التفاصيل
أدار الندوة عضو المجلس الثوري في "فتح" جمال قشمر وأوضح أن "الحدث الإيراني شكل زلزالا ليس على المستوى الداخلي الإيراني فحسب بل على المستوى الإقليمي والدولي، فانهار نظام الشاه الملكي وقام نظام الجمهورية الإسلامية الذي يحمل شعارا لا شرقية ولا غربية، بل جمهورية إسلامية، ومع هذا الإنتصار خسرت الولايات المتحدة الأمريكية ثاني أكبر قاعدة لها في المنطقة، كما أن الخاسر الأكبر من هذا كان الكيان الصهيوني الغاصب الذي كان حليف الشاه الإستراتيجي، وباتت فلسطين الرابح الثاني بعد الشعب الإيراني".
وألقى الموسوي كلمة قال فيها: "ما نشهده اليوم من ظاهرة الفكر التكفيري الذي غير الاتجاه وغير محور الإهتمام هو في سياق ضرب إرادة المقاومة وفكرها وبنيتها، فبدل من أن يكون تركيز الجميع على مواجهة العدو الصهيوني، قدم الفكر التكفيري مطالعة أخرى تؤدي إلى استيلاد حروب دموية لا تنتهي، ولا يكون الرابح منها إلا العدو الصهيوني. إن الفكر التكفيري حاول بتجليه كإرهاب تكفيري ضرب معقل من معاقل المقاومة ألا وهي سوريا، فهي صلة الوصل والقلعة الحاضنة ومنطلق الدعم، ولذلك كنا معنيين بالحفاظ على هذا الموقع كي لا تبقى المواجهة مع العدو الصهيوني مجرد كلمة على ورقة لا تجد إلى الميدان سبيلا".
أضاف: "إن أكبر التحديات التي نواجهها اليوم نحن في المقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية هو الفكر والإرهاب التكفيريين، فهما أخطر ما نواجه، لأنه ينقل الحرب إلى الزواريب الداخلية بحيث تتحول إلى احتراب بدل من أن تكون مقاومة ومواجهة، ولذلك نحن معنيون بالعمل معا على مواجهة هذا الإرهاب من طريق تفكيك بناه التحتية حيث وجدت، وعن طريق مواجهة الفكر التكفيري ومنابره التي تزيدنا تصدعا وانقساما. إننا معنيون بالقيام بأعمال من طابع المضامين تؤكد مستويات الوحدة المختلفة في ما بيننا، والتي تصطف تحت رابطة العداء والمواجهة مع العدو الصهيوني، كما وأننا بحاجة إلى عمل ميداني لا يتيح للتكفيريين من أن يتمكنوا من إقامة بنى تحتية أو قواعد انطلاق، فإن هذا الأمر بقدر ما هو مسؤولية لبنانية هو أيضا ومن دون أن نفرض على جدول الأعمال الفلسطيني بندا إضافيا مسؤولية فلسطينية نعمل معا ومن موقع التعاون الوثيق لمواجهة هذا الخطر والإرهاب التكفيريين".
وتابع: "نحن بعد عام 2006 وبعد عام 2008 كنا أقرب من أي وقت مضى إلى فكرة الانتصار على العدو الصهيوني، وكان بإمكاننا نحن في المقاومة اللبنانية وفي المقاومة الفلسطينية ولا زلنا قادرين على أن نستهدف أي بقعة من بقاع الكيان الصهيوني المحتل، وبتنا تهديدا استراتيجيا ووجوديا لهذا الكيان، ولكن مع نشوب الأزمة في سوريا وجدنا أن العدو ينظر بعين الفرح والسرور إلى ما يجري، ولذلك يمكن القول أن المنحنى الذي كان يأخذ شكلا تصاعديا ما بعد عام 2008 وفي عام 2011 أخذ يضطرب هذا المنحنى، ونحن قادرون على مواصلة المنحى التصاعدي، والمقاومة على الرغم مما تقوم به من واجب وطني وقومي في مواجهة التكفيرية القتالة، إلا أنها لم تتوان عن مواجهة العدو الصهيوني، وشاهدنا كيف أن العدو فوجئ ببعض الضربات التي وجهت إليه، وكان يعتقد أن المقاومة كانت مشغولة في مكان آخر".
