التفاصيل
أقام
"حزب الله" احتفالا تكريميا في الذكرى السنوية العاشرة لشهداء مجزرة
قانا 2006، في باحة روضة الشهداء في بلدة قانا في حضور عدد من رجال الدين،
وفاعليات وشخصيات وحشد من الأهالي.
وألقى
عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي كلمة خلال الحفل قال فيها: "إن
النظام السعودي فقد معظم مقومات بقائه على قيد السياسة، سيما وأنه لم يعد في خزان
نفطه ما يبقيه على قيد البقاء إلا قدر قليل ستطيح به عاصفة الإفلاس قريبا. أما
بالنسبة للخطة التي أعلنوا عنها، فهم يعرفون قبل غيرهم أنها حشو فارغ، وأنها إعلان
متدرج عن التفليس، وبالتالي لم يعد لهذا النظام من مقومات بقائه سوى أنه برميل نفط
بثمن رخيص. أما فيما يتعلق بدور السعودية، فقد فقدت دورها في اليمن، وأصبحت مجرد
قاتل ومعتد ومجرم، ولم تعد شقيقا أكبر كما كانت على مدى السنوات. وأما في العراق،
فالشعب العراقي يعرف أن السيارات المفخخة التي ذهب ضحيتها حتى الآن أكثر من 359000
نسمة، مصدرها المخابرات السعودية التي هي من تقوم بقتل أبناء العراق، بأيد داعشية
ووهابية، فسواء سميت داعش أو النصرة أو آل سعود، فهؤلاء جميعهم من نفس المذهب
والعقيدة".
أضاف:
"إن عقود الشركات الفرنسية مع النظام السعودي تقوم بلجم القيادة الفرنسية عن
النطق بحقيقة أن من يقتل في شوارع باريس هم خريجو المدارس والمساجد الوهابية.
وبالأمس قال رئيس الحكومة الفرنسي "إننا سنقفل مساجد الوهابيين"، وهذا
ما يجب أن يفعل، لأن مساجد الوهابية هي مساجد ضرار، أكانت في منطقتنا أو في أوروبا
أو في أي مكان من هذا العالم، فالجرائم التي تحدث الآن هي جرائم الوهابية، وإن
الولايات المتحدة تعرف ذلك. صحيح أن الآلة الإعلامية الأميركية التي يسيطر عليها
اللوبي الإعلامي الصهيوني، تمكنت من امتصاص صدمة الـ29 صفحة المقفل عليها على
الأقل منذ عام 2007، أي منذ أن انتهى التقرير الخاص بأحداث 11 أيلول، وهذه الصفحات
تقول بوضوح إن مسؤولين في الحكومة السعودية، وأن أمراء ودبلوماسيين سعوديين ساعدوا
الـ 17 انتحاريا على تفجير أنفسهم في الأبراج بالولايات المتحدة الأميركية".
وتابع
الموسوي: "إن الوهابية التي هي حقيقة آل سعود تنكشف ورقتها وينكشف أنهم قتلة،
وبالتالي لم يعد للسعودية الآن دور إقليمي، فهي باتت غير قادرة على فعل شيء لا في
اليمن ولا في العراق ولا في سوريا، ولكن الدور الوحيد الذي ينظر إليه آل سعود على
أنه حبل النجاة، هو أن يقدموا أنفسهم بابا للتطبيع الإسلامي الصهيوني، ولذلك فإن
ذاك الضابط وتركي بن فيصل يحاولان العثور على دور إقليمي للنظام السعودي، لأن أي
دولة تفقد دورها الإقليمي، فإنها بذلك تفقد استقرارها الداخلي، ولذلك فإن السعودية
تفتش اليوم عن رمق دور إقليمي لها، من خلال الاستسلام الكامل أمام العدو الصهيوني
دون قيد أو شرط، وحتى الحلفاء الفلسطينيين للنظام السعودي، لم يتمكنوا من الحصول
على أي تنازل، وأما بنيامين نتنياهو، فقد وقف في الكيان الصهيوني وقال "إن
الانفتاح السعودية علينا يؤكد موقف الليكود الذي لطالما دعا إلى أن السلام لا يكون
إلا مقابل سلام، وليس الأرض في مقابل السلام".
إننا
نقول للسعودية، إن هذا الدور الذي هو دور الانفتاح على العدو الصهيوني، لن ينجيكم
من مصير محتوم ألا وهو السقوط، وبالتالي لم يعد هذا النظام قادرا على البقاء لفترة
طويلة، ولن ينجده تطبيعه مع العدو، وأبرز مثال على ذلك هو أنور السادات، وأيضا
حسني مبارك، وبالتالي لن يدافع عن آل سعود أحد ما دام وضعهم قد احترق".
