التفاصيل
اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن ما يجري في منطقتنا وبلدنا ليس مواجهة بين طائفة وأخرى أو بين فريق وآخر أو بين السنة والشيعة، لأن السنة براء من هؤلاء التكفيريين كما الشيعة، وهم يكتوون بنار هذا النهج التكفيري على امتداد عالمنا العربي والإسلامي قبل أن نكتوي نحن به، لافتاً إلى أننا لو أجرينا إحصاء بعدد الذين قتلوا على امتداد البلدان العربية والاسلامية من السنة ومن علمائهم وفقهائهم ومثقفيهم ومن ناسهم وأبريائهم لا يوازي ما يقتل من الآخرين من الشيعة وغيرهم.
وخلال احتفال تأبيني في بلدة كفرا رأى النائب فضل الله أن الذين يبررون أو يغطون أو يحاولون الاستثمار السياسي إنما هم يشجعون على هذا النوع من الإجرام والإرهاب والقتل الذي ترتكبه الجماعات الإرهابية التكفيرية، وهذا التشجيع فيه استهداف للبلد كله ولتركيبته ولتوازناته، وهو يصنف الناس على أساس انتماءاتهم وهوياتهم الطائفية والمذهبية، مشدداً على أن المطلوب من الجميع أن يكونوا في مواجهة هذا العدوان على لبنان، ونحن على المستوى الأمني سنظل متمسكين بالدولة كجهة مسؤولة عن أمن المواطنين، وهذا من خلال دعم الجيش واجراءاته، لأن هذا الجيش الوطني مستهدف من هؤلاء، والخطوات التي يقوم بها يفترض أن تكون محل اجماع الجميع، وعلى كل الأجهزة الأمنية في الدولة أن تتحمل مسؤولياتها، كما وأن بعض القوى السياسية التي تحاول أن تصوّر هذا العدوان وكأنه يستهدف جهة معينة، عليها أن تتعاطى مع هذا العدوان على أنه عدوان على كل البلد وأن لا تحيّد نفسها عن مواجهة هذا الإرهاب التكفيري.
وأشار النائب فضل الله إلى أن المعركة الآن هي معركة كسر إرادة، ونحن من مجتمع ننتمي إلى ثقافة لا يمكن أن تهزم بالترهيب، ولا يمكن لهذه الإرادة أن تنكسر أمام هذا العدوان، لأن شعبنا ومجتمعنا قدم آلاف الشهداء في مواجهة العدو الإسرائيلي ولم يستطع أن يكسر إرادته. مضيفاً أن هؤلاء الذين يتسللون بسياراتهم المفخخة وبحربهم الإعلامية لن يستطيعوا أن يكسروا إرادة هذا المجتمع أو أن يغيروا في خياراتنا، بل على العكس تماماً نحن اليوم في حزب الله أكثر تمسكا بهذه الخيارات، ونحن نكتشف أكثر أن الطريق الذي سلكناه هو الطريق الصائب والصحيح، وكنّا منذ البداية مقتنعون بأنه لو استولت هذه الجماعات على سوريا فلن تترك لبنان، وها نحن نراهم كيف يحاولون أن يتمددوا إلى بلدنا، ولكنهم لن يستطيعوا بفضل إرادة هذا الشعب وهذه المقاومة التي تملك من الإمكانات والقدرات ما يجعلها تستطيع أن توقف هذا العدوان بالإرادة والتحمل والصبر والشجاعة والحكمة.
ورأى النائب فضل الله أن العوامل المساعدة على مواجهة الإرهاب التكفيري تكمن في وجود حكومة سياسية جامعة، لأن البلد بدون حكومة يجعل الأبواب مشرعة لهؤلاء الذين يتربصون بالبلد، مشدداً على أن أول أولويات الحكومة التي ستتألف هو الموضوع الأمني، لتستطيع أن تحصّن البلد في مواجهة هذا العدوان، ولمكافحة هذا الارهاب، مشيراً إلى أن هناك مساعٍ جدية لإنجاز تأليف الحكومة السياسية الجامعة التي كنّا ندعو إليها منذ البداية، فعلينا الإسراع في تشكيلها لكن من دون تسرع، وأن العقبات والعراقيل يمكن معالجتها بالحوار البنّاء بين المكونات الأساسية ليأخذ كل ذي حقٍ حقه، لافتاً إلى أن الإتصالات والفرصة لاتزال قائمة، والأبواب لم تقفل بعد، فعلينا جميعاً أن نغتنم هذه الفرصة وأن لا يسعى أحد إلى تضييعها بالشروط والعراقيل وبمحاولة سن أعراف جديدة في تشكيل الحكومات، لأنه منذ الطائف إلى اليوم هناك آلية معتمدة وأعراف أصبحت دستورية في كيفية تشكيل الحكومات، ولذلك نحن تعاطينا بإيجابية ولا نزال لأننا نؤمن أن هذا البلد لا يحكم إلاّ بالتفاهم والتلاقي والشراكة، مشدداً على أن حكومة الوحدة الوطنية حاجة ضرورية وليست محطة تفصيلية أو أنها مرحلة من المراحل من أجل الإنتقال إلى مرحلة آخرى.
واعتبر النائب فضل الله أن الحكومة السياسية الجامعة هي مصلحة للجميع لأن بلدنا اليوم في خطر، فلا بد من تشابك الأيدي مرةً أخرى لإنقاذ هذا البلد، مع إدراكنا لحجم الإنقسام والخلافات والنزاعات والصراعات، ولكن أمام التحدي الأمني الكبير وأمام حياة الناس ودمائهم تسقط الكثير من التفاصيل لتبقى العناوين الكبرى، وأولها بالنسبة إلينا اليوم هو أمن البلد وحماية هؤلاء الناس الذين يتعرضون لهذا العدوان الجديد على حياتهم وأرزاقهم وممتلكاتهم.