الموسوي : من يعتبر أن الحوار والحكومة حاجة لحزب الله واهم

كلمات مفتاحية: لقاءات وانشطة

التفاصيل


اقام حزب الله احتفال تكريمي لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد محمد مصطفى حجيج في حسينية بلدة دير انطار الجنوبية بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.


والقى عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي كلمة قال فيها :"كما أنه في أي زمان يحرص الطاغوت في القضاء على الكلمة الحق التي تقف في وجهه، ويسعى سعيه ويكد كده من أجل القضاء على كلمة الحق هذه، فنحن في لبنان ومنذ سنوات تتعرض كلمة الحق التي اسمها المقاومة إلى عدوان أميركي إسرائيلي سعودي يهدف إلى القضاء عليها، وقد جرب هؤلاء العدوان السياسي عبر الاحتواء ففشلوا، ثم جربوا العدوان العسكري الوحشي في عام 2006 ففشلوا، ثم جربوا عبر المفاوضات وابتزاز المقاومة بعودة أهلها إلى الجنوب وفشلوا، ثم عادوا بعدوانهم ليدخلوا إلى سوريا من وراء ظهر المقاومة ليطعنوها بظهرها، فثبتنا وصمدنا ومنعناهم من أن يسقطوا الموقع السوري المقاوم، أو أن يجتاحوا لبنان ليعيثوا به فسادا وخرابا".

اضاف: "إن هذا العدوان الأميركي الإسرائيلي السعودي لم يتوقف ولا زال مستمرا على المستوى السياسي والإعلامي، وما الأصوات التي سمعناها بالأمس وهي تبث حقدها على المقاومة إلا جزء من العرض الدائم للوكيل المحلي للعدوان الأميركي الإسرائيلي السعودي، وهذا ما اعتاد وكلاء العدوان المحليون على القيام به، وهم إذا عجزوا عن أن يطفئوا نور المقاومة بأيديهم فيريدون أن يطفئوا نورها بألسنتهم، ولكن هيهات هيهات أن يتمكن هؤلاء بكلماتهم الحاقدة من أن ينالوا من هذا الطود الشامخ الذي هو المقاومة وشهداؤها ومجاهدوها وشعبها ومجتمعها، بل هم عجزوا وسيعجزون عن ذلك".

وقال: "إن وكلاء العدوان يمنون النفس أنهم إذا تمكنوا من القضاء على المقاومة فإنهم بذلك يكونوا قد أزالوا العقبة الأداء التي تحول بينهم وبين بسط سلطتهم الأحادية على لبنان، فالمشروع السياسي لوكلاء العدوان الأميركي الإسرائيلي السعودي يقوم على الأحادية ورفض الشراكة والتوازن، وعلى فكرة أن يحكم فريق لوحده ويحيل الفرقاء الآخرين إلى مستتبعين له، وهذا الفريق يتعاطى مع حلفائه من موقع الاستعلاء عليهم واستتباعهم، وهكذا أراد أن يفعل مع فريقنا السياسي، فوقفنا في وجهه وأصرينا على الحق الكامل للبنانيين في أن يكون الحكم في لبنان قائما على الشراكة الحقيقية والتوازن".

وتابع "إن ما يتعرض له التيار الوطني الحر وتحديدا الجنرال عون يهدف إلى إلغائه من المعادلة، لا بشخصه أو بشخص التيار الوطني الحر، بل بوصفه ممثلا للأكثرية المسيحية الحقيقية، وهم كانوا قد فعلوا معنا الأمر نفسه، فحاولوا إلغاءنا من 11-11-2006 إلى أيار 2008 وأبعدونا عن الحكم، وقامت حكومتهم غير الشرعية بإصدار 1200 مرسوما لم نكن شركاء فيها، ذلك لأنهم يريدون حكما منفردا، وهنا لا أتحدث عن طائفة معينة، وإنما عن فريق سياسي هو مجرد وكيل محلي إما للنظام السعودي أو للكونسورسيوم (أي مجموعة مساهمين) الذين هم الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني والنظام السعودي، بالمقابل فإن خريجي المدرسة الحسينية ليسوا مذهبيين أو طائفيين، وإنما يتصرفون على أنهم الطليعة المضحية التي تقف في الصف الأول للمواجهة، ويقدمون الشهداء دفاعا عن أمتهم بأسرها دون تمييز بين مسيحييها ومسلميها وبين سنييها وشيعييها، ومن هنا كان خروجنا كمقاومة وحزب ومجموعة فكرية هو لنصرة الإنسانية المستضعفة، ولتقديم التضحيات عنها لكي نحميها، واليوم لا غضاضة لدى كل منصف في أن يقر بأن ما يشهده لبنان من استقرار وأمان وسلام إنما هو بفعل تضحياتنا في مواجهة العدوان الصهيوني، حيث لجمنا قدرته على العدوان مجددا، وكذلك في مواجهة العدوان التكفيري الذي كان يمكن أن يستبيح لبنان كما استباح العراق ويستبيح سوريا واليمن".

وختم: "إننا من موقعنا الطليعي والقائد في التضحية والمواجهة حريصون على هذا البلد بجميع طوائفه، ولذلك فإننا ذهبنا إلى حوار يمكن أن يقرب المسافات، ولم نفعل ذلك من موقع الضعف ولا من موقع الحاجة، وبالتالي إذا كان هناك من يحلل تحليلا سياسيا بأن الحوار والحكومة حاجة لحزب الله لكي يتفرغ للمواجهة في سوريا فهو واهم، لأن هذه المقاومة قادرة على المواجهة في جميع الجبهات، وهي الآن في هذه المرحلة واللحظة بالذات لا تكتفي بالانشغال في المواجهة في سوريا، بل هي حاضرة أيضا لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وأي اعتداء يمكن أن يحصل على بلدنا، فالمقاومة قد أحبطت القدرة الإسرائيلية في الاعتداء على لبنان، ولذلك إذا كان هناك من يتوهم أن بإمكانه الضغط علينا عن طريق التهديد بالحوار والحكومة فهو واهم، فموقفنا الثابت لن يتزحزح في مواجهة التكفيريين حتى القضاء عليهم، كما أن موقفنا الثابت لن يتزحزح في تطبيق الشراكة الحقيقية والتوازن التي تشكل حماية للصيغة اللبنانية التعددية، وكذلك فإن موقفنا لن يتراجع عن الالتزام الثابت في مواجهة العدوان الصهيوني، فلذلك لا تخيطوا بهذه المسلة لأنكم لن تحصلوا على شيء، بل إنكم إذا غامرتم في هذا الاتجاه فأنتم تلعبون بمصيركم، فيما لبنان يستأهل الأمان والسلام والاستقرار، وها نحن نقدم تضحيات ولم ندع لبنان يتأثر بكل النار التي تجري من حوله، وهو الذي كان طوال عمره يشتعل قبل البلدان الأخرى، وأما اليوم نجد أن البلاد مشتعلة فيما لبنان ينعم بهذا الأمان الذي يدين لشهدائنا ومجاهدينا بوجوده وبقائه واستمراره، ونحن لن ننجر للألعاب السياسية الصغيرة، ولكننا من وقت لآخر نضع النقاط على الحروف ونقول للناس المتوهمة إنها متوهمة".