التفاصيل
رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي "اننا ما زلنا في مرحلة الشلل التي تعيش فيها الدولة، نظرا للأوضاع السياسية والدستورية المعروفة، ولكن ذلك لا يعفي أحدا في لبنان من أن يعي خطورة الهجوم التكفيري الذي يحيط بالمنطقة بأسرها، فالعالم اليوم يجمع شرقا وغربا على أن المجموعات التكفيرية تشكل تهديدا لأمن المنطقة والعالم وسلامتهما، ولذلك بدأت الأمم والشعوب تتحرك من أجل مواجهة الخطر التكفيري والقضاء عليه، ونسأل هل ما زال أحد في لبنان غير قادر على الإرتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية بل الإقليمية والدولية في تشخيص خطورة الهجوم التكفيري وفي الإنخراط من أجل مواجهته بقوة".
وسأل في احتفال تكريمي للفقيد الفنان موسى طيبا
في حسينية بلدة قانا، بحضور عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب عبد
المجيد صالح وفاعليات "ألا يجدر ببعض المسؤولين في الدولة اللبنانية أن
يرتفعوا من مستوى لغة الزواريب والأزقة والمحاور ليتحدثوا بلغة رجالات الدولة
الذين يدعون قواها المختلفة الرسمية وغير الرسمية إلى التوحد في مواجهة الخطر
التكفيري، فلم يعد جائزا بعد اليوم خصوصا للمسؤولين في الدولة أن يعتمدوا خطابا
ملتبسا ومشوشا ومضللا في مقاربة داعش وأمثالها من المجموعات التكفيرية، فداعش تشبه
الفكر الذي خرجت منه، وممارستها تشبه من أسسها وأطلقها ومولها وصنع فكرها ودربها،
وأما كيل الإتهامات في هذا الاتجاه أو ذاك فهو ديدن أهل المحاور وليس من شيم
رجالات الدولة".
اضاف: "إن رجل الدولة في هذا الوقت بالذات، يجب
أن يكون لسان قوله ولسان حاله العمل من أجل توحيد اللبنانيين رغم اختلافاتهم
السياسية، من أجل أن يكونوا جبهة موحدة قادرة على هزيمة تنظيم داعش وأشباهه من
التنظيمات الإرهابية التي تهدد لبنان والمنطقة بل العالم بأسره، فحلفاؤك في
الإقليم أيها المسؤول في الدولة يعدون العدة الثقافية والعسكرية والسياسية لمواجهة
داعش، وأنت تضلل بخطاب لا يميز بدقة بين مسؤولية وطنية وبين انغماس في لغة من
شأنها أن تصدع الوحدة الوطنية، وأحد حلفائك ألا وهو رئيس الوزراء البريطاني يتخوف
من أن تقوم داعش بتفجيرات وقتل في العاصمة البريطانية، وبالأمس أيضا قال وزير
الدفاع الأميركي أن داعش تشكل تهديدا لم تشكله حتى القاعدة من قبل، فهم جميعا
يتحركون ويعملون معا لمواجهة هذا الخطر، في حين أن البعض في لبنان لا سيما من هو
في موقع المسؤولية يظل يتحدث بلغة الحريص على من هو في شارعه الصغير".
وتوجه الى المسؤولين قائلا: "إنك أيها
المسؤول في الدولة، لست مسؤولا عن محور أو شارع في هذه المدينة أو تلك أو في هذا
الحي أو غيره، بل إنك مسؤول في الدولة اللبنانية التي تواجه خطر الهجوم الداعشي،
ميدانيا وثقافيا وعسكريا وأمنيا وسياسيا،
لذلك نحن لا نريد أن نخوض سجالا مع أحد، بل إن ما نسعى إليه كان وما زال توحيد
القوى السياسية اللبنانية جميعا، ونحن في هذا المجال ندعو الجميع في لبنان من أجل
تنحية الخلافات السياسية وأن يتصرفوا من موقع ما تمليه المسؤولية الوطنية
والإنسانية لا أن يغرقوا في لغة ضيقة مضللة لا تتسبب سوى في تقوية داعش وما
يشابهها من التنظيمات المتطرفة".
اضاف: "إننا بوقفتنا اليوم نؤدي إلى فقيدنا
العزيز بعضا من الوفاء على ما قدمه في مسيرته وإبداعه، فنحن نشعر بأننا نحمل
مسؤولية تكريم المبدع وتخليد ذكراه لأن إبداعه أيا كان نوعه، فإنه ابن هذه الثقافة
العاملية التي تتميز بالإنتماء إلى أهل البيت وإلى الجهاد والمقاومة، فأيا ما أنتج
المبدع لا بد أن تعثر في إنتاجه على نقاط دم من عاشوراء والمقاومة.
إننا لا نعتقد أن إحياء ذكرى اسبوع فقيدنا المبدع
كاف من أجل أن نوفيه حقه، بل إن لمبدعنا العزيز الفنان موسى طيبا حقا على الدولة
اللبنانية بأركانها كافة بأن تؤديه تجاهه كواجب العرفان بالجميل، وذلك عبر قيام
وزارة الثقافة بدراسة ما يمكن القيام به في هذا المجال، من خلال عرض أعمال المبدع
في يوم سنوي أو إصدار طابع باسمه أو غيرها من الأفكار، التي يفترض أن تنهض بها
الدولة اللبنانية لتخليد رموزها من المبدعين" .
بدوره قال رئيس بلدية قانا صلاح سلامي: "إن
الفنان موسى طيبا قد رحل جسدا وسيبقى حاضرا في أهله وأصدقائه ووطنه، عبر لوحاته
التي حملت وعبرت عن كل أطياف الحياة، وهو كان رجلا ملهما ومبدعا ينقر دائما على كف
الوجع حتى جعل في عمره القصير فجر الإبداع وشمس النبالة يشرقان من قانا ويسريان
إلى لبنان ومن ثم إلى العالم أجمع".
وألقى شقيق الفقيد علي طيبا كلمة بإسم العائلة
رثى فيها الفقيد، وقال: "لم يخطر ببالي يوما ما أن أقف هذه الوقفة الرهيبة
لأرثي أحدا من الأحبة الراحلين، لأنني تعودت على وداع الغوالي بصمت قاتل أو بدمعة
حزن تكوي حنايا الفؤاد وتترك في الحشا لظى يستعر على مدى العمر"، شاكرا كل من
شارك العائلة بمصابها الأليم.
اشارة الى أن الفنان موسى طيبا توفي في فرنسا عن
عمر ناهز ال 75 سنة أمضى معظمها في العطاء الفني، وتعتبر وفاته خسارة كبيرة
للثقافة التشكيلية الراقية في لبنان، ولكن في الوقت نفسه رحيله خسارة لهذه الثقافة
على مستوى العالم.