البرنامج الانتخابي لحزب الله لدورة الانتخابات النيابية للعام 1992 م.

تقديرا منا لضرورة التعبير الصادق عن تطلعات شعبنا وآلامه وآماله وطموحاته ، ونزولا عند ثقة الشعب بمصداقية حزب الله وعظيم ت

التفاصيل

 

البرنامج الانتخابي لحزب الله 1992

 

   

 

 

 بسم الله الرحمن الرحيم

(الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة

وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور )

                                                صدق الله العظيم

 

من موقع الإحساس بالمسؤولية الشرعية إزاء شعبنا المستضعف في لبنان ، وإزاء قضاياه المصيرية الكبرى ، ومطالبه الحياتية المهملة ، وفي ضوء قراءة واعية وعميقة لطبيعة الواقع المتردي في البلاد وحجم التحولات الدولية وأثرها المحلي وضرورة التصدي المباشر لما يحاك ضد أهلنا من مؤامرات تستهدف أرضهم وحقوقهم وكراماتهم ، واستنادا إلى تشخيص واقعي لحجم المخاطر المحتملة والفرص المتاحة أمام الإسلاميين للقيام بدور أساسي في تجاوز المنزلقات وتعزيز مسيرة المشروع الإسلامي وتحصين خطواته ، وانسجاما مع المعطيات الفقهية التي تمثل لنا هاديا ومرجعا ودليلا ..

وتقديرا منا لضرورة التعبير الصادق عن تطلعات شعبنا وآلامه وآماله وطموحاته ، ونزولا عند ثقة الشعب بمصداقية حزب الله وعظيم تضحياته وحرصه على المصلحة العامة والتزامه المبدئي الحازم .

عقدنا العزم متوكلين على الله وقررنا المشاركة في العملية الانتخابية على اساس برنامج سياسي شامل سيكون مرشحونا ملزمين بالسعي الدؤوب من اجل تحقيق بنوده ، طالبين من شعبنا الالتفاف حوله ومتابعته

أيها اللبنانيون الشرفاء

أيها المستضعفون الأعزاء

في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة من تاريخ بلدنا الجريح ووسط متغيرات دولية كبرى عصفت بكيانات وأسقطت أنظمة وغيرت معالم سياسات وتحالفات ، وفي الوقت الذي لا يزال العدو الصهيوني جاثما فوق جزء عزيز من أرضنا في الجنوب والبقاع الغربي في ابشع صور الغزو والابتزاز ، فيما المشروع الاستكباري بزعامة أميركا يواصل رهانه على إخضاع لبنان والمنطقة وتمرير صفقة الاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني وتطبيع العلاقات معه وتذويب الهوية الحضارية لشعوب المنطقة وربط مصيرها بعجلة الاقتصاد وآلة التصنيع الغربي وما تستلزمه من نهب ثروات وفرض أنظمه وتنفيذ برامج ..

في مثل هذه الظروف يجري الاستعداد في لبنان لإجراء أول انتخابات نيابية منذ عشرين عاما ، ويواجه اللبنانيون استحقاقا تاريخيا كبيرا يتصل بمحاولات رسم الصورة المستقبلية للوضع السياسي العام في البلاد سواء على مستوى بنية النظام الجديد أو على مستوى دوره وأدائه وعلاقاته ..

وإذا كان من المفترض أن يسهم إجراء الانتخابات النيابية في إيجاد صيغة جديدة للنظام تنبذ الطائفية السياسية وتؤسس للدولة التي تجسد إرادة الشعب اللبناني ، فإن قرار حزب الله بالمشاركة مع إخوانه وأصدقائه في خوض هذه الانتخابات يبقى مستندا إلى ثوابته المبدئية والسياسية التي أكدها على الدوام بدماء شهدائه وتضحيات مجاهديه وعذابات أسراه ومعتقليه وجرحاه وآهات عوائل الشهداء والمستضعفين وضحى من اجلها خيرة قادته ومجاهديه وعلى رأسهم سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي وزوجته وطفله وشيخ الشهداء الشيخ راغب حرب والسيد الشهيد عبد اللطيف الأمين وشيخ الأسرى والمعتقلين الشيخ عبد الكريم عبيد ، وغيرهم من أبطال قافلة الشهادة والمقاومة التي طردت الاحتلال الصهيوني وفرضت عليه الهزيمة والانسحاب دون قيد أو شرك لاول مرة في تاريخ الصراع ضده وأعادت للامة الأمل بالنصر والثقة بنفسها ومنحت لبنان فرصة التقاط انفاسه وحلحلة أزمته بعيدا عن اصابع التدخل الصهيوني المباشر .

