بيان كتلة الوفاء للمقاومة بتاريخ 30/4/2008

التفاصيل


بيان كتلة الوفاء للمقاومة


عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري ظهر اليوم الأربعاء بتاريخ 30/04/2008   برئاسة النائب محمد رعد وحضور أعضائها.

تم التداول في المعطيات المتوافرة حول مسار الدعوة إلى طاولة الحوار والأصداء والمواقف التي صدرت حتى الآن عن الأطراف المعنية محلياً وإقليمياً ودولياً وجرى تقييم شامل لها خلص إلى تأكيد قناعة الكتلة بأن القوى الدولية والإقليمية الداعمة لفريق السلطة لا تزال تعرقل كل محاولة للتوصل إلى تسوية وفاقية متكاملة تُخرج البلاد من دائرة التحكم والسيطرة والوصاية الأمريكية .

ورأت الكتلة أن المرونة التي أبداها الرئيس نبيه بري والمعارضة ، قابلها فريق السلطة بالتشاطر المناور والمنطوي عملياً على رفض الحوار حول السلة المتكاملة والإصرار على التزام الانتقائية والتجزئة وصولاً إلى مصادرة موقع رئاسة الجمهورية تحت ذريعة وعنوان التوافق حول شخص الرئيس ، بعيداً عن الإقرار بمبدأ المشاركة الذي يمثل جوهر وثيقة الوفاق الوطني .

وتوقفت الكتلة بمناسبة عيد العمال في الأول من شهر أيّار عند ما يعانيه اللبنانيون من ضغط الوضع المعيشي والاقتصادي المتفاقم وارتفاع موجة الغلاء وفلتان الأسعار وتدني مستوى الأجور، وسياسة التجاهل واللامبالاة التي يعتمدها فريق السلطة إزاء مطالب المعلّمين والاتحاد العمالي العام، مُعتبرة أنّ هذه الأمور تُنذر بأسوأ انفجار اجتماعي قد تشهده البلاد ما لم يتدارك بجملة من الإجراءات الضرورية والعاجلة ريثما يستعيد الوفاق السياسي المطلوب عمل المؤسسات الدستورية وفق رؤية شاملة ومتكاملة ومتوازنة .

وأبدت الكتلة قلقها الكبير من التآمر الدولي والصمت العربي المريب إزاء المجازر الإرهابية اليومية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المحاصر في سياق أبشع عملية إبادة جماعية يشهدها العصر على أيدي الإرهاب الصهيوني المنظم والمدعوم من أكثر الإدارات الأمريكية توحشاً وعدوانية .

وإذ أكدت الكتلة إدانتها وشجبها للعدو الصهيوني وممارساته الإرهابية، دعت إلى صرخة شعبية وبرلمانية عربية والضغط على الحكومات للإقلاع عن صمتها وعن نهج المساومة المذلّة على حق الشعب الفلسطيني في أرضه وتقرير مصيره.

وفي ختام اجتماعها أصدرت الكتلة البيان التالي:


1 _ إن الدعوة الحوارية التي أطلقها الرئيس نبيه بري حول جدول أعمال محدد ،  هي فرصة إنقاذية جديدة، لا يجوز إغراقها بشروط الموالاة،كما لا يجوز تجزئتها بهدف تعطيلها، وإن الضمانة الوحيدة المتاحة للوصول إلى انتخاب رئيس الجمهورية هو التفاهم الكامل حول كل بنود جدول أعمال الحوار المطروح .وتعتبر الكتلة أنَّ فريق الموالاة لم يتخذ موقفاً ايجابياً من الدعوة إلى الحوار ، وهو لازال يرفضه حتى الآن التزاماً منه  بإملاءات أصحاب النفوذ الدوليين الذين لا يريدون الحل.


2_ إن الوفاق اللبناني هو الأولوية التي ينبغي أن تحكم كل المسائل الأخرى دون أي تشاطر أو تذاكي في غير محله ، وإن أصل الأزمة هو في تنكر فريق السلطة للشراكة الوطنية والحل منحصر في العودة إلى الالتزام أولاً بهذه الشراكة .

إن خطيئة الإصرار على تغييب طائفة بكاملها وتهميش طائفة أخرى في السلطة التنفيذية دون أن يرف جفن لرئيس فريق السلطة ، لا يغفرها ولا يشفع لها عند اللبنانيين التباكي المخادع على الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية.


3_ إن التصريحات والمواقف الصادرة عن مواقع إقليمية مسؤولة والتي تتجاهل المعطيات الموضوعية للأزمة، لا يمكن أن تخدم إلا تعطيل الحلول وعرقلة المساعي الهادفة إلى تحقيق التسوية المقبولة والواقعية.


4 _ إن الاستجابة لمطالب الاتحاد العمالي والعاملين في القطاع العام  باتت أمراً ملحّاً وواجباً وطنياً، وإن التصدي لموجة الغلاء الفاحش وفلتان الأسعار وجشع المحتكرين وتدني الحد الأدنى للأجور هي مسؤولية فريق السلطة الذي يعطّل بسبب تفرّده واستئثاره انتظام عمل المؤسسات الدستورية المعنية جميعاً بمعالجة مشكلات المواطنين.


5ــ لقد ثبت بما لا يقبل الشك أن نموذج المقاومة قد نجح في تحرير الأرض وإرباك العدو وكبح مشروع الهيمنة الأمريكية الصهيونية على المنطقة ، وإن شعوب الأمة قد احتضنت عملياً هذا النموذج وأكدت التزامها به ودعمها له واعتماده خياراً وطنياً وقومياً يحقق العزّة  والكرامة ويكون بالتأكيد أقل كلفة من التبعية والارتهان للطامعين والغزاة.


6ــ إن الكيان الصهيوني الذي يتهيأ للاحتفال بالذكرى الستين لاغتصابه أرض فلسطين وتشريد شعبها، يشكّل وصمة عار على جبين كل العالم الذي يعترف بشرعيته ويغطي بهذا الاعتراف كل جرائمه وممارساته الإرهابية، وإن التوجه الأمريكي لإعلان يهودية الكيان الصهيوني هو تكريس لعنصرية هذا الكيان وتآمر مجرم لتشريد بقية الفلسطينيين من داخل أراضي الــ  48 ما يُفضي إلى نكبة جديدة ستكون ثمرة نهج العجز والتنازل الذي اعتمده العديد من الأنظمة في منطقتنا خلال كل الفترة الماضية،فضلاً عن أنه سيشكل دليلاً إضافياً على أكذوبة الأمن والاستقرار الّلذين تبشّر بهما الراعية الأمريكية لتطبيع علاقات الكيان الصهيوني في المنطقة العربية.