وقال: "إننا نطمئن الشعب الفلسطيني بأن المقاومة لا تغادر ولم ولن تغادر موقع الصراع مع العدو الصهيوني، ولن يأتي اليوم الذي يمكن أن نتخلى فيه عن المواجهة مع هذا العدو، فقضيتنا ستبقى قائمة في مواجهة هذا العدو حتى إزالته، ونعتقد أن الشعب الفلسطيني إذا تمكن من تحرير أي بقعة من فلسطين هو أمر إيجابي يسجل للمقاومة الفلسطينية على طريق السعي إلى تحقيق الانتصار النهائي، ولذلك فإن دعمنا مطلق للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استعادة حقوقه، وفي كل مرحلة يتمكن الشعب الفلسطيني من التقدم ميدانيا سيجدنا دوما إلى جانبه".
أضاف: "إننا في أخطر لحظة تواجهها القضية الفلسطينية، ففي ظل الوضع العربي الذي يشهده من انقسامات داخلية، حولت الإهتمام عن فلسطين، فتنزاح آلة الضغط الأميركية الهائلة لتفرض على الشعب الفلسطيني بقيادته وبتنظيماته وبفصائله تسوية لا يرغب فيها لأنها لا تؤمن الحد الأدنى من مطالبه الوطنية والقومية، ونقول للشعب الفلسطيني إننا إلى جانبك في مقاومتك للضغوط، ولا نعتقد أنه أيا كانت الظروف التي عليها العالم العربي الآن بأنها سوف تستمر، بل إن في استطاعتنا إذا تمكنا من الصمود لوقت غير كبير بأن نحقق انتصارا بالحفاظ على المقاومة بنية وفكرة وارادة وامكانات، بحيث نعود إلى تعديل ميزان القوى مع العدو وبما لا يمكنه من تصفية القضية الفلسطينية".
وختم: "نحن منذ انطلاقتنا تعلمنا مع الحاج عماد مغنية أن هدفنا الحقيقي والأبعد هو فلسطين، وأن ما نحققه في لبنان هو خطوة على الطريق إلى فلسطين، واستشهد الحاج عماد على الطريق إلى فلسطين، ونحن نواصل السير على هذه الطريق حتى استعادة فلسطين كاملة بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني".
أبو العردات
بدوره قال أبو العردات: "إن انتصار الثورة الإيرانية بالنسبة للفلسطنيين هو انتصارا تحقق لصالح القضية الفلسطينية وقضايا الأمة الإسلامية، خاصة أنه قد أسقط أحد أهم حلفاء الغرب والكيان الصهيوني، وأول الغيث لتلك الثورة هو إغلاق سفارة الكيان الغاصب وتحويلها إلى سفارة فلسطينية، وقد ترسخت علاقة قادة إيران بحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية وخاصة بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، حيث كان يحظى بإحترام وتقدير لا يجده الكثير من قادة ودول العالم، لأن تلك العلاقة المميزة لها الأثر الأكبر في تطور العلاقات الفلسطينية - الإيرانية".
وشدد على أن "من غير المنطق أن يستمر العداء لإيران فيما يتم غض الطرف عن كل ما تقوم به إسرائيل من عدوان وإحتلال"، مشيرا إلى أن "المصلحة العربية ومصلحة القضية الفلسطينية بالدرجة الأولى تكمن بتقديم أفضل العلاقات مع الإخوة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وهناك إمكانية للاتفاق مع إيران على الكثير من القضايا بالإضافة إلى امكان خلق الكثير من العلاقة المشتركة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومثل هذه العلاقة الحسنة والجيدة مع إيران لا يمكن إلا أن تكون من خلال موقف عربي وإسلامي موحد باتجاه تشخيص مصالح الأمة ومعرفة أين تكون هذه المصالح من خلال التفاهم والحوار مع الإخوة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية".