التفاصيل
عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، بعد ظهر اليوم، برئاسة النائب محمد رعد، واستهلتها بالتوجه الى "اللبنانيين خصوصا والمسلمين في العالم عموما بأحر التهاني والتبريكات بعيد الفطر المبارك الذي انقضى قبل ايام فيما لا يزال لبنان والمنطقة يتعرضان لأشرس هجمة دموية على ايدي عصابات الارهاب التكفيري المدعومة والمستخدمة من قبل دول اقليمية وكبرى معروفة وذلك بهدف فرض سياساتها على شعوب المنطقة بعد تفكيك مجتمعاتها واستنزاف قدراتها وإضعافها".
ورأت أن "المجازر الوحشية والتفجيرات الانتحارية التي تشهدها اليوم اكثر من دولة، وما جرى في الآونة الاخيرة من قتل همجي للمدنيين في بلدة القاع - البقاعية وفي منطقة الكرادة العراقية، هي نماذج وعينات من جرائم هذه العصابات ومشغليها"، معتبرة ان "التهديد الذي يشكله الارهاب التكفيري هو تهديد جدي لكل البشرية ودولها بما فيها الدول المشغلة لعصاباته والراعية لتمويله وتسليحه، وان القضاء عليه ينبغي ان تكون له الاولوية في برامج الدول كافة بغية ضمان أمن الشعوب واستقرارها".
بعد ذلك ناقشت الكتلة جملة من التطورات والقضايا المحلية والاقليمية، وخلصت الى ما يأتي:
"1- في الذكرى العاشرة لحرب تموز العدوانية، تجدد الكتلة التزامها بالمقاومة نهجا وخيارا، وتؤكد احتضانها ووفاءها للمقاومين الابطال الذين حموا لبنان بأرواحهم ودمائهم، وقاتلوا دفاعا عن سيادته وذودا عن أمن أبنائه وكرامتهم. وتتمسك بإصرار وتصميم، بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تشكل قاعدة ارتكاز للاستراتيجية الوطنية الحقيقية لحماية البلاد والدفاع عنها ضد أي عدوان او تهديد.
وعلى الرغم من همجية العدوان الاسرائيلي والدعم الدولي له، وبعض التواطؤ الاقليمي معه. وكذلك على الرغم من التناغم السياسي المقصود أو غير المقصود لبعض القوى المحلية مع مشروع العدوان الهادف الى سحق المقاومة ونزع سلاحها والى اخضاع لبنان وسوقه مذعنا للانخراط ضمن محور أنظمة الانهزام والاستسلام للعدو في المنطقة، فإن النصر الالهي - التاريخي والاستراتيجي الذي تحقق في العام 2006 بفضل المعادلة الآنفة الذكر، قد خيب كل اوهام الاسرائيليين والمراهنين على نجاح عدوانهم، وأثبت ان ارادة المقاومة لدى شعبنا اللبناني هي أقوى من جبروت الكيان الاسرائيلي وقدراته، وكرس توازن ردع جديا يشكل ضمانة مستدامة للاستقرار الامني الوطني، عمادها الأساس: الجهوزية الدائمة للمقاومة المتناغمة مع الجيش اللبناني والمحتضنة من شعبها الواعي والشجاع.
ان كتلة الوفاء للمقاومة إذ تفخر مع كل اللبنانيين الشرفاء ومع كل الاحرار في منطقتنا والعالم، بهذا النصر العزيز، فإنها تنحني تقديرا واكبارا لكل صناعه من الشهداء الأبرار والجرحى المضحين والمقاومين البواسل، وتعتز بحكمة وصلابة سيد المقاومة وبالاداء الشجاع للجيش اللبناني، وبروح الصمود والتضامن التي تألق بها شعبنا الحبيب بمختلف طوائفه واتجاهاته وقواه الوطنية.
يبقى أن المرارة تدفعنا بعد مضي عشر سنوات على هذه الحرب الى التذكير مجددا بالتعويضات المفترض منذ ذلك الحين أن تصل الى اصحاب المحال التجارية والمعامل والمزروعات والسيارات وغيرها، مع الاشارة الى أن الهبات التي انفقتها الحكومة آنذاك لم تتسم بالشفافية المطلوبة ولا يزال يشوبها الكثير من الغموض حتى الآن.
2- ترحب الكتلة بالتفاهم النفطي الذي جرى مؤخرا على المستوى الداخلي، والذي من شأنه أن يحرك الإجراءات التحضيرية اللازمة للشروع عمليا في خوض غمار هذا القطاع.
وتأمل الكتلة أن تتنبه الحكومة إلى خطواتها الإجرائية في هذا المجال حتى لا تتكرر الخطيئة الجسيمة التي تم إرتكابها من قبل رئيس حكومة سابقة أثناء التفاوض مع قبرص وترسيم إحداثيات خاطئة تسلل منها العدو الاسرائيلي للانقضاض على مساحة أكثر من 850 كلم مربع من المنطقة الاقتصادية الخالصة والتي لا يزال لبنان عبر دولة الرئيس نبيه بري والمجلس النيابي يجهد لإستنقاذها وتثبيت حقه فيها بكل الوسائل والطرق المتاحة.
3- تكرر الكتلة موقفها الثابت ازاء الاستحقاق الرئاسي، وتحمل النظام السعودي وكتلة المستقبل مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية، وتدين كل التدخلات الخارجية التي تملي الخيارات على بعض الكتل النيابية خلافا لإرادة الغالبية العظمى من اللبنانيين.
4- تدعو الكتلة الى مزيد من التشدد والتعاون بين كل المسؤولين الرسميين والقوى السياسية والبلديات والهيئات النقابية والشعبية، من أجل مكافحة الفساد المستشري الذي لم يعد يرعوي مرتكبوه عن التطاول على صحة اللبنانيين أو على سلامة غذائهم ودوائهم، فضلا عن بيئتهم التي صارت نهبا للتلوث الكارثي المميت.
ان ما يتعرض له نهر الليطاني من جرائم تلويث لمياهه سواء عند حوضه او مجراه او عند سد وبحيرة القرعون بات يشكل تهديدا خطيرا لحياة مئات الآلاف من اللبنانيين، ويستوجب اعلان حالة طوارىء بيئية وصحية وغذائية شاملة، واستنفارا نيابيا وحكوميا وشعبيا لإقرار ما يلزم من تشريعات وقوانين واحالتها فورا الى التنفيذ، فضلا عن اتخاذ وتطبيق اجراءات عاجلة، وقائية وعلاجية وعقابية، حفظا لصحة المواطنين وتأمينا لسلامة غذائهم ودوائهم وصونا لنظافة بيئتهم.
5- تهيب الكتلة بوزارة الطاقة والمياه والمؤسسات العامة المعنية ان تولي اهتماما خاصا في هذه الفترة بالذات لتأمين التيار الكهربائي والمياه لا سيما لمنطقتي بعلبك الهرمل والضاحية الجنوبية من بيروت اللتين يكاد أهلهما يضيقون ذرعا جراء زيادة ساعات التقنين من جهة والتسامح بالتلاعب في ساعات التغذية بالمياه لبلداتهم ولأحيائهم من جهة اخرى.
6- ان تباطؤ الاجهزة المختصة في ملاحقة جريمة الاتجار بالبشر وترويج الدعارة، فضلا عن فضيحة الانترنت غير الشرعي، لم يعد مقبولا على الاطلاق. وليكن واضحا بأنَّ الكتلة لن تتهاون مع أي تقصير من أي جهة بدا، وهي تتابع الملف باهتمام بالغ وليتحمل كل مقصر مسؤوليته كائنا من كان".