التفاصيل
عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري، في مقرها المركزي في حارة حريك بعد ظهر اليوم رئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.
وأصدرت بيانا أشار الى انه "في الخامس عشر من أيار للعام 1948, فرضت دول الاستكبار الغربي عبر تواطئها مع العصابات الارهابية الصهيونية إنشاء الكيان الغاصب لفلسطين خلافاً لإرادة شعوب المنطقة وأبنائها ودون أي اكتراث للتداعيات الناجمة عن هذا العدوان.
ولقد عمدت دول الغرب الاستكباري إلى إستخدام الكيان الصهيوني كثكنة عسكرية متقدمة لها في منطقتنا, وأوكلت إليه حراسة مصالحها ومشاريعها السياسية الهادفة إلى تجزئة المنطقة وإضعافها ونهب ثرواتها وخيراتها والتسلط على إرادة أبنائها ومصادرة قرارهم والتحكم بأوضاعهم ومصيرهم دون أن يغيب عن بال تلك الدول الاستعمارية أن هذا الكيان المفتعل سيشكل بالضرورة عامل توتر متواصل وحروب متتالية, ومع ذلك فهي راحت تخطط وتعمل لاتخاذ ذلك ذريعة لتدخلها المنحاز للعدو بهدف مواكبة مصالحها ورعاية متطلباتها قبل أي هدف آخر”.
أضاف البيان :”وهذا ما يفسر العلاقة التبادلية النامية بين حاجة الكيان الصهيوني إلى الحماية الدائمة وبين حاجة الدول الاستكبارية إلى استخدامه عند الحاجة لتمرير وتطوير مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
أما شعارات الحرص على الأمن والاستقرار وحماية حقوق الانسان وتعميم الديمقراطية والتنمية، فهي من "عدة الشغل" ولوازم التضليل والسيطرة والهيمنة ومواصلة اخضاع المنطقة وشعوبها وفرض الإذعان عليها”.
في مقابل هذا المشهد, فإن تنامي روح التحرر لدى شعوب المنطقة ورفضها المتصاعد للظلم والقهر ومحاولات السيطرة والهدر والسلب المتفاقم للثروات المحلية, كل ذلك يشكل التربة الخصبة والمناخ الملائم لتزخيم العمل المقاوم وروح التصدي للاحتلال والنفور الحاد من حُماتِهِ وداعِميه”.
وتابع :"ولن تجد دول الاستكبار سبيلا للوقوف في وجه هذا العمل المقاوم مهما أبدعت وابتكرت من أساليبَ مخادعةٍ لمحاصرته وتطويقه ومحاولات انهائه، وذلك لسبب موضوعي يكمن في المحفِّز الانساني التكويني والذاتي للتحرر والدفاع عن الوجود فضلا عن الدور والكرامة ، وإن في انتفاضة اللبنانيين السياديين المقاومين ضد اتفاقية العار في 17 أيار خير مثال على هذه الحقيقة .
كما انّا لنا في المقاومة الاسلامية وما أنجزته من تحرير لبنان في 25 أيار للعام 2000, ونصرٍ استراتيجي على العدو الصهيوني وأحلامه الاستيطانية والتوسعية، خير دليل على استحالة بقاء ظلم دون رد فعل طبيعي مقاوم. وما يشهده العالم من تطورات منذ ما قبل 7 تشرين أول وصولاً الى الافق المتعثر لتحقق أهداف الصهاينة في غزة اليوم, يؤكد ان موازين القوى لا تكفي وحدها لانهاء الصراعات, بل قد تسهم أحياناً في خفض أو رفع وتيرتها، فيما احقاق الحقوق وإقامة العدل وحدهما يشكلان العامل الحقيقي لإحلال الأمن وايقاف الحروب والتوترات وضمان عدم تجددها”
وازاء تطورات الحرب العدوانية المتواصلة على غزة وآفاقها، خلصت الكتلة، إلى ما يأتي :
1- إنّ كتلة الوفاء للمقاومة تؤكد التزامها نصرة قضية فلسطين وشعبها وتشدد على وجوب ادانة الكيان الصهيوني على جرائمه وابادته وادانة كل محاولة للضغط على الدول والشعوب من أجل انتزاع اقرار منهم بالاعتراف بهذا الكيان الغاصب وغير الشرعي.
