التفاصيل
ألقى عضو
كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، كلمة خلال الاحتفال
التكريمي الذي أقامه "حزب الله" لشهيديه رمزي علي مغنية ومحمود حسين
حيدر في مجمع الشهيد عماد مغنية في بلدة طيردبا، في حضور كمال يونس ممثلا رئيس حزب
الاتحاد
عبد
الرحيم مراد وعدد من القيادات الحزبية، وفعاليات وشخصيات، وحشد من أهالي البلدة
والقرى المجاورة، قال فيها: "إن البطلين اللذين نؤبنهما اليوم كانا من ثلة
تعد بالعشرات واجهت همات مدى أسبوع من 11 فصيلا على الأقل، والذي قدر عددهم بالآلاف،
وبالتالي فإن الواحد من هؤلاء الأبطال الذين استشهدوا يعد بالآلاف وليس بالمئات.
فالتكفيريون اعترفوا بأنهم واجهوا قتالا مريرا وأنه قتل لهم 176 مقاتلا جميعهم سوريون ويحملون الجنسية السورية،
ولكن العدد الصحيح للقتلى هو مضاعف للرقم الذي أعلنوا عنه، ويحملون جنسيات مختلفة
من الشيشان وصولا إلى تونس، وأبطالنا في هذه المعركة كانوا يتمثلون بأئمتهم في الشجاعة،
بحيث وقف ممن رأى شجاعتهم من العدو قبل الصديق إكبارا أمام هؤلاء العظام الذين
قدموا درسا في الشجاعة".
واضاف:
"إننا لا نأبه للأصوات الشامتة ولا للأصوات المنكلة، لأنهم يعرفون قبل أن
نعرف نحن، أنه إذا وضعت يد التكفير على لبنان، لما كان لتلك الأصوات الشامتة
والمنكلة بنا أن يكون لها موطئ قدم في لبنان، ولكانوا جميعا ألقوا من شاهق، أم
ذبحوا، أم جعلوا سبايا، ونحن اليوم نكتب بشهدائنا السلامة والاستقرار للبنان في وجه
هذا المجتاح التكفيري. كما أننا وفي القدر عينه نقف على سلاحنا، وجاهزون في مواجهة
العدوان الصهيوني الذي علت أصواته بالأمس حينما كانوا يعقدون مؤتمرهم السنوي في
"هرتسيليا"، بحيث تبارت الأصوات عندهم مزايدة في تبيين قدرتهم على
مواجهتنا، إلى أن وقف رئيس الاستخبارات العسكرية عندهم ليقول، إنه "يعرف عن
"حزب
الله" ما لم يعرفه جيش عن عدو من قبل"، ومن هنا نقول للعدو الصهيوني
الذي لا يستخلص العبر ولا يتعلم من تجاربه، إن ما فعلتموه في عام 1993 هو نفسه ما
فعلتموه في عام 1996، ولكن الفارق هو حجم النيران، وأيضا إن ما فعلتموه في عام
1996 هو نفسه في عام 2006 مع نسبة قصوى من النيران، وفي الحالات الثلاث كتب لكم
الفشل في تحقيق أهدافكم السياسية والعسكرية، وفي كل مواجهة كنتم تعتقدون أن لديكم
من المعلومات الكافية التي تمكنكم في الساعات أو في الأيام الأولى من ضرب القدرة الصاروخية
ل"حزب الله" القادرة على الوصول إلى عمق مستوطناتكم وكيانكم، وكانت
النتيجة أنه في كل مواجهة أخفقت معلوماتكم الاستخبارية وقدراتكم العسكرية، وأخفقتم
في تحقيق أهدافكم السياسية والعسكرية، ولذلك نقول لمن اجتمع في مؤتمر
"هرتسيليا"، إن استخلاص العبر يجب أن يبدأ من حقائق جديدة تقول إن ما
لدى المقاومة ليس قابلا للتقدير الاستخباري، وإن استخباراتكم التي أخفقت من قبل
تخفق مرة أخرى، ويجب أن يعرف العدو أن ما لدى المقاومة من إمكانات الآن هو أعظم
بكثير مما كان لديها من قبل، وهي تتكل على الله في الدرجة الأولى، وبه تتكل على
مقاتلينا الأشداء الذين وصفهم الرئيس الأميركي والإسرائيليون بأنهم بعد القتال في
سوريا باتوا متمرسين في جميع أنواع القتال".
وتابع:
"إن على الجيش الإسرائيلي أن يعرف أنه واجه في عام 1996 مقاوماً غير الذي
واجهه في العام 1993، وأنه واجه في العام 2006 مقاوما غير الذي واجهه في العام
1996، وفي أي معركة مقبلة فإن الذي سيقاتل في الميدان سيكون مختلفاً عمّا كان من
قبل، وسيكون قادراً على تكبيد العدو هزائم أكثر مما فعل زميله في الحروب التي
انصرمت، فنحن نقف على سلاحنا في مواجهة العدو، ونعرف أن قدرته على اتخاذ قرار
بالحرب ضئيلة جدا، وعلى الرغم من ضآلتها، إلا أننا نعمل من أجل إعدام أي فرصة يمكن
للعدو أن يصل فيها إلى الحرب، مع الحفاظ على توازن الردع والمعادلة القائمة، وفي الوقت
نفسه، فإن الانتصارات التي حققناها في مواجهة التكفيريين ستتصاعد وستتقدم إلى ما
يثلج الصدور".
