التفاصيل
بيان كتلة الوفاء للمقاومة
عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري ظهر اليوم الأربعاء بتاريخ 04/07/2007 برئاسة رئيسها الحاج محمد رعد وحضور أعضائها وتابعت آخر مستجدات الوضع السياسي في لبنان والاتصالات والمساعي التي أعقبت تعثر وفد الجامعة العربية في التوصل إلى تسوية مقبولة وإمكانية استئنافها في ضوء مكابرة الفريق الحاكم المستمرة.
ورأت الكتلة في بيان قيادة الجيش الأخير ما يؤكد الضرورة الوطنية الملحة لانجاز تسوية سياسية تضع حدا لحالة الترهل المتفاقمة والناجمة عن الانقسام السياسي الحاد بين اللبنانيين .
وأكدت الكتلة أن قدر لبنان أن يبقى موحدا ووطنا للعيش المشترك متفاعلا مع محيطه العربي وقضاياه وعصيا على الارتهان والخضوع لأية وصاية أجنبية ، ومنتصرا دائما لحقوق الإنسان ولحرية الشعوب وحقها في تقرير مصيرها.
وفي ختام جلستها أصدرت الكتلة البيان التالي:
1-إن الخلل الكبير الذي أصاب استقرار الحياة السياسية في لبنان والذي تتسع مفاعيله يوما بعد يوم بات يهدد البلاد بانهيارات وتداعيات خطيرة تفرض على الجميع توحيد الرؤية لتشخيص الأسباب الحقيقية وتحديد نوعية العلاج المطلوب.
وإن كتلة الوفاء للمقاومة ترى أن أهم أسباب الخلل الراهن هو انقلاب الفريق الحاكم على توازنات العيش المشترك والإطاحة بمضمون البيان الوزاري واعتماد منهجية التفرد والاستئثار والمكابرة والاستقواء بالدول الحليفة للعدو الصهيوني والانخراط في مشروعها التآمري القائم أصلا على نشر الفوضى وإثارة الفتن وتفتيت لبنان والمنطقة وإشاعة ثقافة الهزيمة والتكيف مع واقع الاحتلال ، خدمة لهدف فرض التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب للقدس وفلسطين.
2-إن المعالجة المطلوبة للأزمة الراهنة تتطلب إقرارا واضحا باعتماد الدستور ووثيقة الوفاق الوطني ومضمون البيان الوزاري قاعدة لتحقيق الاستقرار وبدء حوار جدي مسؤول في إطار حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها كل الأطراف الوازنة في البلاد وتؤسس لإعادة بناء السلطة عبر إقرار قانون انتخاب عادل يحقق التمثيل الصحيح للبنانيين ويعيد في ضوء نتائجه إنتاج المؤسسات الدستورية في البلاد.
إن سياسة المعاندة والمكابرة لا تنتج إلا المزيد من تعقيد الأمور أمام المساعي والحلول وهو ما تحذر منه الكتلة وتشدد على مخاطره الأكيدة على الجميع.
3-إن سيادة لبنان تهددها منهجية الفريق الحاكم في الرهان العقيم على الإدارة الأمريكية سواء لجهة تحرير بقية الأرض المحتلة من قبل العدو ، أو لجهة بناء الدولة القوية والعادلة والمطمئِنة للبنانيين ، كما أن النظرة التصالحية مع العدو والاستعدائية تجاه بعض الأشقاء والأصدقاء العرب وغيرهم لن يفيد لبنان في شيء ، لا بل ربما يلحق أضرارا جسيمة في موقعه ومصالحه.
وإن الحسابات الشخصية في التعاطي مع هذه المسألة لن تحقق لأصحابها إلا المزيد من التخبط والارتماء في أحضان القوى المعادية لمصالح لبنان وشعبه.
4-توقفت الكتلة عند موافقة الفريق الحاكم غير الشرعي وغير الدستوري على قبول هبة أمريكية مشروطة بتنفيذ التزامات قدمها هذا الفريق دون مناقشتها وفق الأصول الدستورية المعتمدة ، وتؤكد الكتلة أن أي إصلاح اقتصادي لا يمكن أن يتحقق بغير سلطة دستورية ووفاق وطني ، وأن التمادي في خرق المسلمات الوطنية والاستناد إلى الدعم الخارجي والاستقواء به لن ينجم عنه سوى مزيد من التبعية السياسية والوصاية الاقتصادية ، مع التذكير بما ألحقته سياسات هذا الفريق الاقتصادية من أضرار وزيادة في المديونية العامة وتفشي الفساد وإهدار المال العام وتدهور مستوى معيشة المواطنين.
لذا تشدد الكتلة أن أي التزامات لم تقر وفق الأصول الدستورية والقانونية لا تلزم سوى أصحابها والقائمين بها.
5-إن شهر تموز من العام الماضي 2006 هو شهر استباح فيه العدو الصهيوني كل البلاد وشن بدعم وتغطية من معظم أدعياء الأنظمة الديمقراطية الغربية وبتواطوء من بعض النظام العربي المستكين ، أبشع حرب عدوانية إرهابية بهدف إخضاع اللبنانيين ومقاومتهم ونزع سلاح التصدي للاحتلال ، وقد تحطم فيه جبروت الصهاينة المعتدين وحماتهم الدوليين ، وخرج اللبنانيون ومقاومتهم بعد فشل الحرب أكثر صلابة واعتزازا وثقة بقوتهم وبجدوى خيارهم في الدفاع عن أرضهم .
لذا تدعو الكتلة جميع الفرقاء ليكون شهر تموز محطة لاستعادة الوحدة الوطنية التي تجلت مظاهرها أثناء مواجهة الغزاة الصهاينة ليؤكدوا جميعا أن للبنان عدواً واحداً هو العدو الصهيوني ، وأن على الجميع أن يحذروا من الغفلة عن هذه الحقيقة ومن إغراءات المتواطئين بالدعم والمساعدة لتزويرها ونسج عداوات مفتعلة لصرف الانتباه عن ا لعدو الحقيقي الذي ليس له مثيل في عنصريته وإرهابه ومخاطره.