التفاصيل
بيان كتلة الوفاء للمقاومة
عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الأول لهذه السنة الميلادية الجديدة, بمقرها في حارة حريك, وذلك بعد ظهر الخميس تاريخ 9 / 1 / 2014 برئاسة النائب محمد رعد وحضور أعضائها.
عرضت الكتلة للأحداث والتطورات التي شهدتها البلاد خلال الأسبوعين الماضيين وللتفجيرين الإرهابيين اللذين طاولا وسط العاصمة بيروت وحارة حريك في الضاحية الجنوبية واستهدفا الامن والاستقرار في لبنان واوقعا عدداً كبيراً من المواطنين بين شهيد وجريح فيما تضررت مبانٍ سكنية وتجارية وسيارات, وطرحت العديد من الأسئلة المشروعة عن مآل هذه الحال المتردية وعن سبل انهاء الانكشاف السياسي والأمني الذي يكاد يبلغ مداه مع اصرار فريق 14 آذار على شلّ عمل المجلس النيابي وتعطيل تشكيل الحكومة الجامعة ووضع العراقيل أمام اجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده ودفع البلاد نحو المنزلق الخطير..
وتوقفت الكتلة عند المساعي التي نشطت مؤخراً لتحريك ملف التأليف الحكومي فأكدت مواصلة تعاونها الإيجابي على أمل ملاقاة الفريق الآخر لتلك المساعي بإيجابية مماثلة..
وازاء تنامي خطر المجموعات الإرهابية التكفيرية وتداعيات غياب المنهجية العامة لمواجهتها شددت الكتلة على ضرورة تنسيق الجهود لمكافحة هذا الخطر خصوصاً مع تمدده الى أكثر من بلد أسيوي وأوروبي وأفريقي وبلوغه حد تهديد الأمن والاستقرار في دول كبرى كما حصل في فولغو غراد الروسية مؤخراً.
وفي ختام الاجتماع أصدرت الكتلة ما يلي :
1- تؤكد الكتلة ادانتها الشديدة لعملية التفجير الإرهابية التي أودت بحياة الوزير السابق محمد شطح وسائقه وعدد من المواطنين في وسط بيروت, وتشجب بشدة العملية الإرهابية التي نفذها في حارة حريك انتحاري بواسطة سيارته المفخخة والتي استهدفت المواطنين وأوقعت فيهم عدداً من الشهداء والجرحى وتسببت بأضرار وهدم في المباني السكنية والمحال التجارية والسيارات, وإذ تتقدم الكتلة من ذوي شهداء التفجيرين والأهالي المفجوعين بتعازيها الحارة وبمواساتها لهم بمصابهم الأليم وتتمنى للجرحى الشفاء العاجل, وللمتضررين الاهتمام الرسمي السريع برفع الضرر وتعويضهم, تعتبر أن حالة الوهن التي أصابت جسم الدولة وأجهزتها نتيجة الانقسام السياسي الحاد والاحتقان المتبادل بين مكونات أساسية من الشعب اللبناني, يجب تداركها سريعاً عبر اعتماد الواقعية والتزام الحوار والتخلي عن سياسة الاقصاء الواهمة وعن النزعة الإلغائية التي تتناقض مع ميثاق العيش المشترك والدستورولا تتناسب مطلقاً مع واقع التنوع في لبنانوالعيش الواحد الذي يتميز به والدور الحضاري الذي ينهض به شعبه.
2- تحيي الكتلة مقام مفتي الجمهورية اللبنانية وتستنكر ما تعرض له سماحته من اعتداء وتطاول, وتدعو الجميع من موقع النصح والمسؤولية الإسلامية والوطنية الى ضرورة حفظ حرمة المقامات الدينية وعدم السماح بالتجرؤعليها بأي شكل من الأشكال.
3-تأسف الكتلة لتفشي حالة الفلتان والفوضى التي تنمو في ظلالها ظواهر الاستقواء على الآخرين واستسهال التعدي عليهم وعلى حقوقهم وكراماتهم والتسرع دونما سبب لإيذائهم والنيل منهم.. ولعل حادثة احراق مكتبة السائح الثقافية للأب سروّج واطلاق الشائعات للتغطية وتبرير هذا الفعل المدان, وكذلك حوادث النهب والحرق واطلاق النار على أرجل المواطنين في طرابلس لمجرد انتمائهم المغاير هي أمور لا يكفي معها الاستنكار والشجب اللذين عبَّر عنهما بصدق فعاليات المدينة وأبناؤها, بل لابد من اجراءات عملية ضابطة رسمية وأهلية تَحُول دون تكرار مثل هذه الحوادث التي يرفضها قطعاً كل أبناء طرابلس الأعزاء.
4- تعرب الكتلة عن حرصها على تسهيل المساعي الوطنية الجادة لتشكيل حكومة سياسية جامعة تحظى بتوافق الأفرقاء, وتشدّد الكتلة على ضرورة التنبه لمخاطر الانزلاق الى مغامرة غير مسؤولة تعقد الأزمة وتعطل انجاز الاستحقاق الرئاسي, ذلك أن حكومة الأمر الواقع أياً كانت التسميات التي تطلق عليها هي حكومة فاقدة للشرعية الميثاقية والدستورية والوطنية ومناقضة للدستور واتفاق الطائف.
5- ترى الكتلة أن اللبنانيين جميعاً معنيِّون بواجب حماية لبنان من الخطر العدواني الاسرائيلي الذي يتهدد سيادته ووجوده ومن خطر الارهاب التكفيري الذي يتهدد هويته وفرادة العيش الواحد فيه, ولذلك فإن المسؤولية الوطنية والأخلاقية تقتضي منهم جميعاً الترفع عن الحسابات المذهبية والطائفية والمناطقية الضيقة والتوجه الجاد لبناء الدولة القوية والعادلة التي تنتظم فيها أدوار الجميع وتصان عبر مؤسساتها وقوانينها حقوق ومصالح وكرامات كل اللبنانيين, وتُعتمد من قِبَلها استراتيجية وطنية واقعية مُجْدِية تتكامل فيها أدوار الجيش والشعب والمقاومة للدفاع عن لبنان وحماية سيادتهعلى ترابه ومياهه وأجوائه.
كتلة الوفاء للمقاومة