التفاصيل
أكد رئيس "تكتل بعلبك الهرمل النيابي" النائب الدكتور حسين الحاج حسن، أنه "لا يكفي أن نتحدث عن المأساة في غزة، أو نتضامن مع أهل غزة، أو أن تصدر بيانات الإستنكار من الرؤساء والملوك والحكومات والدول والخبراء ومجلس الأمن والمنظمات والجمعيات بشأن غزة، هذا أقل ما يمكن أن يفعله إنسان حر في هذا العالم، وهذا لا يكفي لأن العدو لم يعبأ في يوم من الأيام بالإدانة، بل كان فوق القانون الدولي بفعل الدعم الأميركي والبريطاني والغربي".
جاء ذلك خلال رعايته إطلاق "حزب الله" دفعة جديدة من مشروع مائدة الإمام زين العابدين في حسينية بلدة بيت شاما لتوزيع الحصص الغذائية على العائلات المتعففة خلال شهر رمضان المبارك، وقال الحاج حسن: "أتوجه بداية بالشكر الجزيل إلى كل الإخوة والأخوات الذين يعملون في شهر رمضان المبارك بشكل يومي وطوال ساعات في مشروعين أساسيين وكبيرين، يقوم بهما حزب الله منذ سنوات طويلة، هما: مشروع مائدة الإمام زين العابدين، ومشروع سلة الإمام الحسن، ويهدف هذان المشروعان إلى مساندة العوائل الشريفة والمتعففة في شهر رمضان لتخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية عن كاهل الناس".
ووجه التحية إلى "العلماء، مسؤول منطقة البقاع، ومسؤولي القطاعات والشعب والأفراد، ولكل المتطوعين والمتطوعات الذين يعملون بلا تعب ولا كلل، بل بشغف وحب وإخلاص ووفاء. والتحية موصولة لكل الذين يساهمون بتمويل هذه الأنشطة من خلال التبرعات العينية والنقدية التي تتحول إلى سلل أو حصص غذائية تحتوي على عدد من الأصناف والسلع، وفي بعض الأحيان أطعمة مطبوخة تصل إلى مستحقيها ساخنة قبل الإفطار بقليل".
وتابع: "من أهم صفات الإنسان العامل والمجاهد والصادق والفاعل في مجتمعه هو أن يقرن القول بالفعل، وأن يقرن الموقف بالإجراء. وهذا يعني أننا عندما نتحدث عن العوائل المستضعفة والفقيرة والمتعففة في المجتمع، فلا يكفي أن نقول أن هناك مأساة إجتماعية موجودة في المجتمع، بل يجب أن نعمل وأن نفعل للتخفيف من المأساة، وهذا ما يقوم به إخوتنا وأخواتنا ومن يساندهم بالعطاء عينا أو نقدا. وهذا مصداق الإنسان المؤمن العامل، ومصداق الإنسان الذي لا يتعاطف بالدمعة أو بالكلمة أوبالموقف فقط، بل يتعاطف أيضا بالفعل والعمل وبالمبادرة. فمن لا يستطيع إن يقدم مالا أو مواد عينية تراه يعمل في مطابخ مائدة الإمام زين العابدين، أو يعمل في توضيب الحصص، أو نقلها وتوزيعها. والعامل على الصدقة كالذي يقوم ويدفع الصدقة وله أجره بالعمل على تحصيل الصدقة وإيصالها إلى مستحقيها".
وأضاف: "من هنا أنطلق إلى السياسة لأقول أن المبدأ هو نفسه، لا يكفي أن نتحدث عن المأساة في غزة أو نتضامن مع أهل غزة، أو أن تصدر بيانات الإستنكار من الرؤساء والملوك والحكومات والدول والخبراء ومجلس الأمن والمنظمات والجمعيات بشأن غزة. هذا أقل ما يمكن أن يفعله أي إنسان حر في هذا العالم، وهذا لا يكفي، لأن العدو لم يعبأ في يوم من الأيام بالإدانة، بل كان فوق القانون الدولي بفعل الدعم الأميركي والبريطاني والغربي، وكان دائما يفلت من العقاب ولا يتحاكم على ما يقوم به، ولذلك وصل إلى الحد الذي يرتكب فيه كل هذه المجازر في غزة ولم تصدر عقوبة واحدة، ولا توقف إمداده بالسلاح، بل على العكس أميركا وبريطانيا وبعض الدول ما زالت تمده بالسلاح والذخائر، وبعض الدول العربية والإسلامية تمده بالماء والغذاء والوقود، كما أن عددا كبيرا من الدول ساكت وصامت ومتواطئ".
