نواف الموسوي: لولا شهداء المقاومة لكان حالنا اليوم حال أهل الموصل

كلمات مفتاحية: لقاءات وانشطة

التفاصيل


رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي أن "المشهد هو نفسه بين ما حصل في حرب تموز العام 2006 وما يحصل في غزة المقاومة والجريحة وفي فلسطين المضحية والمجاهدة، فغزة اليوم تقف بلحمها وسلاحها رافضة الإنهزام أمام العدو الصهيوني وتقاتل بما قيد لها من سلاح ومن إباء وعزة وشموخ، ونحن على ثقة أن أهلنا في غزة منتصرون وبأن المقاومة قد أنجزت انتصارها، ففي العام 2006 هزمنا العدو الإسرائيلي وكسرنا قدرة جيشه على تحقيق الإنتصار وأظهرنا أن الكيان الصهيوني لا يمكن أن يكون قلعة حصينة للشتات الصهيوني".


وقال خلال احتفال تأبيني في حسينية بلدة السماعية الجنوبية: "المقاومة في غزة حققت اليوم إنجازا وانتصارا استراتيجيا يتمثل في أن هذا الكيان الصهيوني لم يعد آمنا في أي منطقة من مناطقه، ففي حين أنهم يحدثوننا بمبالغة عن فعالية القبة الحديدية إلا أننا نجد أن هذه القبة لم تقدم أمانا لسكان الكيان الصهيوني فلا زالوا مضطرين عند كل صافرة إنذار أن يخلوا بيوتهم وأن ينزلوا إلى الملاجئ، لذلك فإننا بدأنا نشهد منذ الآن استعدادا إسرائيليا جديا لترك الكيان الصهيوني والعودة إلى الشتات لأن إسرائيل التي قدمت على أنها ملاذ آمن وقلعة حصينة أظهرت المقاومة أنها لم تعد كذلك، وبالتالي فإنه ليس بإمكان العدو أن يتحدث عن أي انتصار له في غزة فهو لم يتمكن من إيقاف القذائف والصواريخ المنهمرة على الكيان الصهيوني وهي لا زالت تنهمر إلى ما قبل وقف إطلاق النار الذي أسقطه العدو الصهيوني مرة أخرى، كما أنه لم يستطع القضاء على أنفاق المقاومة التي لا زالت فعالة حتى تلك التي زعم أنها اكتشفت، فنفس نفق ناحل عوز الذي استخدم وانكشف وعاد المقاومون واستخدموه مرة أخرى لأنه كالشجرة له فروع متعددة".

أضاف: "ما يحصل في غزة يثبت أن المقاومة هي خيار حقيقي وفعال وذا جدوى وأنه بإمكان المقاومة في لبنان أن تحقق من الإنتصارات ما لا يستطيع العدو أن يتخيله، فهو لم يكن يتوقع أن يقتل له حتى الآن 64 جنديا بما قد اعترف بنفسه، فالعدو الإسرائيلي الذي لم يكن قادرا على توقع ما في غزة وهي محاطة من جميع جوانبها بالحصار الإسرائيلي وطائرات الإستطلاع والأقمار الاصطناعية فضلا عن المخابرات البشرية هو حتما ليس قادرا على توقع ما تمتلك المقاومة في لبنان، لذلك فإننا ندعو اللبنانيين اليوم، وهم يرون قدرات المقاومة الفلسطينية على تكبيد العدو الصهيوني خسائر استراتيجية ومذلة، إلى الثقة بالمقاومة في لبنان القادرة بالفعل على وضع الكيان الصهيوني على حافة الإندثار، فهي قادرة بفعل التجربة على الدفاع عن لبنان وعن وجوده وسكانه وأهله وشعبه، ولذلك يجب أن نمنحها كل الثقة في ما تقوم به من إجراءات وتدابير لم يكن الهدف منها إلا حماية لبنان".

وتابع: "إن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع ادعاء أي صورة للانتصار فهو لا يمتلك سوى صور قتل الأطفال والنساء، وحتى أن الجيوش الحليفة للعدو الصهيوني باتت تنظر إليه بازدراء واحتقار لأن هذا الجيش تبين أنه لا يستطيع سوى أن يقتل الأطفال والنساء، لكنه في ساحة المواجهة مع المقاومين يبكي ويولول بناء على الصورة التي تظهر من هناك، ومن هنا فإن العالم العربي بأسره ومن ضمنه اللبنانيين الذين باتوا يعرفون أنه لا سبيل لتحقيق الإنتصار على العدو وحماية وطننا إلا المقاومة".

