التفاصيل
أوضح رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النيابية النائب محمد رعد أنه "علينا أن لا نستعجل الأمور في موضوع تشكيل الحكومة، وان بقاء مكون أساس خارج الحكومة في هذه المرحلة خصوصا اذا كان يحقق تمثيلاً وازناً للمسيحيين، فمعنى ذلك ان الحكومة قد يكون مشكوكا في ميثاقيتها. وعليه ينبغي ان نعطي لأنفسنا فرصة من أجل بذل جهود مخلصة لإستيعاب الجميع وللتوافق مع الجميع"، لافتا الى أن "الذي صبر تسعة اشهر على بعضهم، يمكن ان يصبر له تسعة ايام على بعضهم الآخر"، متابعا "واذا ما اكدنا حرصنا على ضرورة ان تكون الحكومة سياسية جامعة ، فلأننا نستشعر خطر التفكيك الذي ينتظرنا على ايدي الارهابيين التكفيريين".
وأشار النائب رعد خلال حفل تأبيني في بلدة الغازية الى أنه "لا يسعنا الا ان نقول لأهلنا أن ما نحن فيه يحتاج الى تبصر والى طول أناة والى حكمة في ادارة الشأن السياسي العام، فالعدو الاسرائيلي كففنا ايديه وجهوزيتنا في المقاومة كافية لردع اي عدوان يقدم عليه هذا العدو ويقظة اهلنا التي تتكامل مع جهوزية جيشنا ومقاومتنا تحبط كل محاولات هذا العدو للتسلل أو إختراق لحدودنا او انتهاك سيادتنا تماما كما حصل في العجيسة قبل ايام، ويقظة الأهالي في بلدة العديسة هي التي استندت الى جهوزية الجيش وثقة الأهالي بالجيش والمقاومة فارغم العدو على ان يخلي ارضنا ويبتعد عنها".
ورأى أن "هذه الدورة التكاملية والتنسيق
التكاملي بين الجيش والشعب والمقاومة يؤدي الى مثل هذه الانجازات ونحن نحرص على ان
يلتزم لبنان استراتيجية دفاعية وطنية تعترف وتقر بأن لا امكان للدفاع عن الوطن
وحفظ سيادته وكرامته الا من خلال هذه المعادلة الذهبية، معادلة الجيش والشعب
والمقاومة ولئن اخرنا النقاش في البيان الوزاري حتى لا ننغص على اللبنانيين ونأخذ
من وقتهم في ما هم ينتظرون ولادة حكومة ترعى شؤونهم، اراد البعض دون تبصر ان تكون
حكومة لا تفي بالغرض ولا تستطيع ادارة ازمة ولا رعاية شؤون وطن مأزوم في منطقة
تشهد اهتزازات في سوريا وفي مصر وفي ليبيا وفي تونس وفي العراق وفي اليمن وفي
معظزم بلداننا العربية التي تمزقها النزعات السلطوية والطموحات الفئوية لدى
السلطات الحاكمة ولدى بعض القوى الطامحة".
وتابع النائب رعد "قلنا منذ البداية نريد
حكومة سياسية جامعة وقال البعض لا نريد مشاركة لبعض الأفرقاء في تلك الحكومة
وصبرنا تسعة اشهر حتى تم التوافق على مبدأ تشكيل حكومة سياسية جامعة . جئنا الى
موضوع البيان الوزاري ايضا حتى نكسب الوقت ولا نضيعه على اللبنانيين الذين طال
انتظارهم للحكومة، قلنا نؤجل البيان الوزاري وسنجد في اللغة العربية ما يسعفنا في
التوصل الى مفردات ترضي وتوصل الى قواسم مشتركة".
واستطرد "طرح موضوع المداورة، بعض من
الكتل وافق على مبدأ المداورة وبعض آخر لم يوافق، ربما كان بود البعض ان يميل الى
اخراج حكومة سياسية تجمع فرقاء مختلفين لكن تستثني بعض الفرقاء اذا اصروا على
رفضهم لمبدأ المداورة وموقفنا هو التريث ومحاولة تدوير الزوايا كما فعلنا حين
قبلنا بمبدأ الحكومة السياسية الجامعة مع تقديم بعض التنازلات للإفراج عن الحكومة
التي نريدها ان تجمع كل مكونات اللبنانيين".
وأوضح أنه "لا نريد حكومة حيادية واهمة او
موهومة، ولا نرى فائدة من حكومة يقال عنها انها حكومة امر واقع واذا اردنا حكومة
سياسية جامعة، فلا يجوز ان نستخف ونستعجل الأمور ونقول بان المكون الفلاني يرفض ان
يشارك الا ومعه الحقيبة الفلانية فدعونا نصدر مراسيم الحكومة بالمكونات التي
توافقت، هذا يضر بمصلحة لبنان، وهذا يجهض ويفرغ مضمون "الجامعة" التي
اردنا ان يتصف به الحكم وان تتصف به الحكومة".
وإعتبر ان "التكفيريين ليس لهم طائفة، بل
هم اعداء للسنة قبل ان يكونوا اعداء للشيعة، وهم اعداء للمسيحيين واعداء للمسلمين
وهم اعداء حتى لأنفسهم لأن التكفيريين ينطلقون من مشاعر الغاية لكل الآخرين، وها
هم يلغون بعضهم بعضا، في ظرف عشرين يوما قتلاهم تجاوزوا الـ1500 قتيل، بين
مجموعاتهم التي تتقاتل على النفوذ هل تتصورون ان رفاق سلاح يتقاتلون على المحور
الواحد الذي يتصدون فيه لعدو مشتكر كما يزعمون يمكن ان نيشأ بينهم نزاع ودماء
وتقاتل يفض الى استخدام 17 عملية انتحارية خلال عشرة ايام فيما بينهم".
وختم النائب رعد "إن موقفنا الواعي
والحريص والمتزن هو الذي يصون وحدة لبنان ويفتح رغم كل الآلام وكل الشهداء وكل
القتل المجاني الذي يصيب اهلنا في الضاحية وفي الهرمل وعبر القصف الصاروخي الذي
يأتينا الى البقاع ، رغم كل ذلك منطقنا وموقفنا هو الذي يحفظ وحدة شعبنا، اما اذا
اراد من يراهن على دعم هؤلاء التكفيريين حتى يفلت الملق ويهجم الناس على بعضهم
البعض وحتى تكحون فتنة لا يعرف احد مداها وتداعياتها السلبية ، هذا الأمر اذا كان
هو محل رهان من يوظف هؤلاء الارهابيين ، فلن نوصله لهذه على الاطلاق، لأننا قوم
صبّر على الأذى ونملك رؤية واضحة".