النائب فضل الله :لا لحكومة حيادية

نحتاج إلى حكومة سياسية قوية قادرة على مواجهة التحديات الأمنيةوالسياسية والاقتصاديةوإجراء الانتخابات في موعدها
كلمات مفتاحية: ندوات و محاضرات

التفاصيل

رأى عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، أن «الحكومة المستقيلة جاءت بقرار سياسي لمكوناتها وذهبت أيضا بالسياسة» وأن «كل المحاولات الماضية لإجبارها على الاستقالة بالتظاهر والاعتصامات والخيم والغضب الأسود والاتهامات وطرح الثقة لم تسقطها، فاستقالت بإرادة سياسية من داخلها». ونفى فضل الله أن يكون حزب الله قد تدخل في قرار رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، «لا في تشجيعه ولا في ممانعته». وأضاف أن ذلك «يدحض كل الادعاءات السابقة بأن حزب الله يتحكم بقرار الحكومة وقرار رئيسها». «هناك مسار قانوني لم نعمل على وقفه، والتزمنا ما ينص عليه الدستور، وهذه أبسط قواعد الممارسة الديموقراطية. عسى أن يتعلم الجميع سلوك هذا الطريق بعيداً عن العصبية والانفعال»، أردف فضل الله.
وفيما قال النائب فضل الله إن «كل الخيارات مطروحة ولا نزال في دائرة التشاور ولم يحسم شيء حتى الساعة»، أضاف: «لسنا بوارد تشكيل حكومة حيادية؛ لأنَّ الحيادية غير موجودة. طروحات الحكومة الحيادية أو التكنوقراط تصلح في غير النظام السياسي اللبناني، لذلك لا مكان لهما في النقاش». وتابع: «نحتاج إلى حكومة سياسية قوية قادرة على مواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية وعلى إجراء الانتخابات في موعدها».

كلام فضل الله جاء خلال حوار مع طلاب في «الجامعة الأميركية في بيروت» أمس، بدعوة من «النادي الثقافي الجنوبي»، في حضور ممثلين عن الهيئات الطالبية لقوى 8 و14 آذار.
أدار الحوار في قاعة عصام فارس الزميل حسن عليق، الذي سأل فضل الله بداية عن التناقض بين عمل حزب الله الريادي ــ الثوري في مقاومة العدو الإسرائيلي وبين دوره السياسي في الداخل «حيث يتحوّل إلى حزب سياسي لبناني تقليدي».
فضل الله ركّز على التحديات التي تواجه حزب الله، في ظلّ الأطماع الإسرائيلية والحروب المتتالية، ولكن خصوصاً في ظلّ غياب الحماية وانعدام الرعاية من قبل الدولة «التي تخلَّت عن دورها». وأضاف: «من هنا ولدت الحاجة لمقاومة شعبية ومؤسسات اجتماعية، تولت مهمات هي بالدرجة الأولى تقع على عاتق الدولة بقواها العسكرية ومؤسساتها الرعائية». النائب الجنوبي رأى أن «الدولة باتت على هيئة السلطة، أي على شكل النظام وتركيبته. الهيمنة فيه لقوى احتكارية ومصالح مجموعات متنفذة. تتستر بستار الطائفية والمذهبية، وتنشر من حولها ثقافة الولاء لها، باعتباره ولاءً للطائفة أو المذهب»، فصارت علاقة المواطن مع السلطة محكومة إلى انتمائه الطائفي ولم تنشأ لدينا ثقافة المواطنة بل ثقافة أخرى تقوم على الولاء للقوى المتنفذة كولاء للطائفة، وهو مقدم على الولاء للوطن»، أردف. وللخروج من هذا المشهد «الذي يزداد سوداوية» اقترح فضل الله «إعادة بناء الدولة وثقافة المواطنة وفق مفاهيم وطنية، نحافظ فيها على التنوع الطائفي بما هو ثروة وطنية».
وعن القانون الانتخابي، قال فضل الله إن «القانون الأقرب إلى الدستور هو الذي يسمح بأن يكون النائب منتخباً من كل اللبنانيين، ما يفرض عليه أن يكون نائباً وطنياً وليس طائفياً أو مناطقياً (...) أي اعتماد لبنان دائرة واحدة مع النسبية».
وذكّر نائب حزب الله بأنّ «الدولة التي نريدها ترتكز على قوة لبنان بفضل معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي أصبحت معادلة ميثاقية لا يمكن أي سلطة أن تتنكر لها، بل لا يمكن أي سلطة أن تنشأ بمعزل عنها». «نحن نتمسك بالسلم الأهلي ورفض الفتنة وتجنب الوقوع في شراكها، ونتحمل كل الضغوط والتحريض والاستفزاز لمنع انجرار لبنان إليها
»