التفاصيل
أشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة الحميري الجنوبية الى انه "لولا المقاومة ومجتمعها وشعبها ما كان للإنتماء إلى لبنان الوطن القيمة التي عليها الآن، ففي وقت من الأوقات كان الإنتماء إليه يعني انتماءً إلى بلد سياحي يقدّم الخدمات، ولكننا نحن غيّرنا هذا المفهوم من كونه انتماء إلى خدمات تقدم في المجال السياحي والمصرفي إلى انتماء لوطن يعلّم المستضعفين كيف يبني عزّته وكرامته بإرادته بعد أن حرّر أرضه وشعبه بمقاومته، ولذلك من يبحث عن المصادر التي تحدد من ينتمي إلى هذا الوطن ومن لا ينتمي إليه فإن مرجعه عند المقاومة، لأن من انتمى إليها وواكبها وحضنها وسار في نهجها هو المواطن الأول الذي من موقعه يعطي شرف المواطنة لأي أحد آخر".
ولفت الى
ان "المقاومة بظهورها حوّلت لبنان المستضعف إلى قوي، وبات لكلمة لبناني معنىً
آخر، فلبنان الذي كان يقول عنه أحد قادة العدو أنه يكفي لمواجهته إستخدام الفرقة
الموسيقى العسكرية أصبح له مع المقاومة معنى الوطن الحقيقي لا كما كان من قبل
مصرفاً وفندقاً وما إلى ذلك، وإننا ندين بهذا المفهوم الجديد للوطن إلى أمهات
الشهداء والمجاهدين الذين بصبرهم وبتضحياتهم صنعنا هذا المعنى الجديد للإنتماء
الوطني الذي لا ينتظر شهادة من أحد بل يعطي الشهادة للجميع"، مضيفاً
"إننا لم نكتف بتحمل مسؤولياتنا في مواجهة العدو الصهيوني، بل آلينا على
أنفسنا أن نذود عن وطننا في وجه أي عدوان يُشن عليه، ولذلك كما كنا طليعة
المقاومين للعدو الصهيوني واحتلاله وعدوانه كنّا طليعة المواجهين للإرهاب التكفيري
وعدوانه الذي يتهدد وطننا وجوداً وكياناً وجماعات وأفراد، ومن هنا نعيد التذكير
بأن قضيتنا الأساس كانت وتبقى مقاومة العدو الصهيوني، وما مواجهتنا للعدو التكفيري
إلاّ من باب كونه أداة للعدو الصهيوني، حيث أن التكفيريين يلتقون معه في فكره
وأدواته وغاياته التي تتمثّل في تدمير النسيج الإجتماعي السياسي لمجتمعاتنا
العربية وتحويل المنطقة إلى أشلاء يتنازعها الذئاب على اختلاف انتماءاتها".
وشدد على إن "المقاومة ستبقى هي القضية الأساس والتي من أجلها نبذل الجهد كله، وبحمد الله تعالى تمكّنا من أن نحدث في كل عام وفي كل مرحلة زمنية تطوراً يدفع بها إلى الأمام، فالعدو الإسرائيلي بعد حرب تموز عام 2006 اعتبر أن الإنجاز الأساسي الذي كرسه هو أنه تمكن من ردع المقاومة عن القيام بعمليات ضده، ولكن المقاومة بيّنت أنها حاضرة لمواجهته من خلال العملية التي قامت بها في مزارع شبعا في لحظة استنفاره القصوى، وأنزلت به الخسائر والهزيمة، وهذا يؤكد أن المقاومة ليست مردوعة، بل إن العدو الصهيوني هو من كان مردوعاً هذه المرة".
وأضاف "إننا نقول للبعض الذين زايدوا خصوصاً في الإعلام الممول من أنظمة عربية بأننا نواجه العدو ونخوض معه حرباً من جهة ونعلن من جهة أخرى أننا لسنا في صدد الحرب، فإن المقاومة من الناحية العسكرية تعني القيام بعمليات مشاغلة للعدو المحتل بوتائر منخفضة واستنزافه لدفعه إلى الهزيمة والإندحار، فالحروب التي تخوضها المقاومة اصطلاحها العسكري هو الحرب اللا تناظرية التي ليس فيها تكافؤ بالأدوات ولا بموازين القوى مع العدو، وفي هذه الحرب يحرص المقاومون على عدم إيصال المواجهة إلى حرب تدميرية شاملة، ولكنهم يكونون مستعدين لمواجهتها، وفي هذا المجال فإن المقاومة في قتالها ضد الإحتلال لم تكن ولا في أي وقت من الأوقات في صدد إيقاظ حرب، بل إن الحروب التي شنّت على لبنان كانت بفعل قرار أميركي إسرائيلي وبتغطية أميركية".
وقال: "إننا منسجمون مع أنفسنا في انتهاجنا للمقاومة على أساس خوض حرب ليست كلاسيكية وإنما حرب تضع المقاومة فيها شروط مواجهتها، وقد نجحنا في ذلك، ونحرص على أن نكون ناجحين في ذلك، ولكن إذا فرضت الحرب علينا فهي لا تكون رداً على عملية ما، وإنما تكون قراراً سياسياً كبيراً يبدأ من واشنطن وينتهي في تل أبيب، فالمعارك لا تبدأ بقرار إسرائيلي منفرد، ولذلك فإن الذين يرفعون أصواتهم أحياناً عليهم أن يقرأوا الواقع السياسي جيداً، وأن لا يسمحوا بإظهار الموقف اللبناني على قدرٍ من الضعف الذي قد يغري العدو بممارسة قدر أكبر من العنف، فالمقاومة هي أكثر من هو واقعي في قراءة الموقف الإسرائيلي والدولي والميداني، وأكثر من هو حريص على أهله وشعبه، وبالتالي لا داعي لأي أحد أن يشعر بقلق يعبّر عنه سواء كان صادراً عن إرادة طيبة أو عن إرادة المساجلة مع المقاومة".
وأكد
"حرصنا على عيشنا مع اللبنانيين جميعاً حتى مع الذين نختلف معهم، نؤكد
أيضاً أن ما يجمع بيننا في انتمائنا الوطني هو أكبر بكثير مما يفرّق، وإذا
كان هناك من فروقات أو خلافات وهي موجودة فإن طريقها الوحيد هو الحوار لا السجال
السياسي ولا التحريض الإعلامي، ولذلك نأمل أن تترسخ إرادة الحوار لدى الجميع وأن
ننقل خلافاتنا إلى طاولة الحوار لا أن تبقى في الوسائل الإعلامية".