التفاصيل
البرنامج الانتخابي لحزب الله
لدورة الانتخابات النيابية للعام 2000 م.
الذي القي في المؤتمر الصحافي لنائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم بحضور مرشحي حزب الله مع عدد من الفعاليات والشخصيات وذلك في مقر الوحدة الإعلامية المركزية لحزب الله بتاريخ 15 آب 2000 م
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ، ولا تنس نصيبك من الدنيا ، وأحسن كما أحسن الله إليك ، ولا تبغ الفساد في الأرض ، إن الله لا يحب المفسدين ))
" صدق الله العلي العظيم"
يا شعبنا اللبناني الوفي :
استناداً إلى التجربة التي قدمناهـا في الحياة السياسية اللبنانية ، وانطلاقـاً من نهجنا الفكري ـ السياسي الواضح والثابت ، الذي يرتكز إلى التزامنا بانتمائنا الحضاري، ويجعل من القيم الدينية الإلهية محور الحياة الإنسانية ، ويستهدف توفير السعادة للإنسان بالتلازم مع صيانة كرامته وإعلاء مكانته .
نواصل مسيرة البذل والعطاء والتضحية والإيثار في كل المواقع والميادين . عاقدين العزم على أن نبقى المدافعين عن حقوق وقضايا شعبنا وبلدنا ، وان نواجه المخاطر والتحديات التي تستهدف أمتنا وفي طليعتها الغزو الصهيوني ومشاريع الهيمنة الأميركية ، حريصين على وحدتنا الوطنية ومتمسكين بالعيش الوطني الواحد مع كل أبناء العائلات الروحية في لبنان .
من هنا فان خوضنا للانتخابات تشكل فرصة بالنسبة إلينا للمشاركة في الحياة البرلمانية اللبنانية ولمواصلة مسيرة الدفاع عن حقوق وقضايا شعبنا وبلدنا :
أولاً : المقاومة والتحرير :
لقد أثبتت المقاومة عبر ثمانية عشر عاماً من العطاء المتواصل ، والجهاد الدؤوب وبدماء شهدائهـا الأبرار ، أنها الخيار الوحيد لردع العدوان ، ومواجهة الأطماع الصهيونية ، وصيانة أمن وكرامة شعبنا ، وتحرير أرضنا ، وتحقيق وحدة وطنية حقيقية ، ترتكز إلى إجماع وطني شامل ، في رفض الاحتلال وعملائه ، وفي تأييد ودعم المقاومة والالتفاف حولها .
v وها هي المقاومة تستعيد ارض الوطن وتفرض موقعه المؤثر في المعادلة الإقليمية والدولية وتفرض على العدو الصهيوني هزيمة نكراء واندحارا بائسا لقواته لم تشهد له المنطقة مثيلا له في تاريخ الصراع ضد الكيان الصهيوني ، وأثبتت المقاومة من خلال سلوكها الحضاري المتميز أثناء التحرير أنها على قدر المسؤولية الوطنية الكبرى وأنها الحريصة على أمن الوطن والمواطنين جميعا دون تمييز بين فئاتهم وطوائفهم وقد حصل هذا الإنجاز العظيم في ظل تعاون رسمي وشعبي ومع الجيش اللبناني مما هيأ مناخا إيجابيا شاملا شكل حصانة للانتصار .
v فرضت المقاومة نفسها خيارا جديا يراهن عليه لاستعادة الحقوق وتحرير الارض المحتلة دون شروط ومعاهدات سلم مفروضة ، وأصبحت نموذجا تتوق الى تبنيه وامتثاله كل شعوب المنطقة وخصوصا الشعب الفلسطيني المظلوم في داخل فلسطين .
لذا فمن الواجب العمل على تعميم وتعزيز تجربة المقاومة الإسلامية في لبنان بهدف استنهاض شعوب الأمة وتصليب مواقف حكامها وأنظمتها ووقف عمليات التطبيع مع العدو الصهيوني مما يؤدي الى فرض التراجع على المشروع الأمريكي الإسرائيلي الهادف الى الهيمنة على المنطقة وفرض الشروط والتنازلات على أهلها .
v إننا نعمل لمواصلة توفير جهوزية المقاومة والجهوزية الشعبية التامة ومعهما الموقف الرسمي للدفاع عن الوطن إزاء أي عدوان أو تهديد صهيوني ولمواصلة قناعتنا وإيماننا في مواجهة العدو الإسرائيلي لإسقاط مخططاته ومشاريعه الخطيرة في منطقتنا .