وقال:
"إننا خرجنا عام 2006 من الحرب الصهيونية علينا، ولكن حرب السعودية السياسية
والإعلامية استمرت علينا، خاصة من الأبواق الداخلية التي هي حملات سعودية. أما
المواقع والوسائل الإعلامية التي تشن الحملات على "حزب الله" وبيئته ومجتمعه، فهي لا تشنها على "حزب
الله" وحده، وإنما على "حزب الله" وحركة "أمل" والأحزاب الوطنية
اللبنانية جميعا، لأنهم لا يروننا إلا كذلك، وحتى عندما ذهبوا باتجاه العقوبات
الاقتصادية، فهم لم يرونا إلا كذلك، لدرجة دفعت الرئيس بري ليقول للمبعوث
الأميركي: "إذا كنت تبحث عن متعاون مع حزب الله، فأنا متعاون مع حزب
الله"، فهم لا يروننا إلا واحدا، وبالتالي فإن حملات الحرب السياسية منذ عام
2006 حتى الآن لا تزال مستمرة، وهي حرب إعلامية سياسية سعودية التمويل والدافع.
إننا
الآن في لبنان على مشارف تحقيق انتصار مشهود ضد الحرب الأميركية الصهيونية
السعودية على الدولة في سوريا، فمحورنا هناك بات يرى النصر في الأفق، وبوابات الشر
تكاد تنغلق جميعها، فالأردن أغلقت، والكيان الصهيوني مغلق، والجبهة اللبنانية التي
هي أكبر جبهة وبوابة أغلقت كذلك، والبوابة التركية لديهم أوضاعهم التي لا تنتهي لا
بيوم ولا بيومين، ولم يعد للمجموعات المسلحة في سوريا أي أفق، إلا التسوية السياسية
مع الدولة السورية من أجل دستور جديد، وحياة سياسية جديدة يمكن أن تفتح أمام سوريا
إعادة البناء والإعمار، وأما أفق إسقاط النظام وغيره فقد انتهى، وبالتالي فإنه إذا
كان هناك من يريد أن يستمر في القتال حتى رمقه الأخير بسبب التحريض السعودي
المجنون، فإنه سيقضي على نفسه، ولن يحقق أي مكتسب سياسي أو ميداني، ولذلك فإن
دعوتنا إلى القوى السورية جميعا أن تسلك طريق التسوية السياسية، لأنه بالإمكان
التوصل عبر هذه الحوارات إلى صيغة ميثاق بين السوريين، بما يفتح الباب أمام نظام
سياسي وعلاقات اجتماعية سياسية يرون فيها ما يناسبهم".
وفي
الشأن الداخلي اللبناني، قال الموسوي: "أما في لبنان، فلم يعد هناك من وقت،
وهم يضيعون وقتنا، فالجنرال عون يفترض أن يكون رئيسا للجمهورية منذ عدة أشهر، وأنا
أعرف أن تيارا كبيرا في كتلة المستقبل يريد الموافقة على الجنرال عون رئيسا
للجمهورية، ويعتقد مصيبا أن لا خروج من هذه الأزمة إلا بانتخابه رئيسا للجمهورية،
ولكن الذي يعطل الانتخابات النيابية حتى الآن وهذا أمر يعرفه حليف حليفنا (أي حليف
الجنرال عون الجديد) جيدا، كما يعرفه خصوم الجنرال عون، هو الفيتو السعودي على حزب
المستقبل ومن يمون عليه، فهم لا يريدون حرا في رئاسة الجمهورية، بل موظفا هتافا،
أي أن وظيفته الهتاف الذي سمعناه مرة وهو "عاشت المملكة العربية
السعودية"، ولكن لبنان الذي قاتل العدو الصهيوني، لن يقبل أن يكون رئيسه غير
حر، وقد رأينا أن الجنرال عون كان حرا في أصعب الأوقات، وهو يأخذ قراره من رأسه
ولا يعود إلى أحد.
إن
الجنرال عون سينتخب رئيسا للجمهورية، فلذلك قصروا الوقت الفاصل عن هذا الاستحقاق
وبادروا إلى الانتخابات، ولنأتي بهذا الرئيس القوي والحر، ولنعيد بناء مؤسساتنا
الدستورية، فنعيد بناء المجلس النيابي على أساس قانون انتخابي جديد يحفظ دقة وصحة
التمثيل والمشاركة في القرار السياسي، ولا نريد قانون انتخابات معلب تأتي نتائجه
مصممة سلفا، بل نريد قانونا انتخابيا يضمن للبنانيين جميعا حقهم في انتخاب ممثلهم
في الندوة البرلمانية، وبعدها ننتخب وننشئ حكومة، ونكون بهذا قد نجونا بلبنان في
ظل هذا الدم الذي يفيض من حولنا".
وختم:
"كنا حرصاء على دم شعبنا، ويعلم الله كما يعلم الخبراء في العلم السياسي، أن
ما يعصم دماءنا اليوم في لبنان في الوقت الذي تراق فيه الدماء من حولنا، هو قدرة
المقاومة على إنزال رد موجع جدا بالعدو الصهيوني، وإلا لكان هذا العدو استجاب
للتحريض السعودي المتوتر الدائم باستغلال فرصة انشغال حزب الله في سوريا للانقضاض
على لبنان، ولكن هذه المقاومة عودتنا أن تكون في موقع الدفاع عن الجميع وعن كل
لبنان بجميع الطوائف والأحزاب والقوى فيه، واليوم ومن هنا فإننا نتحدى كل من يهاجم
حزب الله في لبنان، بأن يذهب إلى أي منطقة في سوريا، وليتحدى من يسيطروا عليها
هناك من المجموعات المسلحة".