ولقد ترسخت هذه الثوابت في نفوس شعبنا حتى صارت مسلكا جهاديا وسياسيا يوميا يتمحور حول هدفين أساسيين هما :

     1.       تحرير لبنان من الاحتلال الصهيوني ومن التبعية للنفوذ الاستكباري

     2.       إلغاء الطائفية السياسية

ولقد كان لحزب الله الدور الأساس في إنجاز خطوات مهمة على هذين الصعيدين ، وبات عليه أن يستكمل بالتعاون مع الآخرين المخلصين الخطوات اللازمة لإنجاز التحرير الكامل وتعزيز مسيرة السلم الداخلي على قاعدة من الوفاق السياسي بعيدا عن النزعات الطائفية البغيضة والعصبيات الفئوية الضيقة ، وإزالة الحرب المدمرة ومعالجة أسبابها ونتائجها بموضوعية ومسؤولية لا يشعر معهما أحد بغبن ولا تتكرس لاحد امتيازات .

واليوم إذ ينطلق حزب الله بالمشاركة في الانتخابات النيابية في لبنان فإنه يحاول رفع مستوى العمل السياسي سواء لجهة اعتماد الترشيح على اساس البرنامج الملتزم قضايا الناس بصدق وجدية ، أو لجهة اختيار مرشحيه بعيدا عن مقاييس الاستنساب الفئوي الضيق الذي طالما كان يعمق روح الانقسام في صفوف شعبنا ، أو لجهة الاداء المسؤول الذي يتجسد اهتماما دائما وسهرا متواصلا على مصالح الشعب وقضاياه ، ومصداقية في القول والعمل واخلاصا في التحرك والمتابعة ، وحرصا أكيدا على حقوق المواطنين والانتصار لهم والدفاع عن أرضهم وصون عزتهم وكرامتهم .

وليس لمرشحي حزب الله رغبة منافسة في سلطان ، ولا التماس شيء من فضول الحطام ، وانما التزام بتكليف شرعي امام الله عز وجل من اجل حفظ البلاد وتأمين مصالح العباد وتحقيق الاهداف التي قضى في سبيلها الشهداء المجاهدون .

ومن هنا فإنهم سيلتزمون العمل الجاد والدؤوب سواء داخل المجلس النيابي أو خارجه لتحقيق الاهداف التالية في المجالات المختلفة

على الصعيد السياسي العام

       ¨أولا : المقاومة

إن الحفاظ على لبنان الواحد وانتمائه الحضاري الى محيطه الاسلامي والعربي يستوجب منا التزام خيار المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني حتى تحرير كامل التراب المحتل ، والتزاما جديا خصوصا بعدما ثبت عمليا أن المقاومة قادرة على تفويت الفرصة أمام الغزاة لفرض أمر واقع سياسي ضد مصلحة لبنان واللبنانيين ، وبعدما بات واضحا أن المقاومة هي الخيار الوحيد الذي يقطع الطريق أمام العدو لابتزاز التنازلات تلو التنازلات ، فضلا عما تمثله المقاومة من مدخل طبيعي لتحرير البلاد وصون وحدتها ووحدة أبنائها

وهذا الخيار يتطلب السعي الى ما يلي :

أ‌-                 التزام خيار المقاومة وتكفل المقاومين وتيسير سبل جهادهم وتوفير الاحتضان السياسي الرسمي والشعبي لهم

ب‌-           وضع البرامج التي توجه القدرات والامكانات من اجل الدفاع عن أهلنا وشعبنا وبناء مجتمع الصمود والمقاومة خصوصا في مناطق الجنوب والبقاع الغربي على كل الصعد والمستويات

ج-مساهمة الدولة بجميع مؤسساتها خصوصا مؤسسة الجيش في عملية التحرير والدفاع عن الارض والشعب والكرامة

د- الاهتمام الجدي والعملي بمنطقة الشريط المحتل واتخاذ الاجراءات اللازمة والمناسبة لاحباط مخطط التطبيع الصهيوني القائم

ه-حض السلطة على ضمان حياة الاسر والعوائل التي فقدت معيلها سواء في المعتقلات أو نتيجة الاعتداءات الصهيونية أو تلك التي اصيب معيلها بعاهة دائمة

و-تبني قضية الرهائن والمعتقلين اللبنانيين في سجون العدو الصهيوني وعملائه والتحرك الجاد من اجل تأمين اطلاق سراحهم

ز- رفض وادانة كل محاولة للصلح مع الكيان الصهيوني القائم اصلا على العدوان ، والغاصب لاراضي الغير ، والسعي الدائم لاحباط كل محاولة للتطبيع معه

       ¨ثانيا : إلغاء الطائفية السياسية :

إن الطائفية السياسية هي إحدى أكبر العلل الاساسية لفساد النظام القائم في لبنان ، ولكل المآسي والكوارث الثقافية والسياسية والامنية والاجتماعية والانمائية التي لحقت بالشعب اللبناني ، وهي المدخل الخبيث لقوى الاستكبار الطامعة من اجل التدخل في شؤون لبنان والعبث بمصيره ومستقبل ابنائه ، ومن اولى مهام مرشحي حزب الله متابعة الجهود الحثيثة بالتعاون مع جميع الاصدقاء والمخلصين من اجل الغائها خلال الدورة الدستورية الواحدة للمجلس النيابي المزمع انتخابه