واستكمالا لمسيرة المقاومة وأهدافها نؤكد ما يلي :
v دفع الحكومة لإقرار وتنفيذ برنامج إنمائي خدماتي للمنطقة المحررة والمناطق المحاذية لها والعمل على إعادة بناء وتنمية البنية البشرية والدورة الاقتصادية وإعادة المهجرين دون تمييز بينهم وإبلاء قضيتهم العناية الكاملة بعيدا عن الاستعطاف وهدر الكرامات
v متابعة الجهود الحثيثة والمختلفة لتحرير الأسرى والمعتقلين وأجساد الشهداء الطاهرة وتفعيل وتطوير الرعاية اللازمة لأسر الشهداء وللمحررين من المعتقلات ولجرحى ومعوقي المقاومة .
v الحرص على صيانة حقوقنا ومصالحنا الوطنية كاملة من اجل إنجاز تحرير كامل ترابنا اللبناني وانتزاع كامل سيادتنا على أرضنا وحقوقنا المائية والأمنية وعـدم التفريط بأي جزء منها وخصوصا النقاط المختلف عليها ومزارع شبعا .
v مقاومة التطبيع ومناهضة الغزو الثقافي ورفض التعايش مع الغزاة الصهاينة وعدم إعطاء الشرعية لكيانهم الغاصب ورفض التوطين تأكيداً لحق الشعب الفلسطيني في العودة إلى كامل أرضه في فلسطين .
ثانياً : : سياسة لبنان الخارجية :
v العمل على تحصين الموقف اللبناني تجاه السياسة العدوانية للولايات المتحدة الأميركية المنحازة والداعمة دوماً للكيان الصهيوني والتي تغطي كل جرائمه واعتداءاته وإرهابه بحق شعبنا ورفض التدخل الأميركي المتواصل والمخالف لكل الأعراف واللياقات الدبلوماسية في الشؤون الداخلية اللبنانية
v اعتبار العلاقات المميزة والمصيرية مع سوريا عامل قوة للبنان ولسوريا معاً في مواجهة التحديات التي تستهدفهما لا سيما لجهة المخاطر التي يشكلها الكيان الصهيوني .
v اعتماد سياسة حكومية للجاليات اللبنانية في بلاد الاغتراب من أجل رعاية شؤونها وقضاياها بما يجعل منها عامل قوة للبنان في الخارج وعامل دعم اقتصادي للبنانيين في الداخل .
v الحرص على تعزيز علاقات لبنان مع الدول العربية والإسلامية والصديقة ودول العالم.
v تأكيد المصالح والتكامل مع الدول العربية اقتصاديا .
v تطوير العلاقة مع الجمهورية الإسلامية في ايران والتي كانت سندا ودعما للبنان .
v ثالثاً : الأزمة الاقتصادية ـ المعيشية :
v إن تفاقم الأزمة الاقتصادية وصل إلى الحد الذي جعل معظم اللبنانيين يواجهون ضائقة معيشية حادة ، مما يجعلها تحتاج إلى جهود استثنائية لحلها عبر خطة إصلاح اقتصادي شامل تعتمد تحقيق ما يلي :
v معالجة عجز الموازنة عبر خطة اقتصادية إنمائية شاملة ومتوازنة بين مختلف القطاعات لزيادة الإيرادات وتخفيض النفقات، ورفع معدلات النمو .
v ترشيد الإنفاق ومعالجة الدين العام وتخفيض أعبائه .
v السعي لتأمين موارد إضافية للخزينة وتوفير فرص عمل إضافية .
v اعتمـاد سياسات مالية ونقدية واقتصادية متجانسة بهدف تحريك عجلة النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل وتشجيع الاستثمار .
