التفاصيل
أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشي أن "هناك معركة غير عسكرية تخاض اليوم بوجه المقاومة في لبنان، بعد أن استنفد الأميركي وأدواته بالمنطقة كل وسائلهم بوجهها على مستوى الحروب العسكرية والضغوط السياسية وغيرها منذ عشرات السنين، وذلك من أجل تطويع المنطقة لتكون تحت إرادة الأميركي الذي يريد بالدرجة الأولى النفط والغاز بأرخص الأثمان، وهذا لا يحصل إذا كان هناك من يقف بوجهه في المنطقة".
وخلال لقاء سياسي أقيم في بلدة قانا الجنوبية بحضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، لفت النائب جشي إلى أنه "عندما لم ينجح الأميركي بكل الحروب العسكرية والضغوط السياسية، سواء بشكل مباشر أو عبر أدواته في المنطقة، لجأوا للحرب الاقتصادية على لبنان، بهدف إسقاط هذا الهيكل على رأس الجميع، بمن فيهم المقاومة، لأن الأميركي يعتبر أن المقاومة هي التي تتصدى لمشروعه في المنطقة".
وأشار إلى أن "الأميركي في حربه الاقتصادية على لبنان استفاد من الفساد الموجود فيه، والذي هو بالأساس تحت نظره وحمايته، وحتى الأموال التي تحول إلى الخارج بعشرات المليارات كانت تحول تحت نظره، وعليه، استفاد الأميركي من هذا الواقع المأزوم، وضغط بالواقع الاقتصادي، لا سيما وأن الاقتصاد اللبناني مبني على أمرين أساسيين، الأول وهو الخدمات والسياحة التي اهتز من خلال الفوضى التي حصلت في الشارع وإغلاق الطرقات وحالات الاضطراب وعدم الاستقرار التي عاشتها معظم المدن اللبنانية خلال أحداث 17 تشرين الأول من العام 2019، والأمر الثاني هو أن المصارف أغلقت أبوابها لفترة طويلة منذ اليوم الثاني للأحداث، وعادت وفتحت أبوابها عندما نفدت السيولة من البلد، وتفاجأ المودعون أنهم لا يستطيعون أن يأخذوا من أموالهم ما يريدون، وبالتالي انهيار القطاع المصرفي".
وشدد على أن "كل ما قام به الأميركي في لبنان كان بهدف استلام القرار السياسي في البلد لرفع الغطاء السياسي عن المقاومة، ليتم بعد ذلك أخذ القرارات التي تناسبه، ومن ثم يتم استدراج المقاومة إلى الشارع"، مشيرا الى أن "الأميركي كان وما زال يعمل على شيطنة كل القوى السياسية في البلد من خلال رفع شعارات تبين بأن الجميع مورطون في الفساد بمن فيهم المقاومة وشعبها، بهدف إسقاط كل الطبقة السياسية، واستبدالها بجهات تتبع لمشروعهم بحلة جديدة مثل "الأنجي أوز" والجمعيات غير الحكومة والمؤسسات الأهلية".
وختم جشي: "أن أميركا لم تستطع من الحصار الاقتصادي أن تؤثر على المقاومة، وإنما على العكس، فقد وجدوا أن المقاومة ما زالت متماسكة وقوية، ولم يجدوا أيا من بيئتها تحدث بكلام ضدها بالرغم من الوضع الضاغط الذي تعيشه هذه البيئة، فذهبوا باتجاه مشروع الفتنة والحرب الأهلية، وهذا ما خطط له في منطقة الطيونة من خلال التقنيص الذي تعرض له المشاركون في المظاهرة، ولكنهم فشلوا مجددا، وأثبتت المقاومة بأنها حريصة على البلد وعلى حمايته من كل المشاريع التآمرية".