الميادين تحاور رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ...عن استشهاد نجله وكيف تلقى النبأ

كلمات مفتاحية: لقاءات وانشطة

التفاصيل

تحدّث رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" في البرلمان اللبناني النائب محمد رعد، في مقابلة خاصة مع الميادين، عن استشهاد نجله عباس رعد (سراج)، في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في بلدة بيت ياحون جنوب لبنان في 23 تشرين الثاني/نوفمبر.

خلال المقابلة، أكّد رعد للميادين أنّ "إبادة الصهاينة للنساء والأطفال وتدميرهم  للأحياء السكنية وللبيوت والمدارس والمستشفيات بذريعةٍ أو من دون ذريعة كشف الحقيقة الإجرامية التوسّعية التوحّشية للعدو الإسرائيلي، وكذّب كل ما كان يعمل عليه خلال السنوات من أجل اكتساب مشروعية كيانه واستحقاق هذا الكيان ليكون مقبولاً بين الدول". 

كما شدد على أنّ "الكيان الإسرائيلي فضح نفسه، وعبّر عن حقيقته التي لا تُبقي له شرعيّةً على الإطلاق، ساقطٌ في نفوس الناس قبل اليوم واليوم وبعد اليوم".

وقال رعد: "أنا أعتزّ بمسيرة المقاومة التي ترعرعنا فيها وكبرنا عليها وكبُر أولادنا أيضاً على هذا النهج الذي يعبّر عن خروج دائم من أنانيتنا ومصالحنا الخاصة لنبذل ونضحّي من أجل المصلحة العامة والخير العام".

ورأى أنّه "ليس هناك أكثر سخاءً من الشهداء الذين يضحون بكل وجودهم من أجل الآخرين، من أجل الوطن، من أجل الناس، من أجل الكرامة، من أجل القيم الإنسانية"، مشيراً إلى أنّ "الشهيد عندما يتربّى في بيتك ويكون عضواً في أسرتك يكون كذلك قبل الشهادة، أما بعد الشهادة، فيصبح ابن الأمة وابن الوطن، وابن الناس جميعاً". 

وأكد والد الشهيد "سراج"، أنّ "كرامة الشهادة لأهله ولمحبّيه لا تغفلنا عن أداء الواجب والقيام بالمسؤولية على أكمل ما يرام، ولذلك نحن الآن مع اعتزازنا بالشهادة نستشعر بالمسؤولية الكبيرة أمام الله بإيفاء الشهيد حقه وحفظ دمه في تحقيق أهدافه". 

وتابع رعد أنّ "الشهيد يُقال له شهيد لأنه كان يجاهد في سبيل الله من أجل عزّ الآخرين وخير الآخرين، وشهداء غزة حجّة على البشرية، حجة على كل العالم السياسي، حجّة على كل السلطات والحكومات الظالمة والباغية أو المهملة لمصالح شعوبها"، مشدداً على أنّ "ما يجري في غزة مذبحة بشرية يتفرّج عليها العالم وسيُصيبهم ربّما ما يُشعرهم بالمذلّة نتيجة خذلانهم لأهلنا في غزة".

عن يوم استشهاد "سراج"

روى النائب محمد رعد كيف تلقّى خبر استشهاد نجله، وقال إنّه كان في جلسة عمل قُبَيل منتصف الليل، وكان خبر استشهاد "سراج" وصل إلى سماحة السيّد هاشم صفي الدين باعتباره رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، لكن لم يكن يعرف مصير عباس بعد.

وقال السيد صفي الدين لرعد: "أريد أن أخبرك الآن قبل أن نخرج من الجلسة.. وصلنا خبر أن هناك استهدافاً لنقطة ما في منطقة بيت ياحون وقيل إن ابنك موجود في هذه المنطقة".

رعد أجاب السيد صفي الدين: "نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرضى وأن يقبل، إذا كان مستحقاً للشهادة فهنيئاً له، وإذا وُفّقنا لهذا الأمر فنحن من أهل الرضا بمشيئة الله نحتسبه شهيداً في سبيل الله".

وبعدها، وصلت الاتّصالات بشأن مصير "سراج" تباعاً. وقال: "عندما تأكد خبر استشهاد عباس، توجّهت لأتعامل مع ابني الشهيد كما كنت أتعامل مع كل أبناء الشهداء حين كنت أسمع خبر استشهادهم وأتفقدهم في المستشفى قبل أن يُجهَّزوا للتشييع وعندما كنت أهنئ وأبارك لعوائلهم". 