v تنشيط القطاعات الإنتاجية الصناعية والزراعية الوطنية عبر زيادة حصتها من الإنفاق الحكومي ، واعتماد سياسات وإجراءات محفزة .
v حماية الإنتاج المحلي والتزام مبدأ التنافس وتعزيز قدرة الدخول إلى الأسواق الخارجية وحماية مصالح المستهلك .
v تنمية الطاقات والكفاءات البشرية عبر خطط وبرامج عصرية للتأهيل والتنظيم والتوجيه .
v الاهتمام بالمناطق المحرومة وخاصة في البقاع وعكار وإيلائها الاهتمام اللازم لتنميتها، لاسيما في الموضوع الزراعي والعمل على :
1-إيجاد خطة لدعم الإنتاج الزراعي
2- تامين التسليف الزراعي وضمان القروض
3- إطلاق العمل الفعلي بالمؤسسة العامة للزراعات البديلة في
منطقة البقاع ، ووضع جدول زمني يتناسب مع حجم الكارثة
التي أحلت بهذه المنطقة المجاهدة والمعطاءة .
4 - السعي ومواصلة الجهود لتأمين التمويل اللازم للزراعات
البديلة .
5-تقليص دور الوسيط بين المزارع والمستهلك عبر تفعيل دور
التعاونيات الزراعية .
6- تعزيز مصلحة الإنتاج المحلي وحمايته في الاتفاقات والمعاهدات
7 - تخفيض كلفة الأدوية والأسمدة والكهرباء والماء .
v إيلاء الاهتمام للثروات الطبيعية وتهيئة الظروف لاستثمارها والبحث عنها لاسيما المياه والبترول .
رابعاً : بناء دولة القانون والمؤسسات وتطوير المشاركة السياسية :
من موقع حرصنا على تطوير الحياة السياسية وتحقيق العدالة الاجتماعية بين جميع اللبنانيين دون تمييز ، ومن أجل بناء وطن مستقر ، ومستقبـل واعد تتكافأ فيه الفرص ، ويتساوى فيه الجميع ، أفراداً وفئات ومناطق بالحقوق والواجبات ، سنواصل العمل لتحقيق ما يلي :
v تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية.
v إيلاء الشباب عناية خاصة لتفعيل دورهم في الحياة السياسية والعامة و إيجاد مراكز متخصصة لتأهيلهم على مختلف الصعد .
v تعزيز دور المرأة وإفساح المجال لها للمشاركة في بناء وتفعيل الحياة العامة .
v اعتماد قانون انتخابات يسهم في تطوير الحياة السياسية و اتساع دائرة التمثيل ، المرتكزة إلى البرامج السياسية ، على قاعدة النظام النسبي ، وتخفيض سن الاقتراع إلى الثامنة عشرة لإتاحة الفرصة للشباب للتعبير عن خياراتهم الوطنية الصادقة .
v تعزيز دور الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات والنقابات في الحياة العامة
v تطوير أجهزة الرقابة والمحاسبة وتفعيل دورها بعيدا عن سياسات ألا ستنساب ومواقع النفوذ .
v إنجاز الإصلاح الإداري والسياسي ومكافحة الفساد و الهدر ومنعهما .
v إنجاز قانون اللامركزية الإدارية .
v إقرار قانون جديد وعصري للجنسية .
خامساً : في الشأن التربوي والثقافي :
v تعزيز التعليم الرسمي وزيادة فعالية دور المعلمين وتجهيز مدارسه بالتجهيزات الضرورية لمواكبة تطبيق المناهج التربوية الجديدة وتوفير فرص التحصيل العلمي للطبقات و الشرائح كافةً لا سيما الفقيرة منها وإيلاء المناطق المحرومة العناية اللازمة في هذا المجال
v إيلاء الاهتمام الجدي للتعليم المهني والتقني وفق متطلبات السوق .
v النهوض بالجامعة اللبنانية وتفعيل دورها ، وتشجيع الدراسات والبحوث العلمية المتخصصة .
v تشريع إلزامية التعليم الديني كمادة أساسية في المدارس الرسمية والخاصة .
