النائب فضل الله من عيتا الشعب : لا نقبل أن يكون بلدنا رهينة ابتزاز أحد، لا من دولة شقيقة ولا من دولة صديقة ولا من أي دولة خارجية

كلمات مفتاحية: لقاءات وانشطة

التفاصيل

أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أنه "من أهم ميزات بلدنا هي الحريات العامة والتنوع، وهو مثبت في دستورنا، وعلينا المحافظة عليه والتمسك به ورفض أي محاولة لتغييره، وفي الوقت نفسه نحن جزء من العالم العربي، ونريد أفضل العلاقات مع الدول العربية، ولكن وفق مواثيقنا وضوابتنا وسيادتنا وكرامتنا، فلا نقبل أن يجلب أي أحد نظامه السياسي القمعي التسلطي ويفرضه علينا، وإذا كان البعض لا يتقبل الرأي الآخر في بلده، فعليه أن لا يفرض علينا هذا المنطق، فهؤلاء حكموا بلادهم بالحديد والنار، وأما في لبنان فلدينا تجربتنا وعراقتنا الديموقراطية وتداول السلطة والتنوع، وإذا كان البعض في لبنان يقبل أن يعيش الخضوع والذل، فهذا لا ينتمي إلى كرامتنا الوطنية، ولا إلى قيمنا في الحرية والسيادة".   

وشدد خلال لقاء حواري في بلدة عيتا الشعب الجنوبية، على أننا "لا نقبل أن يذلنا أحد، بأنه إذا أدلى وزير بتصريح، هناك دولة أخرى تفرض عليه الاستقالة أو أن تفرض على الحكومة الاستقالة، ويخيرون اللبنانيين بين الحصار والإذلال، وهذه السياسية مارسوها ضد سوريا وقطر ودولا أخرى، وأسيادهم مارسوها ضد إيران، ولكن الدولة التي تصمد وتثبت لا يستطيعون أن يفعلوا معها شيئا، ولذلك فإن المس بكرامة البلد وكل المواطنيين مرفوض بأي صورة من الصور، ونحن متمسكون بحرياتنا وكرامتنا، ونرفض هذه المحاولة لإذلال اللبنانيين وإهانتهم"، مشيرا إلى أنه في لبنان هناك من يعيش على فتات الآخرين وليس على موائدهم، فيعطونه بعض الدولارات من أجل أن يقف ضد كرامة وعزة بلده".  

وقال: "ما هو مؤسف أن الضجيج يصدر أحيانا من لبنان أكثر من الخارج، وبالتالي فإن ما حصل في قضية الوزير جورج قرداحي، أنه عبر عن وجهة نظر موضوعية قبل أن يكون وزيرا، ولا تحتوي على أي لغة تحريضية أو شتائم، وكل ما تحدث فيه هو عن مظلومية اليمن وشعبه وأنهم يدافعون عن أنفسهم، فقامت القيامة ولم تقعد، لأن هذا عقل الحاقد، وبهذه الطريقة يديرون بلدانهم، حيث أنهم يمنعون الناس من الكلام، وبالتالي ليسوا معتادين على تقبل رأي الآخر".   وأكد أننا "نرفض الضغوط التي تمارس على وزير الإعلام، سواء جاءت من جهات في الحكومة أو من جهات خارجية، وأي موافقة على سياسة الإذعان هو مزيد من الخضوع والإهانة وعدم الشعور بالكرامة، وهؤلاء الذين مشوا في مسيرة الضغط التي تعرض لها الوزير قرداحي، لا يشعرون بالكرامة الوطنية، وهم أذلاء من داخلهم، ويريدون أن يذلوا الشعب وهذا ما نرفضه". 

وأشار إلى أنه "من العام 2017 أي منذ أن احتجزوا رئيس الحكومة السابق، وهم يقومون بكل الممارسات التي تؤدي إلى تجويع وحصار الشعب والإساءة اليه، وهناك أناس يهولون على البلد، وبالتالي على البعض أن يقفوا ويكونوا أقوياء، وأن يشعروا بكرامتهم الوطنية قليلا، عندها سيأتي الآخرون إليكم، فهكذا فعلنا عندما احتجزوا رئيس الحكومة السابق، وهكذا يجب أن نفعل الآن، وأن لا نقبل بهذه الإملاءات وأن لا نخضع لها". 

