التفاصيل
أوضح وزير التنمية الإدارية في حكومة تصريف الاعمال محمد فنيش، أن "زيارة سفيرة الاتحاد الأوروبي انجلينا ايخورست له جاءت في إطار جولاتها على المسؤولين لشرح قرار الاتحاد اتجاه حزب الله وحيثياته ومفاعيله"، مشيرا الى "اننا شرَحنا لها رأينا، فعبرنا عن استيائنا ورفضِنا للقرار الأوروبي الذي أكد موقفنا بأنه جاء نتيجة ضغوط إسرائيلية ـ أميركية، ويشكل إساءة للمقاومة لمعاقبتها على دورها في تحرير الأرض، وهذه هي الغاية الإسرائيلية". ولفت فنيش في حديث صحفي، الى ان "أوروبا أثبتت دائماً أنّها لم تغادر تاريخها المنحاز، فأعادت تذكيرنا بكلّ دورها المليء بالإساءات". وأضاف: "أوضحنا لها أنّ القرار يمنح إسرائيل غطاءً لما ستقوم به من أعمال عدوانية، لأنها ستعتبر أنها ستقاتل إرهابيين، وهذا سيمكنها من تغطية أعمال عدوانية لاحقاً كما حصل في حرب تموز عندما استغلّت القرار 1559 لتعتبر عدوانها تنفيذاً له".
وتابع فنيش "أكّدنا لها أنّ القرار سيزيد العرقلة في تأليف الحكومة لأنّ الفريق الآخر سيستند إليه للمضيّ في موقفه الرافض لمشاركة فريق سياسي في الحكومة، وبذلك يكون القرار ساعد على تأزيم الوضع في لبنان". وأوضح فنيش أنّ "ايخورست أكدت بدورها أن القرار لا يبرر لإسرائيل أي عمل ضدّ المقاومة، ولا يمنع استعدادنا للاستمرار في التعاون مع لبنان والتواصل مع جميع الأفرقاء السياسيّين فيه".
وافادت معلومات لـ "الجمهورية" أنّـه "فور بدء الاجتماع بين فنيش وإيخورست بادر فنيش بالقول لها: "أوّلاً، استبقتم القضاء البلغاري وأصدرتم حكمكم والعقوبة، فكيف سنثق نحن في لبنان بقضائكم وبالقضاء البلغاري، فأنتم جاريتم إسرائيل باتّهامها الذي أصدرته من اليوم الاوّل في حقّ "حزب الله"، ولم تنتظروا حتى صدور الاتهام من المحكمة البلغارية.
ثانياً، أنتم تدينون المقاومة التي فعلت على مدى 22 عاماً ما لم تستطيعوا أنتم أن تفعلوه للبنان، وأعطيتم غطاءً لإسرائيل لمواجهة أيّ عمل تصنّفه بالإرهابي، وفي حرب تمّوز عام 2006 ارتكبت إسرائيل كلّ مجازرها تحت ذريعة الـ 1559، وها هي الآن ربّما تعاود الكرّة متذرّعة بقراركم.
ونحن نستغرب صدور هذا القرار من الاتحاد الأوروبي، هذه الحركة التي لها حضورها داخل نسيجنا، وفي توقيت كدنا فيه أن نطوي صفحة من ذاكرتنا المليئة بالإساءات الغربية، وانفتحنا عليكم محاولين إيجاد أرضية مصالح مشتركة، فنسفتم بهذا القرار كلّ ما حاولنا أن نبنيه معكم، وأعدتموننا إلى الوراء إلى صورة الغرب المعادي والمنحاز لإسرائيل.
وأضاف فنيش: أنتم تعلمون أنّ لبنان حاليّاً مأزوم، وعملية تأليف الحكومة معرقلة وهناك جهات سياسية داخلية تريد أن تعمل على عزل "حزب الله"، فجئتم وأعطيتم قوّة دفع لموقفها، وساهمتم في عرقلة تأليف الحكومة وتهديد الإستقرار في الداخل.
أمّا المطلوب الآن فهو تصحيح هذا الظلم ومعالجة الضرر الذي ألحقتموه بمصالح اللبنانيين والتراجع فوراً عن هذا القرار".
فردّت إيخورست شارحةً موقف الإتحاد الاوروبي واستمراره في دعم الحكومة اللبنانية والحفاظ على الاتفاقات المعقودة بين الاتحاد ولبنان، ووصفت القرار بأنه رسالة سياسية، ولا ترى أنّه سيؤثر كثيراً على مصالح لبنان.
فقاطعها فنيش بالقول: إذاً، أنت تؤكدين لنا أنّ الاتهام سياسي وغير مبنيّ على أي معطيات أمنية.
فأجابت: نحن نحترم المقاومة في لبنان، وهذا القرار لا يطاولها في حقّها بالدفاع عن سيادة لبنان إذا تعرّض لأيّ اعتداء، ولا أحد سيلومها إذا ما قامت إسرائيل بأيّ عدوان على لبنان.
فقال فنيش: نقدّر كلّ تلك النوايا الطيّبة، لكن عذراً فهذه النوايا لا تنسجم مع طبيعة القرار ومفاعيله، أنتم اتّخذتم حكمكم ونحن فخورون بإنجازاتنا، فالمقاومة هي أثمن وأنبل ما لدينا.