وأضاف أنّه عند الموت، "تستحضر شريط الحياة، ويستعر الجمر في قلبك ويبرد بحسب اللحظة وبحسب الجو الذي تقطن فيه، لكن أنا لم أُفرغ الجمر بعد، لم أجد وقتاً لأُفرغه، ولن أُفرغه إلّا وحدي، والمسؤولية تقتضي منّا أن نكون على أهبة الاستعداد لمثل هذا المصير لأن هذه أمنية المجاهد". 

رعد ذكر أنّ نجله "سراج"، كان "شجاعاً وعازماً، متوكلاً على ربه، ويعتز بقيادته ويلتزم الولاية في طاعتها وفي العمل بتوجيهاتها"، وكان "شديد الحبّ لسماحة السيّد حسن نصر الله، وكان عاشقاً للشهيد القائد قاسم سليماني إلى حد أنه أطلق اسم سليماني على طفله الذي يبلغ من العمر أربعة أشهر".

وكشف رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" البرلمانية، أنّه بعد استشهاد نجله، السيد نصر الله كان أول من بادر للتبريك والتهنئة، وقلت له "هذا بعض زرعك يا سماحة السيّد".

و"تأسيّت بنجله الشهيد هادي نصر الله، وكنت قلت سابقاً إننا نتعلم من سماحة السيّد كيف يكون الآباء صابرين، ثابتين على الحق، ملتزمي النهج المقاوم الذي عشقوه وقرروا أن يضحوا بكل وجودهم من أجل تحقيق أهدافه".

وأضاف: "أشعر أن نعمةً إلهية كبرى على اللبنانيين جميعاً، وعلى المجاهدين المقاومين في لبنان وفي المنطقة العربية، أن يكون السيّد نصر الله ركناً من أركان قيادة المحور المقاوم في هذا العالم".

وأشار النائب محمد رعد أنّه التقى نجله قبل ستة أيام تقريباً قبل استشهاده، كما ذكر أنّه شاهد الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، كما شاهدها الناس، فهو لم يكن مسؤولاً مباشراً في العمل، وقال: "اعتدت ألّا أسأله عن تفاصيل عمله التي لا شأن لي بها، ولم أسأله ولم يُفصح لي يوماً، عن عملٍ قام به في تاريخ جهاده ومقاومته".

عن دور أمّ  الشهيد "سراج"وزوجته

قال النائب رعد إنّ أسرته "مدينة للتديّن الصادق والخالص الذي يكتنزه قلب الحاجة أم "سراج"، فهي كانت تتابع تفاصيل التزام كل أفراد العائلة بالتكليف الشرعي وفعل المستحبات، وترك المكروهات، وهذه الأمور هي التي جعلت أجواء الإيمان والمقاومة تنضج في الأسرة".

كما عبّر رعد عن اعتزازه بزوجة الشهيد، التي "كانت تتحمّل غياب الزوج عن بيته فترة طويلة من الوقت، ولديها أطفال ومدارس وصحّة واستشفاء ومتطلّبات وإلى ما هنالك، وكانت تحسن التدبير، وتحسن الرعاية، وتقوم بالواجب، وتؤدي حق أولادها، تسترشد، تسأل، تستشير، وبكل حنان وعطف ومسؤولية كانت تقوم بما قامت به".

كذلك أكد رعد: "نحن من مدرسة خذ حتى ترضى، كل ما يتطلبه تكليفنا الشرعي نحن ننحني ونُقدم عليه بكل رضا وطيب خاطر، ونسأل الله سبحانه وتعالى القبول وأن يمنحنا المزيد من القوة والعزم لنتابع مسيرتهم".

كما أشار إلى أنّ كتلة الوفاء للمقاومة "حاضرة لكل حوار من أجل مصلحة بلدنا ومن أجل مصلحة أمتنا ومن أجل مصلحة قضايا الحق والعدل في زماننا".

كما شكر شبكة الميادين، والعاملين فيها، وإدارتها، والفنّيين والموظفين فيها، وبارك بشهادة فرح عمر وربيع معماري وحسين عقيل، الذين كانوا "في مهمّة كشف الحقيقة للرأي العام التي تُخيف العدو الإسرائيلي لأنها تفضح عنصريته وتوحّشه وعدوانيته".