التفاصيل
بيان كتلة الوفاء للمقاومة
حين يتصدى نواب أمريكيون للتغطية على جرائم إسرائيل ضد الإنسانية وعلى ارتكاباتها المشينة ضد المدنيين ومنشآتهم السكنية والاقتصادية الحيوية خلال حربهم على العدوانية على لبنان في تموز 2006 م / فإن هذا يشكل طعنة متعمدة لحقوق الإنسان وتواطؤا قذرا مع مجرمي الحرب الصهاينة.
وعلى الرغم من تقارير الإدانة التي صدرت عن المنظمات الدولية لحقوق الإنسان وما تأكد فيها من الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة ضد المدنيين وبشكل متعمد ومقصود ، وعلى الرغم من المواقف الدولية التي صدرت عن دول كبرى ة وعن الأمين العام السابق للأمم المتحدة التي تؤكد أن إسرائيل أفرطت في استخدام القوة تجاه لبنان ، فإن مجرد تفكير نواب أمريكيين بوضع مسودة قانون بهدف تبرئة الكيان الصهيوني من جرائم الحرب التي ارتكبها بحق المدنيين أثناء حرب تموز العدوانية عام 2006 م / ومحاولة تلميع صورته الإرهابية البشعة التي تلازمه في كل ممارساته ، هو استكمال لدور الشراكة الأمريكية ـ الصهيونية في دعم وحماية الإرهاب الدولي المنظم دون أي شك أو التباس.
كما أن سعي هؤلاء النواب الأمريكيين لإلغاء حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وإنهاء قضيتهم من خلال توطينهم القسري في بلدان اللجوء ، هو أبشع سلوك وممارسة تشريعية يمكن أن يتصوره مجتمع متحضر يحترم حقوق الإنسان ويدين التمييز العنصري.
ومع هذا فإن عمق الانحياز والتواطؤ مع الإسرائيليين المجرمين وحجم التعهد الاستراتيجي بهم من قبل الإدارة الأمريكية والمؤيدين لها سواء في مجلس النواب الأمريكي أو في مافيات الصناعات العسكرية والنفطية ، يفسر هذا الحرص لدى هؤلاء النواب الداعمين للإرهاب الصهيوني والمتوافقين معه في نزعته العنصرية ضد العرب والمسلمين.
إن المقاومة تصدت للعدو الصهيوني وجها لوجه في حرب تموز العدوانية وقاتلته بشجاعة في مارون الرأس وبنت جبيل وعيتا الشعب وغيرها حين حاول احتلالها بعد أن هجر أهلها بقصفه المدفعي ، ولم تكن هناك دروع بشرية على الإطلاق ....
أما خارج مناطق المواجهة القتالية سواء في العاصمة بيروت أو في البقاع أو الجبل أو الشمال حيث كان النازحون الجنوبيون يقيمون بين أهلهم هناك ، فلم يكن هناك أي وجود عسكري للمقاومين ومع ذلك لوحق المدنيون بالقصف الصهيوني من طائرات الاستطلاع المجهزة ومن الطائرات الحربية ، ومن مدفعية البوارج البحرية بداية الحرب.
وكان هناك تدمير منهجي للأبنية السكنية وللمنشآت المدنية وتعمد لا لبس فيه لقتل الناس كما حصل في مجازر مروحين وقانا وصريفا وبافلاي وغيرها .
إن إطلاق النار على الجنائز وعلى راكبي الدراجات فضلا عن استهداف الجسور في لبنان ، هو سلوك إرهابي إجرامي موصوف لا تخفف منه كل المحاولات الماكرة سواء التي يباشرها الصهاينة أو التي يتولاها بالنيابة عنهم بعض شركائهم في مجلس النواب الأمريكي وفي الإدارة الأمريكية.
إننا إذ ندين هذا الانحطاط الخلقي والتشريعي الذي نشهده في بلد مثل الولايات المتحدة الأمريكية ننبه إلى مخاطر التأثر بهذا المستوى السلوكي كما نؤكد التزامنا بحقوق الإنسان وتأييدنا لحق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه المحتلة من قبل الصهاينة الغزاة ، ولن يثنينا عن الدفاع عن وطننا كل الطغيان الصهيوني والأمريكي ، لا بل إن ذلك يحفزنا أكثر للتمسك بحقنا في العيش الكريم وفي سيادتنا الكاملة على أرضنا وبالتزامنا في مواصلة نهج المقاومة من أجل تحرير كل حبة تراب من هذه الأرض التي لا يزال الصهاينة يحتلون أجزاءا منها وإطلاق كل أسير لنا يحتجزه العدو في زنزاناته وسجونه