التفاصيل
سلام عليك ابا مازن
سلام مودّع قد شرِق بالاعتبار
صعب على القلب الذي اعتاد ان يخفق مسكونا بطمأنينة يتيحها له حضور قادة امثالك و ابو حسن سلامة و عماد و ذو الفقار و قاسم ، ان يواصل ارسال نبضه بنفس السكينة و الوثوق .
و لولا نعمة حضور الامين ابي هادي في وجودنا مع ثلة ممن نبتت تجربتهم تحت اعينكم و شهدتم بنضج منهجهم و ادائهم في زمن الاضطرام لكان القلق قد بدا يتسلل الى الذات .
صحيح ان المؤمن قوي و عزيز وثابت الجنان بايمانه بربه لا تزلزله الاعاصير و لا تلوي ذراعه المعضلات . لكن من قال ان عناصر التثبيت و التعبئة و العنفوان يوفرها الله لكل ابناء مسيرة الجهاد و المقاومة من خلال امثال هؤلاء القادة الميدانيين الذين يشكلون مظلة امان و مسالك ثقة بالتجربة و بجدواها فضلا عن المعتقد و ما حفل به التاريخ من وقفات نموذجية صنعها قادة ابطال و شهداء ابرار و مجاهدون مضحّون .
ابا مازن
الآن بدأت افهم ذاك اليقين الذي كان ينساب منك وانت تحاور او تناقش .
الآن استحضر متعة استخفافك بمن اخرجوا انفسهم بوعي من دائرة صنع القرار و التاريخ . و ادركت ان التنظير و وهم البناء المتكامل ليسا الا ساترا للجبن او تعويذة تعويض عن الاقدام .
ابا مازن
انت القادم الى عقيدتنا و ساحتنا و تجربتنا من عالم النضال المفتوح المدى على الحق و العدل و الانسان .اسمه و عنوانه و قبلته فلسطين ، استقر بك المقام في ربوع مقاومتنا النضّاحة بذلاً و تضحية و عنفوانا و انجازا و انتصارات و مجدا و عزا و علوّ شأن في جبهات الصراع ضد الباطل و اساطينه و ممالكه .
استقر بك المقام عند يقيننا الذي ترجمناه وقائع و حقائق و قواعد اثبات على مدى ما يقرب من اربعين عاما لم نبدل فيها و لا اُصِبنا خلالها بداء الضعف او الاستكانة و لا بأعراض النزوع نحو استسلام نعبر اليه مسرعين فوق طاولات التفاوض .
الزيتون عندنا ليس شعار سلام بل هو اسم آخر...