التفاصيل
رأى عضو
كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي خلال احتفال تكريمي أقامه
"حزب الله" للشهيد عباس فياض نعمة في حسينية بلدة محرونة الجنوبية أن
"الاختلافات السياسية في المواقف أمر طبيعي في لبنان، بل هو دال على حيوية
المجال السياسي اللبناني، وهذه الاختلافات لا تنحصر بفريق أو بحلف سياسي دون
الآخر، ونحن نؤكد ما أكدناه على الدوام، أن الاختلافات السياسية في لبنان يجب ألا
تكون دافعا للانقسام السياسي العمودي الاجتماعي، ولا أن تخلف تناحرا بين القواعد
الشعبية للقوى السياسية، بل أن يكون الاختلاف موجبا أو دافعا أو حافزا إلى الشروع
في الحوار الذي يضيق شقة الخلاف، وينظم العلاقة في المختلف عليه، ويمكن أن يتوصل
إلى ما يتفق عليه".
وقال:
"لقد حافظنا في جميع المراحل على العلاقة الثابتة مع حلفائنا، ومن الطبيعي أن
نؤكد رسوخ العلاقة الأخوية والتحالفية مع الأخوة في حركة أمل على قاعدة التمسك
بدورهم الفاعل في المعادلة السياسية الوطنية، ومن الطبيعي أيضا أن نؤكد ما أكده
سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن مرشحنا الدائم لرئاسة المجلس النيابي
هو دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري، ونضيف أننا ثابتون في تحالفنا مع حلفائنا جميعا،
فعلاقتنا راسخة وصلبة وثابتة مع التيار الوطني الحر، ونعمل أن تكون بعيدة عن
محاولات أصحاب الفتنة الذين يثيرون الشبهات ويطرحون علامات الاستفهام التي لا أساس
ولا قاعدة لها، ونحن التزامنا ثابت مع هذا التيار ومع الجنرال ميشال عون، كما أن
علاقتنا الشريفة والنزيهة والتحالفية ثابتة أيضا مع رئيس تيار المردة النائب
سليمان فرنجية، وقد يكون أمرا شائكا وشاقا وصعبا أن نحافظ على علاقات ثابتة وراسخة
بين حلفائنا وهم يختلفون على قضايا سياسية، ويعتبرونها قضايا أساسية ورئيسية، ولكن
العمل السياسي يفترض ذلك".
وأكد أن
"ما يجمعنا نحن الحلفاء في حركة أمل والتيار الوطني الحر وتيار المردة ومع
أطراف فريقنا السياسي، هو مجموعة من المواقف والثوابت السياسية التي لا تقتصر على
موضوع رئاسة الجمهورية، بل تتعلق بالرؤية إلى دور لبنان وهويته، وإلى طبيعة
العلاقات السياسية بين المكونات اللبنانية، ودور لبنان في محيطه الإقليمي وعالمه
العربي، وإذا وقع الخلاف في قضية من القضايا، فإن ذلك لا ينفي أننا كنا ونبقى على
ما كنا عليه في عدوان تموز 2006، حين تخلى العالم بأجمعه عنا، وبقينا نحن في حزب الله
وحركة أمل والتيار الوطني الحر وتيار المردة والحزب القومي وحلفاؤنا جميعا، كتلة
متراصة لم تخضع أمام الضغوط، وواجهت في الميدان والسياسة وكتبت انتصارها، وبالتالي
إذا كنا في زمن العسرة والشدة غير قابلين للانفكاك أو للانقسام، فإننا في زمن
الاختلاف السياسي قادرون بعون الله وبحكمة قيادتنا المتمثلة بصاحب البصيرة والبصر
الثاقب سماحة الأمين العام لحزب الله أن نبقى يدا واحدة".
وأضاف:
"إن سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، منذ أن تسلم دفة هذه
السفينة، قادها بذكاء وصلابة وحزم ومرونة، فحافظ عليها من أن تغرق على الرغم من
الأمواج المتلاطمة التي عصفت بها، وإن المعجزة السياسية التي نعيشها الآن في
لبنان، والمتمثلة باستقراره وسلامه وأمنه، على الرغم مما يجري في محيطه من حرائق
وحروب، إنما نحن مدينون بها لدماء شهدائنا الذين نؤبن واحدا منهم الآن، وللحكمة
السياسية لسماحة قائدنا السيد حسن نصرالله بالإضافة إلى قدرته على تدوير الزوايا وتجسير
الفجوات التي جنبتنا الكثير من الأزمات".
وختم:
"إننا على بعد أيام قليلة من استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية، وقد سمعنا أن
سماحة الأمين العام سيبذل الجهد في الاتجاه الذي لا يوسع شقة الخلاف، بل يمكن أن يخرج
بأقل قدر من التباين نحو مشهد سياسي جديد يخفف عن كاهل اللبنانيين أعباءهم الثقيلة
على الصعد جميعا".