التفاصيل
اكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله ، في حديث اذاعي، أننا "في أطول حرب تخوضها المقاومة ضد العدو، وفي الحرب يتقدم الأبطال إلى الأمام، بشجاعة وبسالة، ويقودون المواجهات، هؤلاء لا يجلسون وراء مكاتب في أماكن بعيدة، بل هم في قلب الميدان، وأبو طالب صاحب القلب الشجاع لم يكن يوما في الصفوف الخلفية، بل كان على الدوام في مقدمة الميدان، وعندما يرتقي من المقاومة قائد شهيدا يحمل الراية قائد آخر ونواصل التقدم إلى الأمام".
وقال:"الحاج أبو طالب من القادة الذين لم يتركوا الميدان، فمنذ ريعان شبابه هو في ساحات القتال، لم يترك جبهة للمقاومة تعتب عليه، وكان في حرب تموز قائد محور بنت جبيل الذي هزم على أعتابه جيش العدو، تعرفه وجوه القرى والبلدات وحبات التراب، وتعرفه المقامات ومدن سوريا وقراها، مثال المجاهد الرباني المخلص المتفاني، الذي تتحقق على يديه الانتصارات، وكان همه الناس، فهو بمقدار ما يعمل لحمايتهم من خلال المقاومة، يسعى لمعالجة مشاكلهم الاجتماعية وفي الوقت نفسه يدعو الله دوما أن يرزقه الشهادة، وأن يختم مسيرته الجهادية قتيلا في سبيل الله، وهو ما كان يسمعه منه رفاق دربه، لقد حقق أمنيته وفاز، هو ربح ونحن من نفتقده".
اضاف:" كان الشهيد يحرص في هذه الحرب أن يكون مع المقاومين في الخطوط الأمامية، وكان المقاومون يرونه أمامهم في الجبهة، ويتابع على الأرض المجريات، وعلى مدى ثمانية أشهر كان يقود إخوانه على خط الحدود لتوجيه ضربات قاسية للعدو شلت جيشه وغيرت معادلات في الصراع مع هذا العدو".
تابع:" هؤلاء القادة متواجدون في الميدان ويخوضون حرب ضد أعتى جيش في المنطقة ومعه أميركا ودول غربية يقدمون له العون، ومع ذلك فإن المقاومة تفرض على العدو معادلات جديدة، صحيح أنها تقدم تضحيات وهذه من طبيعة الحرب، ولكن أيضا العدو يدفع أثمان كبيرة، خارج حساباته التقليدية. (إن كنتم تألمون فإن القوم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون)".
وشدد على أن "استشهاد القائد الحاج أبو طالب ورفاقه على طريق القدس لن يزيد هذه المقاومة إلا إصرارا على مواصلة هذا الدرب على نهج هؤلاء الشهداء، وهي المقاومة التي قدمت قادتها شهداء من الشيخ راغب والسيد عباس إلى الحاج عماد مغنية وكانت هذه الشهادة تعطي دفعا إلى الأمام، وهذه المقاومة ولادة مجاهدين وكفاءات، وكما أنجبت دماء الشهداء في مسيرتها قادة مثل أبو طالب، فإن دمه سيكون حافزا إضافيا لولادة قادة ميدان بكفاءات وقدرات عالية".
وعن حرب غزة قال:" عندما نقف إلى جانب الشعب المظلوم في فلسطين، وننتصر لأطفال غزة ونسائها، فإننا ننتصر لإنسانيتنا وأخلاقنا وديننا ووطنيتنا، ولم يكن لدينا هناك أي خيار آخر سوى الخيار الذي اعتمدناه، وليس المهم بالنسبة إلينا تقييمات الآخرين لمستوى التأثير، لأننا لا نفتش عن إشادات ممن لا يرون إلا أنفسهم أو من يتجردون عن إنسانيتهم، يكفي ما يقر به العدو لجهة ما يصيبه في الشمال، وما تلمسه المقاومة في غزة من تأثير، الآخرون يقيمون النتائج حسب أهوائهم السياسية وليس حسب الوقائع الفعلية".
تابع:" توجد تضحيات يقدمها أبناء المناطق المستهدفة بالعدوان، وتقدمها المقاومة من دماء مجاهديها، والعبء الأكبر يقع على أبناء المنطقة الحدودية، وهذه التضحيات هي في سبيل قضية انسانية تتعلق بحياة شعب يتعرض للإبادة، ولا يمكننا أن نقف موقف المتفرج".
وأشار إلى أن "البيئة الحاضنة للمقاومة تقدم أبهى صورة في صمودها وتضحياتها واستعدادها للتحمل لأنها تعرف حجم القضية التي تقاتل من أجلها، ولديها ثقة بالله وبهذه المقاومة وقيادتها، ولم يستطع والاعلام حتى الآن أن يعكس حجم الموقف التاريخي لهذه البيئة ولموقف عوائل الشهداء وهم يقدمون فلذات أكبادهم ويوجهون رسائل علنية باستعدادهم للمزيد".
وقال:" إن إطالة أمد الحرب هي قرار شخصي لرئيس وزراء العدو نتنياهو ومن معه، لأنهم يخشون من اليوم التالي، وليس لهذه الحرب من وظيفة سوى القتل والتدمير وارتكاب المجازر، حتى عندما أراد استثمار إطلاق أربعة أسرى، فإن المشهد الدموي في النصيرات غطى على الحدث، وهو في الشهر التاسع لم يصل إلا إلى هؤلاء، وبمقدار ما تؤدي إطالة الحرب إلى مجازر، فإنها لا تجلب مشهد النصر، بل تزيد من الاستنزاف للعدو، وهو اليوم يترنح أمام صمود المقاومة".
ورأى أن "الملف الرئاسي يراوح مكانه لأن هناك فريقا سياسيا يريد انتظار نتائج الحرب الاسرائيلية على غزة، ويعيش على وهم امكانية انتصار إسرائيلي، لذلك يحاول عرقلة أي تلاق بين اللبنانيين، للتفاهم على رئيس وطني يرفض خطاب التحريض الطائفي أو التآمر على المقاومة".
وختم مشيرا إلى أن "المبادرات التي تحركت فيها كتل نيابية مثل الاعتدال الوطني واللقاء الديموقراطي والتيار الوطني، تحرك هذا الملف على مستوى الحركة السياسية والاعلامية، ولا توجد مؤشرات على خرق ما".