وتحيي الكتلة روح المقاومة المتصاعدة في فلسطين ولبنان ضد العدو الصهيوني وترى نموذج تحرير لبنان في 25 أيار من العام 2000 عبر خيار المقاومة، أنجع وأقصر الخيارات لمواجهة الاحتلال واحباط اهدافها وتتوجه الكتلة لشعبها في 25 أيار الجاري بأزكى التهاني والتبريكات بالنصر العزيز الذي تحقق في لبنان وسيتحقق في كل بلد يلتزم خيار المقاومة، كما تسأل الله الرحمة للشهداء المجاهدين والتبريك لعوائلهم وكذلك لعوائل الجرحى والاسرى المحررين بهذه الذكرى الوطنية العطرة والمباركة، مع الامل بالله عز وجل أن يتحقق النصر القريب ان شاء الله على العدو في كل جبهات المقاومة.
2- إن الكيان الغاصب لفلسطين وبسبب احتلاله لأرضها وتشريده لشعبها بالقوة، لن يحظى على الاطلاق باعتراف شعوب المنطقة ولن تقر له الشعوب بأي شرعية مدعاة, وسيبقى هذا الكيان مصدر تهديد مستمر للاستقرار والأمن في هذه المنطقة.. ولن تستطيع قوى ودول الاستكبار الغربي ان تروِّج أو تُسوِّق لمشاريع التسوية والتطبيع معه.
وان من حق الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة التصدي للاحتلال الصهيوني لبلادهم, وأن يمارسوا هذا الحق المشروع بكل الوسائل والاساليب المتاحة وفي مقدمتها مقاتلة العدو فضلاً عن اقلاقه وزلزلة استقرار احتلاله ورفض وادانة الاعتراف بكيانه.
3- إن اصرار العدو الصهيوني على مواصلة جريمة الابادة التي يرتكبها في غزة ورفضه لوقف العدوان وامعانه في محاصرة الاهالي في غزة وحرمانهم من الغذاء والدواء, سوف يفاقم العدائية في مختلف بقاع العالم وسيوسع من دائرة الادانة له في اوساط الشعوب حتى في تلك الدول التي تلتزم حكوماتها دعم وتأييد الكيان الصهيوني في سياسته العنصرية والارهابية.
4- ان اللبنانيين الملتزمين والحاضنين للمقاومة وخيارها, مصرون على دعم ومساندة غزة وفلسطين وشعبهما المنكوب والمظلوم والمضطهد.. وسيواصلون هذا الدعم بكل الوسائل والاساليب الممكنة ليمنعوا العدو من تحقيق أهداف عدوانه.
وان الالتفاف الوطني اللبناني المطلوب لادانة جرائم التوحش الصهيوني والابادة الجماعية لاهل غزة، هو الحد الادنى للواجب الانساني والاخلاقي المفترض التزامه من قبل كل المكونات والقوى على اختلاف اتجاهاتها السياسية.
5 - ان تفاهم اللبنانيين حول المقاربة الوطنية الجامعة لمعالجة ملف النزوح السوري وكيفية التعاطي مع تفاصيله وبلحاظ أي افق وروحيه وأي هدف وطني وقومي جامع مع سوريا الشعب والدولة، هو بالتأكيد مصلحة وطنية كبرى للبنان وللبنانيين، وخلاف ذلك هو الارتطام بالتعثر والخيبة وتفاقم المشكلات والخضوع لابتزاز القوى والدول التي لا تريد لبنان ولا سوريا في مصاف الدول المستقلة والقوية والناهضة ناهيك أن المدخل الضروري لانهاء مشكلة النازحين هو في رفع الحصار الظالم على سوريا وإبطال العمل بقانون قيصر”.