ورأى أن "كلام البعض عن غزة وعن مأساة غزة هو في بعض الأحيان فقط ليقول الإنسان أنه تحدث أو تكلم، ولا يفعل شيئا، لكن الذي يريد أن يكون إنسانا صادقا عليه أن يقوم بفعل شيء ما، بدءا من تزويد أهل غزة بالغذاء والدواء والوقود، وصولا إلى السلاح والذخائر والأسلحة، وصولا إلى القتال إسنادا لغزة. هكذا ندافع عن غزة، هكذا نقوم بواجبنا تجاه غزة".
وأردف: "في لبنان نحن في المقاومة منذ اليوم الثاني من عملية طوفان الأقصى، بدأنا بالإسناد، وسنواصل الإسناد، وسنواصل عملياتنا. ونقول للبنانيين وللعرب وللمسيحيين وللمسلمين خصوصا، الجميع يتحدث عن المشروع الإستيطاني الصهيوني وأخيرا في غور الأردن صادر الصهاينة ثمانية آلاف دونم من الأراضي الفلسطينية، وهم مستمرون بالمصادرة. وتكاد الضفة الغربية أن تصبح مقطعة الأوصال بفعل الإستيطان، والعدو الصهيوني يتحدث بوضوح أنه يريد أن يعيد الإستيطان إلى غزة. الآن يتحدثون عن شمالها وهم في الحقيقة يريدون أن يعودوا إلى غزة كلها، ويريدون أن يهجروا أهل غزة وأهل الضفة وأهل ال 48 ليحققوا الدولة العنصرية الصهيونية على أرض فلسطين، كل فلسطين، وهذا له تداعياته على لبنان وسوريا وعلى كل الدول العربية، وهذا سوف يشكل تحديا ديموغرافيا وإجتماعيا وأمنيا واقتصاديا".
واعتبر أن "العدو الصهيوني إذا انتصر في غزة سيرتد إلى الضفة، ومن ثم إلى لبنان وإلى كل المنطقة. إذا انتصر العدو في غزة سيشعر بالقوة وسيعيد ما كان يفعله في سنوات ما قبل المقاومة، لأن هناك تاريخ ما قبل المقاومة وتاريخ ما بعدها. ما قبل المقاومة كان العدو يتوغل في القتل بلا رادع، أما بعد المقاومة فهو مردوع وخائف ومرتبك، وهذا ما يحصل على الجبهة مع لبنان. لذلك إذا أردتم أن تدفعوا الخطر عن لبنان، الخطر الآتي والحقيقي، عليكم أن تواجهوا، وليس أن تنتقدوا الفعل الذي تقوم به المقاومة، بل عليكم أن تؤيدوا هذا الفعل الذي تقوم به المقاومة، لأنه يدفع الخطر الآتي على لبنان وعلى كل المنطقة".
وقال: "نحن لا نتوهم، لقد حصل في العام 48 أن خذل العرب والمسلمون فلسطين واحتل الصهاينة ما يسمى بأراضي 48 وتم تهجير الفلسطينيين إلى الدول المحيطة ومنها لبنان. واليوم نتحدث عن رفض التوطين، كيف يمكن أن ترفضوا التوطين وتحافظوا على حق العودة إذا انتصر العدو في غزة وعاد إلى سياسة التوغل والتوحش والعدوان؟ ما نقوم به بإسناد المقاومة في غزة هو في نفس الوقت دفاع عن لبنان، ودفاع عن مصالح لبنان الوطنية، هو درء للمخاطر الآتية على لبنان فيما لو انتصر العدو في غزة. وهذا ما لا يجب أن يحصل، وهذا ما يجب أن نفشله، وأن نفشل العدو في مراميه وفي أهدافه".
وختم الحاج حسن: "اليوم العدو مربك وخائف ومأزوم، هناك أزمات سياسية داخل حكومة العدو، بين وزرائه وبين رئيس حكومته، وبين ضباطه وجيشه وأركان جيشه، هناك أزمات على المستوى السياسي والأمني والإجتماعي والاقتصادي، هناك أزمات داخل كيان العدو، هل حصلت هذه الأزمات من دون أن يكون هناك دور للمقاومة وصمودها؟ تحدث الأزمات خلال الحروب في داخل أي مجتمع وجيش عندما تميل هذه الدولة ويميل هذا الجيش ويميل هذا الكيان إلى منحى الهزيمة وليس إلى منحى الإنتصار. وهذا ما علينا أن نعمل عليه، أن نعمق الأزمات داخل كيان العدو، أن نعمق الإرباكات داخل كيان العدو، حتى يحين موعد الهزيمة لهذا العدو وموعد النصر بإذن الله".