       ¨ثالثا : قانون الانتخاب :

تعديل قانون الانتخاب بما يتيح للشعب اللبناني اختيار ممثليه من خلال اوسع قاعدة ممكنة وذلك عبر اعتماد :

-لبنان دائرة انتخابية واحدة

-اعتماد سن ال 18 للناخب

       ¨رابعا : الحريات السياسية والاعلامية

-ضمان حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية واحترام حرمة الاديان السماوية

   -تشريع القوانين التي تكفل حرية العمل السياسي

   -تنظيم الاعلام في اطار ما يلي :

أ – انسجام اداء الوسائل الاعلامية مع هوية لبنان وانتمائه الحضاري

ب-التزام حرمة الاداب العامة والاخلاق

ج- حفظ حق الاعلام الخاص بالعمل وفق المشار اليه أعلاه دون وصاية من السلطة

       ¨خامسا : الجنسية :

- وضع قانون عصري للجنسية يتجاوز الاعتبارات الطائفية والمحسوبيات السياسية ويتيح لجميع المستحقين لها حكما ـ الحصول عليها دون تمييز او ابتزاز فئوي أو عرقي أو مذهبي

- منح الجنسية لابناء القرى السبع ولعرب وادي خالد

       ¨سادسا : المهجرون :

-تأمين العودة الشاملة لجميع المهجرين

-ايجاد الحلول لمهجري الشريط المحتل

-وضع خطة انمائية شاملة لجميع مناطق المهجرين

على الصعيد الاداري والاجتماعي والتربوي

ضرورة اصلاح البنى التحتية في المجال الاداري والتربوي والاجتماعي والانمائي في البلاد اضافةالى العديد من القضايا الملحة على هذه الصعد ، التي تتطلب تضافر جهود الجميع من أجل تلبيتها وتحقيقها .

       ¨أولا على المستوى الاداري :

 أ- إلغاء طائفية الوظيفة

ب- اعتماد الكفاءة والمباراة كأساس لاختيار الموظفين بدل المحسوبيات

ج- تأهيل دوري للموظفين بحسب مقتضيات التطور التقني

د- تعزيز وضع التفتيش الاداري

       ¨ثانيا ـ على المستوى الانمائي :

أ‌-                 حماية المنتجات المحلية وتنمية الموارد الذاتية عبر دعم القطاعين الزراعي والصناعي وتأمين أسواق خارجية لها

ب‌-           تنمية البنى التحتية للمناطق المستضعفة وتحسين خطوط المواصلات والاتصالات والمياه والكهرباء

ت‌-           تأمين فرص العمل لكل اللبنانيين وحماية اليد العاملة

ث‌-           دعم الانتاج الحيواني ومساعدة صيادي الاسماك وتشجيع الحرف اليدوية

ج‌-            ترشيد الزراعة واستحداث المراكز والتعاونيات والمختبرات الزراعية اللازمة

ح‌-            تطوير المناطق المحرومة لتصل الى مستوى المناطق المزدهرة من لبنان على أن يعتمد بعد ذلك مبدأ التوازن في الانماء

       ¨ثالثا ـ على المستوى التربوي والثقافي :

أ –تعزيز التعليم الرسمي بكافة مراحله وقطاعاته لا سيما القطاع المهني

ب-تحقيق الزامية التعليم حتى المرحلة المتوسطة على الاقل

ج-تدعيم الجامعة اللبنانية وخصوصا الكليات التطبيقية

د-رعاية المتفوقين وتعزيز البحوث داخل الجامعة

ه-اعادة كتابة مادة التاريخ وفق منهج موضوعي والتزام معايير الانتماء الحضاري للبنان الى محيطه العربي والاسلامي

و-تعزيز وحماية التعليم الديني

ز-اعادة تنشيط دور المعلمين في كافة المراحل

ح-تعزيز اوضاع المعلمين المادية والتربوية والعلمية

ط-اعتماد التعريب للمناهج التعليمية

       ¨رابعا ـ على المستوى الاجتماعي :

أ-تشريع قانون يلحظ الضمان والتعويضات الاجتماعية والصحية لجميع اللبنانيين بمن فيهم اصحاب المهن الحرة والعمال المياومين وضمان الشيخوخة

ب-اصلاح المؤسسات المعنية بالتقديمات الاجتماعية والصحية والضمان

ج-بناء المستشفيات والمراكز الطبية الحكومية في كل المناطق اللبنانية

 

*******     *******      *******

على أساس هذا البرنامج .. يتقدم حزب الله عبر مرشحيه الى المجلس النيابي وهو عاقد العزم على السهر لرعاية مصالح المستضعفين في لبنان راجيا من الله جل وعلا شأنه القبول والتوفيق لما فيه رضاه ، وآملا أن يتحقق على أيدي ابنائه المجاهدين والاوفياء النصر والعز والتقدم نحو الافضل إنه سميع مجيب

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حزب الله