v المعالجة العادلة لقضية المعلمين .
v إحياء الاتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية
سادسا : في الشأن الاجتماعي والصحي :
v إنهاء ملف المهجرين بطريقة عادلة ، مع مراعاة الظروف الاستثنائية للمهجرين بفعل الاحتلال والاعتداءات الصهيونية .
v تطوير وتفعيل مؤسسات الرعاية الاجتماعية التي تحتاجها شرائح المجتمع لاسيما الضمان الاجتماعي ، وإعادة النظر بتشريعاته لجهة زيادة حجم التقديمات وتوسيع دائرة الخدمات لتطال مختلف شرائح المجتمع اللبناني والإسهام من خلال ما لديه من أموال في التنمية الاقتصادية ومعالجة الأزمة الإسكانية.
v زيادة وتوسيع التقديمات الاجتماعية والخدماتية العامة وفق خطة مدروسة لمساعدة الأسر المقيمة في لبنان لان 40% من هذه الأسر فقيرة أو محرومة وتعيش تحت خط الفقر فلا بد من توفير فرص العيش الكريم لها.
v معالجة الأزمة الاجتماعية جذرياً وفق رؤية إنمائية واقتصادية شاملة .
v وضع قانون ضمان الشيخوخة موضع التنفيذ والمساهمة في تطويره لمصلحة المواطن.
v تطوير المستشفيات الحكومية وجعل الضمان الصحي يشمل كل حالات الاستشفاء للفئات الفقيرة .
v استكمال معالجة الثغرات التي نشأت عن تطبيق مرسوم التجنيس.
v إصلاح السجون وتطويرها وإنشاء الإصلاحيات وتعميمها . وضع ضوابط ملزمة للمحافظة على القيم والأخلاق والآداب العامة في مختلف المجالات لاسيما الإعلامية منها وإطلاق حملات التوعية الوطنية بما يساهم في تخفيض نسبة الجريمة .
v العمل على وضع الخطط العملية الكفيلة بحل المشكلة الإسكانية المستعصية والمتفاقمة
v وضع الخطط والبرامج اللازمة لتأمين الرعاية الكاملة والحقيقية والآمنة للأطفال.
v تشجيع روح المبادرة و العمل ، وحماية فرص العمل أمام اليد العاملة اللبنانية ، والسعي لإنهاء أزمة البطالة المتفاقمة.
سابعا في الشأن البيئي :
v تطوير وتنظيم محطات تكرير المياه المبتذلة واستكمال شبكات الصرف الصحي .
v وضع الخطط العلمية الصحيحة لمعالجة موضوع النفايات الصلبة.
v العمل على المحافظة على الثروات الحرجية وإطلاق حملات التشجير في مختلف المناطق لمواجهة مشكلة التصحر ، وسن القوانين اللازمة لحماية هذه الثروة وإنشاء المحميات الطبيعية.
v تفعيل دور البلديات في الأنشطة البيئية .
v إنشاء الحدائق العامة في مختلف المناطق .
v تعميم المخطط التوجيهي العام للكسارات .
v تفعيل المؤسسات التي تعنى بحماية المستهلك لناحية تشديد الرقابة على المنتجات المحلية والمستوردة والتأكد من سلامتها وجودتها .
v تشديد الرقابة على كيفية تخلص المصانع من النفايات الصناعية وسن القوانين التي تحمي البيئة لاسيما الأنهار والبحر والمياه الجوفية من خطر التلوث .
أيها اللبنانيون الأعزاء :
بالاتكال على الله وبثقتنا بوفـاء وإخلاص ووعـي شعبنـا المضحي والمعطاء نخوض هذه الانتخابات مجددين العهـد على أن نبذل في المجلس النيابي وخارجه وفي كـل موقـع من مواقعنا كـل الجهود والإمكانيات " لنخدمكم بأشفار عيوننا " كما قـال سيـد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي رحمه الله ، ولنواصل مسيرتنا معكم لتحقيق كل الأهداف التي نتطلع إليهـا جميعاً وفي طليعتها برنامجنا الانتخابي هذا والله من وراء القصد
والله ولي التوفيق
حزب الله