفشلون في استهدافاتهم الجديدة سواء أكانت إعلامية أم مالية أم سياسية أم
حملت أي عنوان آخر".
وهنأ
القيمين على هذا النشاط لما أنجزوه"، وقال: "لقد قدموا لنا صورا مشرقة
هي صور هؤلاء الشهداء الكبار، وأقول لكم أنتم تساهمون مع المقاومة في عملها لأن
الشهيد عندما يسقط دمه في الأرض، لا بد أن ينبت، والنبات يتخذ أشكالا عديدة، ومن
بينها الشكل النقي الذي قدمتموه اليوم.