التفاصيل
بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد قائد محور المقاومة الحاج قاسم سليماني ورفاق دربه، أقام حزب الله احتفالاً جماهيرياً حاشداً في ملعب بلدة معركة الجنوبية جنوب لبنان.
وجرى الاحتفال بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين، المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور عباس خاميار، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من أهالي البلدة، وسط التزام تام بالإجراءات الصحية والوقائية من فيروس كورونا.
افتتح الاحتفال بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، وقسم أدته ثلة من مجاهدي المقاومة الإسلامية بالسير على نهج الشهداء، كما تخلل الحفل فقرة إنشادية حول المناسبة قدّمتها فرقة الرضوان الإنشادية.
النائب عز الدين تطرّق لموضوع الاستحقاق الانتخابي النيابي، فأكد "أننا والاخوة في حركة أمل في تحالف سياسي وانتخابي معاً، أهميته أنه يحصّن الساحة الشيعية الوطنية التي تعمل لأجل مصلحة هذا الوطن".
وأشار عز الدين إلى أن الأمريكي والسعودي كما الكيان الصهيوني يراهنون على هذا الاستحقاق الانتخابي من خلال الضغوطات التي تمارس علينا بلقمة العيش والكهرباء والمياه وغيرها من الأمور، ظناً منهم أنهم يستطيعون أن يغيّروا من خلاله المعادلة الموجودة في المجلس النيابي، ويقلبوا هذه المعادلة لمصلحتهم، ليغيّروا من خلال ذلك وجه لبنان العربي والوطني والمقاوم الذي أصبح عليه اليوم، لا سيما لناحية قوته واقتداره ومنعه هذا العدو من الاجرام والقيام بالعدوان ساعة يشاء عليه، وهذا كلّف تضحيات جسام من الشهداء والقادة من الشهداء أمثال الحاج قاسم سليماني، والحاج عماد مغنية، والسيد عباس الموسوي، والشيخ راغب حرب وغيرهم من القادة الشهداء.
وشدد النائب عز الدين على ضرورة أن نخوض الاستحقاق الانتخابي بوعي وفهم ومقاربة سليمة وصحيحة، لأنه إن لم نكن نحن المتحالفون في هذا الاستحقاق مع بعضنا البعض ويداً واحدة في إدارة هذه المعركة الانتخابية، فإن النتيجة ستكون لمصلحة الأمريكي والكيان الصهيوني والمملكة العربية السعودية.
وأشار النائب عز الدين إلى أن الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني كان سيد شهداء محور المقاومة، لأنه تقدمهم جميعاً، وكان ينتقل من مكان إلى مكان، من لبنان إلى سوريا إلى العراق وغيرها من الدول، فصنع هذه اللوحة بأجزائها وجمعها في عملية تنسيق وتكامل كامل بين دولها ومقاوماتها وقواها السياسية، وبين شعبها وشعوبها، وبالتالي، بات هذا المحور اليوم قوي جداً، ويشكّل تهديداً فعلياً ووجودياً للكيان الصهيوني، ولذلك عندما يتحدث قادة الكيان الصهيوني عن القلق الحقيقي والخوف الوجودي من بقاء هذا الكيان ومن عدم القدرة على استمراره، فإنما يتحدثون عن التهديد الوجودي الذي يشكّله هذا المحور بقواه السياسية والعسكرية، وما يمتلكه من قدرات وإمكانيات قادرة على أن تمحو هذا الكيان من الوجود.
وختم النائب عز الدين بالقول إن وجود بصمات الحاج قاسم سليماني في المقاومة الإسلامية في لبنان، وفي الحشد الشعبي في العراق، وفي الفصائل الفلسطينية وفي أنصار الله في اليمن، هدفت لبناء قوة وقدرة عظمى تستطيع أن تواجه كل هذه الغطرسة الأمريكية وهذا الاستكبار.
من ناحيته المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور عباس خاميار قال إن شهادة القائد الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما لا تُعد نهاية مسار، بل منعطفاً حاسماً يفصل بين مرحلتين، كان لزاماً أن ينال هؤلاء الأبطال شهادتهم فيها، حتى تبقى الرسالة وتستكمل بروح أشد عزيمة وإصرار.
وأضاف "إن الشهيد القائد سليماني قد رسّخ في المجتمع الإيراني والعربي إلى جانب دوره العسكري، ثقافة المقاومة والاستشهاد، وهذا ما جعل كل منا يرى نفسه معزياً، وجعل التضامن والوحدة الإطار العام للشعب الإيراني اليوم، وأما في صفحات التواصل الاجتماعي، فإنه بإمكاننا أن نلمس فعلاً حقيقة هذا الرجل وأبعاد شخصيته".