وقال: "العلاقة مع الأشقاء لا تكون بالفرض والإكراه، وهناك نموذجان، نموذج يمارس التهويل والحصار والعزل والتهديد لمجرد تصريح لوزير قبل أن يكون في موقع رسمي، وفي المقابل لدينا نموذج آخر للعلاقات العربية وهو العلاقات مع سوريا، ونحن لا نتحدث عن العلاقات خارج الدائرة العربية طالما أنهم يتحدثون عن العرب والعروبة والعلاقات العربية والأشقاء العرب"، متسائلا: "هل هناك من كلمة بشعة لم يقلها رؤساء حكومات وأحزاب ووزراء ونواب ضد سوريا والرئيس بشار الأسد، هل هذه دولة عربية أم لا، وهل هذه لديها حكومة وشعب ومؤسسات أم لا، والبعض يمكن أن يقول بأنه لا يوجد في سوريا تداول للسلطة، ونحن نقول له هل عند جماعتك وحلفائك تداول سلطة وديموقراطية؟ هل يحترمون رأي شعبهم؟. لقد  تآمروا واعتدوا على سوريا وشتموها ولم تبق كلمة إلا وقالوها ضدها بالتحريض والتضليل، ومع ذلك فإن سوريا ورغم وجود عقوبات عليها وظروفها الصعبة، وافقت أن تجر الكهرباء والغاز من أراضيها إلى لبنان، وقد رحبت وتناست وتجاوزت كل الإساءات من جماعات وقوى رسمية، وكذلك بعض الدول العربية قدمت لنا يد العون كالعراق وغيرها، بينما البعض الآخر من الدول العربية يريدون إذلال اللبنانيين، وبالتالي فإن العروبة لا تنحصر بهذه الدولة أو تلك، ونحن أيضا جزء أساسي من هذا العالم العربي، ولا يستطيع أحد أن يفرض علينا إرادته ولا أن يهول علينا أو يخيفنا، وقد تجاوزنا أصعب من هذه الظروف التي نمر بها اليوم، فلا الأميركان ولا غيرهم استطاعوا بتهويلهم أن يؤثروا على خياراتنا وقراراتنا".   

ورأى فضل الله أن "ما يحصل اليوم في لبنان ليس مرتبطا بتصريح وزير، فهذا مسار اتخذته هذه الدولة بإطار الحصار ومحاولة العزل للبنان لإخضاعه والسيطرة عليه واستهداف اللبنانيين، ولديها فريق صغير يطبل ويزمر لها باستمرار، ويتجاوز كل الاعتبارات الوطنية فقط ليقول لهم اشهدوا لي عند الأمير، ونحن لن نسمح لهم بإخضاع لبنان والسيطرة عليه، فهذه هي المعادلة، هم يريدون أن نخضع، ونحن نريد أن نتصدى، ولدينا وسائل كثيرة اقتصادية ومالية قادرون أن نعمل بها، وعندما يتعرض البلد لحصار في الأزمات فإن الخطوة الأولى تكمن في أن يتكاتف الناس مع بعضهم البعض، ويذهبون في اتجاه إنشاء اقتصادهم المنتج، ولدينا امكانات وكفايات، ولكن للأسف نفتقد للإرادة الوطنية". 

وقال: "إن الحكومة والشعب وأصحاب الكرامة عليهم أن لا يقبلوا بهذه الطريقة، فنحن لسنا متسولين عند أي أحد، ولا ننتظر مساعدات كي يبتزنا ويذلنا بها أحد، ونحن نستطيع أن نقوي اقصادنا ونستخرج نفطنا وغازنا، ونصبح دولة نفطية، وجزء من محاولة منعنا من استخراج نفطنا هو كي لا نستغني عن هؤلاء الذين يمدون يدهم دائما للدولار ويذلون الشعب فيه، ولكن للأسف ليس لدينا داخل بعض هذه السلطة اللبنانية إرادة صلبة وشجاعة تعمل بجدية على مدى سنوات قليلة ليكون لدينا أفضل اقتصاد".   

وشدد على أننا "لا نقبل أن يكون بلدنا رهينة ابتزاز أحد، لا من دولة شقيقة ولا من دولة صديقة ولا من أي دولة خارجية، فمن يريد أن يساعدنا ليقف إلى جانبنا فأهلا وسهلا به، ولكن من يريد أن يبتزنا ويحولنا إلى رهائن عنده ويعمل على كم الأفواه، فنحن لا نريد مساعدته، لأن من يفعل ذلك لا يريد أن يساعدنا، وإنما يريد أن يخضعنا لإرادته ونفوذه ومصالحه، فالشقيق يقف بجانب شقيقه، ولا يعمل على إخضاعه والسيطرة عليه ويمنعه من النهوض".  

وختم فضل الله، مؤكدا أننا "نقف إلى جانب الوزير جورج قرداحي، لأنه لم يخطئ، ولكن للأسف توجد ضغوط قوية عليه، فهناك أناس ليس لديهم كرامة ولا حتى شرفهم الوطني موجود، لأنهم يهولون على الوزير قرداحي بأن البلد سيخرب وما إلى هنالك، ونحن برأينا بأن القضية ليست متعلقة بالاستقالة وليس لها علاقة بشخص، فهم سيكملون بمسارهم لإخضاع كل البلد. فكفى تهويلا ولتكمل الحكومة عملها".