التفاصيل
أقام "حزب الله" مراسم أداء قسم العهد والولاء للشهداء، لمناسبة الذكرى السنوية للشهداء القادة، وذلك أمام نصب الشهيد السيد عباس الموسوي في بلدة تفاحتا، بمشاركة عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشي، وعدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وسط التزام بالإجراءات الطبية والصحية كافة.
وبعد قسم البيعة للشهداء أدته ثلة من المجاهدين، تحدث النائب جشي فقال: "هنا توحد الزمن، وكانت الشهادة بالتوقيت الواحد للزمن المقاوم، وعلى منصة العشق لشيخ الشهداء، وقف سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس وأطلق الموقف، وكانت الوصية الأساس "حفظ المقاومة وخدمة الناس".
وأضاف: "هنا في تفاحتا توحد الدم ليهاجر إلى جراحات الشيخ راغب حرب، وهنا تشكلت ملحمة الشهادة حيث استشهد السيد وطفله وزوجته السيدة إم ياسر، واكتمل العشق المقاوم أكثر فأكثر بشهادة القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية، الذي قض مضاجع المحتل ومن خلفه، وأضحى اسمه عنوانا في الصراع مع العدو الصهيوني والأميركي المستكبر، وقد ترك خلفه عشرات الآلاف من المجاهدين الحاضرين للشهادة".
وأشار النائب جشي إلى أن "الأعداء اعتقدوا أنه بقتلهم للقادة الشهداء سوف يطفئون نورهم ويخمدون روح المقاومة، وإذا بالدم يوقد مشاعل الأرض كلها، ويستنهض الأمة ويزيد المقاومين ثباتا وإيمانا وتمسكا بنهج المقاومة، وكانوا مصداقا لقوله تعالى "الذين قال لهم الناس أن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا، وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسهم سوء"، وأصبحت المقاومة اليوم منارة ونموذجا يحتذي بها الشرفاء والأحرار في العالم".
وقال: "تجمعنا الذكرى هنا يا سيد عباس، حيث أريقت دماؤكم المباركة مع الشيخ راغب والحاج عماد وكل الشهداء، ونؤكد لكم جميعا، أننا سنبقى أوفياء لما مضيتم عليه، ومتمسكون بالوصية الأساس، والحفاظ على الثلاثية الذهبية ألا وهي الجيش والشعب والمقاومة".
وتوجه النائب جشي الى جنود العدو وضباطه بالقول: "عليكم أن تنتظروا رد المقاومة على مقتل الشهيد علي محسن، وأن تبقوا واقفين على "إجر ونص"، ونحن اليوم في موقع الاقتصاص من هذا العدو، وسيدفع ثمن جهله وغطرسته، وأن المعادلة الردع ستبقى قائمة"، مؤكدا أن "المقاومة اليوم أقوى من أي زمن مضى، وهي على جهوزية تامة لردع أي عدوان، والرد على أي حماقة، وإن أي خطأ بالحساب، قد يغير قواعد الاشتباك ووجه المنطقة بإذن الله تعالى".
ولفت إلى أن "العدو الصهيوني استطاع أن يقتل شخص السيد عباس غلية عام 1992، وأراد من خلال ذلك إلحاق الهزيمة بالمقاومة، وكسر إرادة المواجهة لدى شعبنا ومجاهدينا وأحرار الأمة، وإذ به يكتشف لاحقا أنه ارتكب خطأ حين رأى أن المقاومة اشتد عودها، وعظم شأنها، وهي تشكل اليوم خطرا حقيقيا على كيانه المصطنع".
وأشار إلى أن "المقاومة منذ العام 1992 وهي تزداد قوة وكيان العدو يزداد وهنا، فلقد هزمت هذا العدو في حرب عام 1993 التي حملت عنوان تصفية الحساب، وكذلك هزمته في حرب عام 1996 التي حملت عنوان عناقيد الغضب، واستمرت عمليات المقاومة إلى أن فروا خلال التحرير عام 2000 كالفئران بحسب تعبير البعض منهم، وخسروا الحرب عام 2006 بحسب تقرير لجنة "فينوغراد"، وعاد جيشهم أدراجه خائبا محبطا، ولم يحققوا أيا من أهدافهم المعلنة، وأبرزها سحق حزب الله".
وتساءل النائب جشي: "من يقف اليوم على "إجر ونص"، هل جيش العدو الإسرائيلي أم المقاومة، ومن يتوارى عن الأنظار على الحدود جنود الجيش الإسرائيلي أم المجاهدون، ومن أقام الجدران عند الحدود خوفا من المقاومة، وهذا كله يؤكد أنه بقتلهم القادة الشهداء حصدوا الخيبة والذل والهوان، وألحقوا بكيانهم الهزيمة تلو الهزيمة، وهذا ما أكده لنا السيد عباس صاحب البصيرة النافذة منذ ثلاثة عقود بقوله "إسرائيل سقطت"، ونأمل أن يكون السقوط التام قريبا بإذن الله تعالى".
وعلى المستوى الداخلي، ذكر النائب جشي الأفرقاء السياسيين بأمرين، "الأول أن الحل لمشكلات البلد ومنها تشكيل الحكومة لا بد أن يكون لبنانيا، وغير ذلك لا يستقيم ولا يدوم، وإذا كان البعض يراهن على الخارج استقواء او استجداء ليحصل على ما يريد، فهو واهم، لأن هذه الدول تعمل لمصالحها، وإن أعطت للبعض في لبنان (ريق حلو)، فهذا ليس لأجل هؤلاء البعض، وإنما من أجل أن تمرر مصالحها، وقدرنا أن نتحاور ونتفاهم لما فيه مصلحة وطننا الذي يتسع لجميع أبنائه، وأما الأمر الثاني فيكمن في مراعاة الإنصاف، وقد ورد في الحديث الشريف "الانصاف يرفع الخلاف ويوجب الائتلاف".