الوفاء للمقاومة: لضرورة ان تكون كل المقاربات ضمن الاطار السيادي الوطني لمناقشة استراتيجية الامن الوطني

كلمات مفتاحية: بيانات الكتلة

التفاصيل

عقدت كتلة الوفاء للمقاومة جلستها الدورية بتاريخ 03/07/2025 برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة ‏أعضائها، وتباحثت في عدد من القضايا  وصدر عنها البيان التالي:‏

"مع بدء العام الهجري الجديد, تتوقف كتلة الوفاء للمقاومة عند معاني وبركات الهجرة النبوية الشريفة, التي ‏نقلت الرسالة الاسلامية من طور الدعوة والتبليغ الى طور النظام واقامة الاحكام والعلاقات, لتأخذ القيم ‏الرسالية دورها في بناء المجتمع والدولة وتحقيق العدالة وتعزيز القوة والقدرات.‏

وفي هذه المحطة, تدعو الكتلة المسلمين في جميع أنحاء العالم على اختلاف مذاهبهم الى التمسك بما أرسته ‏الهجرة من معايير الحق والإنصاف وقواعد بناء المجتمع القوي المتكافل والمسؤول الذي ينهض بمهمة ‏رسالية تحقق العدالة والسلام والامن والازدهار والخير للبشرية بأسرها.‏

كما تثمّن الكتلة في ذكرى واقعة كربلاء الامام الحسين (ع) الإقبال الواسع على إحياء مجالس العزاء الحسيني ‏في مختلف المناطق مواساةً لآل بيت رسول الله (ص) وللأئمة المعصومين جميعاً (ع), وتثبيتاً لموالاتهم ‏والالتزام بنهجهم في مواجهة الضلال والظلم والفساد وأربابهم.‏

إنّ التعمق في فهم ثورة الامام الحسين (ع) في كربلاء يزيدنا تمسكاً بمدرسته الاصلاحية ونهجه الثوري ‏ورؤيته الاسلامية الهادفة الى مسار حضاري قويم يقضي الى حفظ الوجود وحماية الحقوق وبلوغ حياة ‏الكرامة والعزة المستندة الى الحق والعدل والمتألقة بالنصر ان شاء الله.‏

على صعيد المواقف والتوجهات تُسجل الكتلة ما يأتي: ‏

‏1- في موضوع الحرب العدوانية المدانة الظالمة والمفروضة التي بدأها العدو الصهيوني بدعم أمريكي مفتوح ‏ضد الجمهورية الاسلامية في ايران, تُهنيء الكتلة الجمهورية الاسلامية قيادة وحكومة وحرساً ثورياً وجيشاً ‏وتعبئة عامة وشعباً بالنصر العزيز المؤزر الذي منَّ الله به على الشعب الايراني العزيز ببركة حضور وادارة ‏القائد الحكيم الشجاع الامام السيد علي الخامنئي دام ظله الوارف وجهوزية حرس الثورة والقوات المسلحة ‏والإلتفاف المُذهل لأطياف الشعب الايراني الأمر الذي أسقط أهداف العدوان كاملةً, ورسّخ وجود الجمهورية ‏الاسلامية في موقع السيادة والقوة والاقتدار وأكد دورها النموذجي في ريادة القوى المقاومة في جميع انحاء ‏العالم.‏ ‏

2- في موضوع التصاعد المستمر في حرب الابادة الصهيونية ضد أهلنا في قطاع غزة تحيّي كتلة الوفاء ‏للمقاومة الأداء البطولي الملحمي لابناء المقاومة في غزة والعمليات الاخيرة لحركتي حماس والجهاد ‏الاسلامي التي أوقعت العديد من جنود العدو بين قتيل وجريح كما تحيي الصمود الاسطوري والصبر العظيم ‏لابناء القطاع الذين يتعرضون لافظع ابادة في التاريخ أمام مرأى حكومات العالم المتآمرة والمتخاذلة والداعمة ‏للكيان الصهيوني.‏

