بيان كتلة الوفاء للمقاومة بتاريخ 30/1/2008

التفاصيل


بـيـان كـتلـة الـوفاء للمقاومـة

عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري ظهر اليوم الأربعاء بتاريخ 30/01/2008 برئاسة النائب محمد رعد وحضور أعضائها.

وقف المجتمعون في مستهل الاجتماع إجلالاً لأرواح الشهداء المظلومين الذين قضوا في الجريمة المريبة بحق المواطنين عند تقاطع كنيسة مار مخايل ــ الشيّاح وأعربوا عن تعازيهم الحارة للعوائل المفجوعة وللأهالي المذهولين ، كما تمنوا للجرحى والمصابين الشفاء العاجل مؤكدين ضرورة تحديد المسؤوليات فيما حدث ومعاقبة الجناة المرتكبين.

ثم عرضت الكتلة للوقائع والمعطيات التي توفرت لديها من مصادر متعددة، وخلصت إلى قناعة تامة بأنه لم يكن هناك من مبرر على الإطلاق لاستخدام الجيش الرصاص الحي ضد مواطنين عزّل تم التصويب نحو رؤوسهم وصدورهم وأوقع منهم سبعة شهداء وعشرات الجرحى .

وبعد التداول حصراً في جريمة يوم الأحد الأسود أصدرت الكتلة البيان التالي:

1 _ إن الاحتجاج الشعبي حق دستوري ووطني وإنساني مشروع لا يجوز لأحد المس به بأي شكل من الأشكال.

وإن الضائقة المعيشية الخانقة والتقنين الاستنسابي للكهرباء والتقصير الفاضح للسلطة وسوء إدارتها وفسادها، هي مبررات كافية لتفهّم دوافع المواطنين العفوية للتعبير عن سخطهم واستنكارهم، مهما يكن تقييم القوى السياسية لجدوى أسلوب التعبير المعتمد ضمن الإطار المدني.

كما أن استياء فريق السلطة من رفض المواطنين لسياساته الظالمة، لا يلغي على الإطلاق حقهم في التجمع والاعتصام وحتى التظاهر تعبيراً عن مطالبهم المشروعة والمحقّة.

وإن افتراض أو توهّم وجود خلفية سياسية أو اتهامٍ بمخالفة ما للنظام لا يجيز لقوى السلطة الأمنية بأي وجه من الوجوه إطلاق النار عليهم وقتلهم،وخاصة أن هناك تكراراً لاستسهال القتل الرسمي للناس ،وهو أمرٌ لم يعد بالإمكان تحمله أو الصبر عليه أو القبول بأي تساهل مع مسببيه ومرتكبيه.

2 _ إن القوة الأمنية التي تصدت للمواطنين المدنيين بإطلاق النار عليهم، كان لديها بالتأكيد أكثر من خيار متاح للتعاطي مع احتجاج الناس يغنيها عن التورط في القتل المباشر الذي أكدته الإصابات في أجساد الشهداء الجرحى.

وإنَّ تَطَوُّعَ بعض رموز قوى السلطة لمهمة تبرير قتل المواطنين ليس إلا مزايدة رخيصة تؤكد مدى استخفاف هؤلاء بأرواح اللبنانيين وتكشف عما في صدورهم من دفائن ، وحبذا لو كان تبرع هذا البعض بالاشمئزاز على الأقل من مشهد القتل المباشر للضحايا البريئة كما فعلوا لدى سماعهم بضع كلمات عن أشلاء الغزاة الصهاينة .

3 _ إن المشاهد الحيّة التي بثها بعض وسائل الإعلام المرئية تؤكد فظاعة وبشاعة وعدم قانونية الطريقة التي تعاطت بها القوة الأمنية الرسمية أو بعضها على الأقل مع المواطنين العزّل ، فضلاً عن أن صور القناصة وهم يطلقون النار من فوق السطوح على الناس المدنيين ، يذكّر اللبنانيين بما لا يرتضون تذكّره  إطلاقاً.

4 _ إن لغة التحريض التي استخدمتها قوى السلطة في بيانها وعبر أبواقها الإعلامية لإذكاء نار الفتنة بين المواطنين في مناطقهم المتجاورة في الشيّاح وعين الرمانة من خلال ترويج الادعاءات الكاذبة وبث الشائعات وإثارة الهواجس الدفينة والبغيضة، كل ذلك ينضوي في سياق رهان فريق السلطة على طعن العيش المشترك الذي تتمسك به المعارضة وتدين كل من يتعرض له ، كما يكشف عن مدى حنق وغيظ هذا الفريق من متانة التفاهم القائم بين حزب الله والتيار الوطني الحر اللذين يشكلان مع بقية أطياف المعارضة الضمانة الحقيقية للوحدة الوطنية التي لن تنال منها الافتراءات وخصوصاً تلك التي يطرحها من يريد ابتزاز المسيحيين وتخويفهم ليفرض نفسه وصيّاً عليهم.

5 _ إن مؤسسة الجيش اللبناني التي نحرص عليها كل الحرص، ونقف إلى جانبها ضد كل المحاولات الخبيثة المتذاكية التي تستهدف عملياً تغيير عقيدتها القتالية الوطنية التي تشكل ضمانة لوحدتها وللأمن والاستقرار في البلاد ، نهيب بقيادتها أن تمضي بجدية في التحقيق بما جرى يوم الأحد الفائت ، وتعمل على تحديد المسؤوليات وإحالة المرتكبين أيّاً كانوا إلى القضاء المختص حتى تبقى هذه المؤسسة منزّهة عما يريد أعداء الوطن زجّها فيه واستدراجها إليه .