التفاصيل
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن العدوان الإسرائيلي الذي حصل على بلدة برعشيت أو على أي قرية من قرانا، هو دليل واضح على الوحشية الإسرائيلية والاستهداف لبلدنا ومحاولة فرض معادلات جديدة، ولكن أهل الجنوب وقرى الحدود لا يحتاجون إلى دليل على وجود هذا الخطر الإسرائيلي، لأنهم عايشوه على مدى حقب طويلة من الزمن، فمثل هذه الغارات والاعتداءات، لن تزيدنا إلاّ تمسكاً بمقاومتنا وبهذا الخيار الذي وحده اليوم يحمي لنا الجنوب ولبنان، ويُبقي لنا هذا الوجود في بلدنا، لأن هذا العدو دائماً يطرح في مخططاته أن يستولي على هذه الأرض أو يجعلها أرضاً محروقة أو يتحدث عن مناطق عازلة.
وشدد فضل الله خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله في حسينية بلدة برعشيت الجنوبية، على أن وجود أبناء برعشيت اليوم في هذه البلدة بعد غارات الليل، هو رسالة واضحة للعدو، بأن كل اعتداءاته ومحاولاته الدائمة للتمادي في استهداف البيوت أو القرى، لن تؤدي إلى أي تراجع للمقاومة، بل على العكس تماماً، فكلما زاد من الاعتداءات ومن محاولات الضغط، يدفع المقاومة إلى العمل بكل الوسائل لبناء القدرات والإمكانات والتسلّح بكل سلاح تحتاجه من أجل ردعه، والعمل على حماية بلدنا، والدفاع عن الجنوب.
وطالب النائب فضل الله الحكومة اللبنانية أن تضع الاعتداء على مركز الدفاع المدني التابع للهيئة الصحية الإسلامية في بليدا والاعتداءات السابقة على المدنيين وفي البدايات إعلاميين، في إطار الشكاوى إلى الأمم المتحدة لتسجيل موقف، وأن تذهب إلى كل المؤسسات الدولية، وتشكّل ملف بالجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين والهيئات الصحية، وخصوصاً عندما نرى أن هذا الأمر يتكرر بين فترة وأخرى، سواء في استهداف سيارات الإسعاف، أو مراكز الدفاع المدني، أو أي شكل من أشكال حياة المدنيين، علماً أننا لا نراهن لا على الأمم المتحدة ولا على مجلس الأمن ولا على أي مجتمع دولي يمكن أن يردع هذا العدو، وإنما نراهن على ثقتنا بالله وسواعد المجاهدين.
وأشار النائب فضل الله إلى أننا نخوض هذه المواجهة اليوم مع العدو الإسرائيلي لمنعه من تحقيق أهدافه في غزة، لأن هذا مصلحة لبنانية وعربية وينعكس على بلدنا، لأننا نعتبر أنفسنا معنيين بالدرجة الأولى بنتائج العدوان على غزة، سواء كنا نحن في الجنوب أو على امتداد وطننا، وهذا ما دفعنا إلى مساندة هذا الشعب الفلسطيني المقاوم والمضحي والصابر والصامد، لأن انتصار المقاومة في غزة، هو انتصار للبنان، ولأن أي تحقيق للأهداف الإسرائيلية، سينعكس مخاطر كبيرة على الجنوب وعلى بلدنا والمنطقة.
وأضاف: عندما تحين أي فرصة للعدو للانقضاض على بلدنا، فإنه لن يتردد، وهذا كان في التاريخ الماضي وفي تاريخنا المعاصر، وبالتالي، فإننا عندما نقاتله ونواجهه على الحدود، فإننا نبعث له برسالة واضحة أن في لبنان ينتظرك مقاومون أشداء وتنتظرك قوة كبيرة حاضرة وجاهزة للمواجهة بكل مستوياتها مهما كانت هذه المواجهة قوية وعنيفة وواسعة، لأن هذا العدو باللحظة التي يشعر فيها بأي تراجع أو أي ضعف، فإنه يتمادى أكثر فأكثر.
وقال النائب فضل الله إن الذي يردع العدو اليوم عن الحرب الواسعة رغم اعتداءاته، هو خشيته من النتائج الكارثية التي ستقع عليه في مواجهته لهذه المقاومة، مشدداً على أننا في موقع الدفاع عن وجودنا وبلدنا، وهو المحتل والمعتدي الذي يرتكب المجازر ويقتل في غزة ويقصف قرانا وبلداتنا، ولذلك لا مجال أبداً أمام المعتدي إلاّ للصمود والثبات.
وختم النائب فضل الله بالقول: لبنان لا يُحمى إلاّ بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، ولا يُحمى إلاّ بأن تمتلك هذه المقاومة كل إمكانات القوة، وإن شاء الله هي كذلك، من أجل الدفاع عن بلدها وشعبها.