التفاصيل
رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، أن "سياسة الاستفراد والمحاور في مواجهة المحاور تفوت على لبنان فرص القيام بإنجازات"، مثنيا على "الدور الحكيم والبناء الذي قام به رئيس الحكومة تمام سلام"، لافتا إلى أن "هذه الحكومة لم تستطع النهوض بملفات أساسية وبديهية وضرورية، لكن يكفيها إنجازا أنها تمكنت برئاسة رئيسها من أن تتجاوز التحديات والاستحقاقات، التي لولا الحكمة لكانت أدخلت البلد في متاهات جمة".
وقال خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة زبقين الجنوبية، في حضور عدد من رجال الدين، وفاعليات وشخصيات: "إن ما يجري من عدوان على سوريا، ليس سوى تكرار لما رأيناه في العام 2006 من عدوان على لبنان، فالأعداء هم أنفسهم المتمثلون بالصهاينة الأميركيين وبالصهاينة الإسرائيليين وبالصهاينة العرب الذين وصفونا في العام 2006 بأننا مغامرون، ويتهمون اليوم أشرف مقاومة عربية بأنها منظمة أرهابية يحذون في ذلك حذو حليفهم الصهيوني الإسرائيلي والصهيوني الأميركي، فيما يتغافل العالم عن حجم الجرائم التي يرتكبها الصهاينة العرب في اليمن على أيدي النظام السعودي الذي يفتك بالحجر والبشر، وبالأطفال وبالبنى التحتية كافة، حيث بدأت الصيحات تعلو في بعض الأوساط الغربية، بأن ما يقوم به النظام السعودي في اليمن هو حرب بلا معنى، والهدف منها تدمير اليمن تدميرا كاملا، ورده مئات السنوات إلى الوراء من أجل إخضاعه وقهره، ولكن كما قاومنا وصبرنا نحن على الأذى، فإن الشعب اليمني يقاوم ويصبر، وسيكون النصر حليفه كما كان حليفنا في جميع المعارك التي خضناها، وصولا إلى المعركة في سوريا، حيث غيرنا هناك المعادلات الاستراتيجية الدولية والإقليمية والميدانية السورية".
وأضاف: "اليوم بات علينا أن نفكر كيف يمكن الإيفاء بمتطلبات اللبنانيين في هذه المرحلة، وعليه، فإننا من هذا الموقع منفتحون على الحوار كما كنا دائما مع القوى السياسية على قاعدة رؤية محددة تلتزم وجوب أن نواجه العدوان الصهيوني بكافة أشكال المواجهة التي يقع في طليعتها المقاومة المسلحة والمقاومة بصعدها كلها، وفي هذا الإطار أيضا، فإنه لا ينبغي أن يغيب عن سياسيي المرحلة الجديدة أن أراضي لبنانية ما زالت تحت الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا وكفرشوبا، وأن حقوقنا في النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة مستلبة الآن جزئيا بفعل العدوان الصهيوني عليها، وبسبب خطأ أو خطيئة ارتكبت في 17-1-2007، ونحن في هذا الإطار، ما تزال مهماتنا ماثلة أمامنا، ونعتقد أن طريق الحوار يمكن أن يؤدي إلى تحقيق التوافق الذي يساعد المعجزة اللبنانية الحالية أن تستمر وتستند إلى أسس متينة".
وتابع: "اننا اذ ننظر إلى المرحلة الماضية، فلا يسعنا إلا أن نثني على الدور الحكيم والبناء الذي قام به رئيس الحكومة تمام سلام، فصحيح أن هذه الحكومة لم تستطع النهوض بملفات أساسية وبديهية وضرورية، ولكن يكفيها إنجازا أنها تمكنت برئاسة رئيسها من أن تتجاوز التحديات والاستحقاقات، التي لولا الحكمة لكانت أدخلت البلد في متاهات جمة".
وختم الموسوي: "إن سياسة الاستفراد والمحاور في مواجهة المحاور تفوت على لبنان فرص القيام بإنجازات، منها أن تبدأ الحكومة فعلا بتحمل مسؤولياتها تجاه نهر الليطاني، الذي يعتبر ثروة وطنية كبرى"، منوها ب "دور الرئيس سلام، فإننا نعتبر أن تجربتنا يجب أن تكون حافزا له وللقوى السياسية على التمسك بهذا الدور والبيت السياسي الذي أظهر بالفعل أنه كان ضروريا وهاما وفاعلا في مرحلة خطيرة من تاريخ لبنان".