وقال:
"إننا حين نقف لندافع عن الجور الذي لحق بآية الله الشيخ عيسى قاسم، فإننا
بذلك نتحمل مسؤولياتنا الوطنية والأخلاقية والإنسانية التي تلزم كل إنسان ولبناني
بأن يمنع بلدا شقيقا من الانحدار إلى آتون المواجهة، ونحن نعلم أن النظام السعودي
الذي يتحمل المسؤولية عن الحروب التي نشهدها في اليمن والعراق وسوريا، كان هو المخطط
والممول والمنفذ، وهو الذي يقف وراء القرار الذي اتخذته السلطات البحرينية، وغايته
دفع البحرين إلى ما تلاقيه سوريا واليمن والعراق، ولذلك فإننا معنيون بأن نوجه
البحرينيين إلى تلافي الوقوع في ما لا تحمد عقباه جراء هذا القرار الظالم والجائر
في حق شيخ ولد وعاش منذ عام 1937 في دولة ولدت عام 1971، وبالتالي فإن هذه
مسؤوليتنا. في المقابل، ليس من مسؤولية البعض في لبنان أن يقف مدافعا كيف يشاء عن
ظلم سيده ووليه السعودي، بل يجب أن يقال لآل سعود إنكم ببغيكم وعدوانكم تضعون مصير
العرب في الهاوية وليس على حافتها".
واضاف:
"إننا إذ ندعو إلى تمتين الوحدة الوطنية في بلدنا العزيز، فإننا نعرف أن
الطريق إلى ذلك يجب أن يمر من تفاهم حقيقي بين المكونات الفعلية للبنان، ولكن لم
يعد ممكنا اليوم ل"تيار المستقبل" أن يخفي حقيقة أنه لا يمثل وحده من
يدعي تمثيله، وأن هناك ممثلين آخرين يجب أن يكون لهم الحق في الوصول إلى الندوة
البرلمانية عبر انتخابات عادلة ونزيهة تتم على أساس قانون يضمن دقة التمثيل
وفعاليته، وفي هذا الإطار نحن كنا نعتقد وما زلنا أن النسبية هي الطريق إلى ذلك،
وكذلك نحن اليوم لا نزال منفتحين على التوصل إلى قانون انتخاب جديد، إلا أن الذي
يقف في وجه الوصول إلى هذا القانون هو المستفيد من واقع البرلمان الحالي الذي يعطي
أكثرية لمن لا يستحق، ولذلك فإننا نعتقد أن الحل الجذري للأزمة الراهنة يبدأ
بالتوصل إلى قانون انتخاب وإجراء الانتخابات النيابية وإعادة تكوين المؤسسات الدستورية
على أساس المجلس المنتخب الجديد، وأما الخيار الآخر فهو أن ننزل إلى مجلس النواب
وننتخب الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية، وبعدها نشكل حكومة ونتفق على قانون
انتخاب ننتخب به المجلس النيابي الجديد الذي يشكل حكومة جديدة تعكس تمثيلا صحيحا
للمكونات اللبنانية، فلا يختبئ أحد وراء إصبعه، بل قولوا الحقيقة كما هي، وهذه هي
الحقيقة".
وأضاف:
"إننا في مواجهة الحملات التي نتعرض لها نتوجه إلى إخواننا لنقول لهم: اعلموا
أن هذه المقاومة ما مضت بكم إلا في طريق الصواب، ونحن نذكر جيدا ما كنا نسمعه يوميا
منذ عام 1991 إلى عام 1997 بأنه "لماذا ما زلتم تقومون بعمليات مقاومة وها قد
بدأ مؤتمر مدريد، وأن العرب سيتوصلون باتفاقات في ما بينهم، ولماذا يستشهد هؤلاء
الشباب بلا فائدة"، ولكن الذي تبين بعد ذلك أن مؤتمر مدريد سقط، واستعدنا
أرضنا على نحو غير مشروط بجهادنا ومن دون منة علينا من أحد، فهذا هو طريقنا
الصائب، ونحن منذ عام 2012 قد شخصنا ضرورة أن نقاتل العدو التكفيري، وها نحن اليوم
كذلك في عام 2016، ونحن اليوم نهنئ إخواننا العراقيين بالانتصارات التي يحققونها
لا سيما تطهير مدينة الفلوجة، ونؤكد لأهلنا أننا في هذا الطريق ماضون إلى النصر
بعون الله وإذنه وتأييده".