وقال: "لا يمكن حماية لبنان من الخطر التكفيري إلا بهزيمة المجموعات التكفيرية واستئصالها لأنه ينبغي ألا يكون لها في لبنان أو في الجوار بنية تحتية تسمح لها بالإنقلاب أو بالقيام باجتياح مفاجئ، ونحن في هذا الصدد نتحمل مسؤولياتنا بالإضافة إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية والجيش اللبناني في الطليعة في مواجهة خطر هذه المجموعات على لبنان، لكن اللبنانيين الذين رأوا تهجير المسيحيين وغيرهم من الموصل يعرفون أن التطمينات الدولية لا تسمن ولا تغني من جوع، ففرنسا لم تفعل في مواجهة تهجير مسيحيي الموصل أكثر من أنها أعلنت استعدادها لإستقبال النازحين على أرضها، ونحن بتنا ندرك اليوم أكثر من أي وقت مضى أن ما اتخذناه من قرار في الدفاع عن المقاومة وعن لبنان كان في محله ولولا شهداء المقاومة لكان حالنا اليوم مع اللبنانيين جميعا حال أهل الموصل وربما من دون أن نجد رئيس دولة ينظر إلينا ويعلن عن استعداده لاستقبالنا على أراضيه".

أضاف: "ننوه بالمبادرة الوطنية القومية التي قام بها دولة الرئيس نبيه بري بدعوة المجلس النيابي إلى الإنعقاد من أجل غزة والموصل والمسيحيين فيها، كما ننوه بقبول الكتل النيابية على اختلافها هذه المبادرة والتعامل معها إيجابا، ولكننا وإذ نحيي تجاوب الكتل النيابية مع المبادرة التي تعلقت بأشقائنا في فلسطين والعراق نسأل: أولستم مدعوين بصورة أولى إلى عقد جلسة للمجلس النيابي من أجل الإهتمام بالقضايا الأساسية التي تهم اللبنانيين؟ لماذا لا تبادر الكتل النيابية إلى تلبية دعوة الرئيس إلى جلسة تشريعية للبت بسلسلة الرتب والرواتب التي يتوقف عليها مصير أبناء اللبنانيين جميعا ومصير فئة أساسية من اللبنانيين، لذلك فإننا ندعو الكتل إلى أن تبدي الإيجابية نفسها التي أبدتها تجاه غزة والموصل وأن تبادر إلى تلبية مبادرة سلسلة الرتب والرواتب وقوننة الإنفاق الحكومي، فالآن نستطيع أن نأخذ من الإحتياط ولكن في الشهر المقبل لا يوجد لدينا احتياط ولا يمكن للانفاق الحكومي أن يتم بصورة غير قانونية، وبالتالي فإن إقفال المجلس النيابي بات يهدد حياة اللبنانيين في مصيرهم ومستقبلهم ومعيشتهم، وبالتالي فإن الإستمرار في تعطيل المجلس النيابي ومنع المجلس النيابي من القيام بسلطته التشريعية والرقابية على الحكومة هو أمر غير مبرر ويضر بمصالح اللبنانيين جميعا ولا بد من العودة عنه وعقد جلسات في المجلس النيابي".

وختم الموسوي: "إننا وإذ نرى مجددا أن عائلات لبنانية تذهب ضحية كارثة جوية، فإننا نتوجه إلى شركة الطيران الوطنية لتوفير الخطوط الجوية للمغتربين في أفريقيا الذين يضطرون إلى البحث عن هذا الخط أو ذاك، فهي لا تستطيع التذرع بعدم جدوى فتح خطوط طيران جديدة بأنها غير مجدية، وهذا أثبتنا عكسه بوثائق ناقشناها مع الشركة تتعلق بأرقام المسافرين على مدى العام، ونحن في هذا الإطار إنما نضم صوتنا إلى صوت الرئيس بري بدعوة شركة الطيران الوطنية إلى مد خطوط جوية لائقة ومريحة وآمنة للمغتربين في أفريقيا".