إن إدانة تواطؤ المجتمع الدولي ومؤسساته المعنية بالضغط واتخاذ الاجراءات الكفيلة بوقف المجزرة المستمرة ‏ضد أهلنا في غزة هي من أبسط الواجبات الاخلاقية على كل حكومة أو دولة أو مسؤول كما على كل انسان ‏حر وشريف في هذا العالم.‏ ‏

3- في موضوع ورقة الاقتراحات الامريكية, تؤكد كتلة الوفاء للمقاومة حرصها على وجوب تظهير موقف ‏لبنان الدولة والشعب قوياً وسيادياً واضحاً خصوصاً أنه التزم بشكلٍ كامل بإعلان وقف الحرب فيما ضرب ‏العدو الصهيوني ولا يزال هذا الإعلان عرض الحائط.. وليكن واضحاً أيضاً أنّ لبنان متمسك بمطالبه وحقوقه ‏الوطنيّة الكبرى والسيادية وملتزم بها رغم كل الضغوط والتواطؤ والدعم الفاضح من بعض الدول الكبرى ‏لمصلحة العدو الصهيوني, بدل قيامها بمساعدة لبنان وإلزام العدو بتنفيذ ما يُلزمه الإتفاق بتنفيذه دون تباطؤ أو ‏تحايل أو تذرع واهٍ ومفضوح.‏

إن كتلة الوفاء للمقاومة تؤكد على ضرورة أن تكون كل المقاربات ضمن الإطار السيادي الوطني لمناقشة ‏استراتيجية الامن الوطني, والاجراءات والمسارات التي تتصل بالامن والاستقرار والتعافي وحفظ السيادة ‏وبسط سلطة الدولة, وترى أنّ المقدمات الطبيعية والبديهية لذلك كله يتمثل بانسحاب العدو من مناطقنا المحتلة ‏والتزامه كامل الشروط المنصوص عليها في اعلان وقف إطلاق النار.

‏ ‏4- تعبر الكتلة عن ارتياحها لمسار الجلسة التشريعية الاخيرة للمجلس النيابي وما انجزته من إقرار رزمة ‏قوانين يحتاجها الشعب اللبناني في هذه المرحلة, وتُبدي ترحيبها باقرار مشروع قانون الاعفاءات واعادة ‏الاعمار لمتضرري العدوان الاسرائيلي على لبنان كخطوة مطلوبة في اطار مسؤوليات الدولة عن هذا الملف ‏الوطني. كما تُؤكد الكتلة في هذا المجال على مواصلة مساعيها الدؤوبة والحثيثة من اجل انجاز هذا الملف ‏الوطني بالكامل والتعاون مع الدولة والدول الشقيقة والصديقة لتأمين التمويل والمساعدة في هذا المجال.‏ ‏

5- ترى الكتلة ان مقاربة قانون الانتخابات ينبغي ان يتسم بمسؤولية وطنية على قاعدة العدالة وتكافؤ الفرص ‏لجميع اللبنانيين مرشحين وناخبين, وعلى التزام وثيقة الوفاق الوطني والدستور خصوصاً المادة 22 منه التي ‏تنص على انتخاب مجلس نواب وطني لا طائفي, وانشاء مجلس شيوخ, كمعبر ضروري للانتقال من القانون ‏النافذ الى قانون عصري يؤسس لانتاج سلطة وطنية معيارها الانتماء الوطني لا الطائفي,

كما تدعو الكتلة ‏اللجنة النيابية الفرعية المختصة الى وضعه كأساس للنقاش والتفاهم على صيغة نهائية بعيداً عن المحاولات ‏المكشوفة الهادفة لتحقيق مكاسب فئوية ضيقة على حساب الاصلاح الحقيقي, فضلاً عن مخالفتها لابسط ‏قواعد الدستور وصيغة العيش المشترك".